الصندوق الأسود لجرائم الاحتلال.. سرقة أرض وذهب وجثث الشهداء
غزة
كتب أحمد محمود
لا يكتف الاحتلال فى اعتداءاته ضد الفلسطينيين في قطاع غزة باستهداف المنازل بالصواريخ، بل يقتحم بعضها ويسرق محتوياتها، وهو ما كشفه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حيث رصد عشرات الإفادات التي أدلى بها الأهالي في قطاع غزة، حول قيام جيش وجنود الاحتلال "الإسرائيلي" بسرقة أموالاً وذهباً ومصوغات من قطاع غزة قُدّرت بنحو 90 مليون شيكل، خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على شعبنا الفلسطيني منذ 3 أشهر.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان له، أن عمليات السرقة جاءت بأكثر من طريقة، الأولى: كانت على الحواجز، مثل حاجز شارع صلاح الدين، حيث سرقوا من النازحين من شمال وادي غزة نحو الجنوب حقائبهم التي تحتوي ممتلكاتهم الثمينة كالأموال والذهب والمصوغات، والثانية كانت بالسطو على المنازل التي طلبوا من سكانها الخروج منها وعندما خرج أصحابها، دخلوها وسرقوها، وأخذوا لهذه الجريمة صوراً تذكارية ومقاطع فيديو نشرها بعضهم على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حدث في بيت لاهيا.
ولفت إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أشارت إلى هذه الجريمة ووصفتها بالسرقة الممنهجة لأموال الغزيين منذ بداية الاجتياح البري للقطاع، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي استولى على 5 ملايين شيكل خلال هذه الحرب، تم تحويلها إلى القسم المالي بوزارة الدفاع.
وبين أن صحيفة واينت العبرية أيضاً أكدت أن جيش وجنود الاحتلال استولوا على 5 ملايين دولار من قطاع غزة، وأوضحت أن "وحدة الغنائم" في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات بالجيش صادرت الأموال التي تم ضبطها، وتعيد هذه الجرائم إلى الأذهان ما كشفته صحيفة "معاريف" قبل سنوات، في تحقيق صحفي نشرته حول قيام جنود الجيش الإسرائيلي بسرقة أموال من المواطنين الفلسطينيين أثناء عمليات عسكرية سابقة للواء غولاني شرق خان يونس.
نبش القبور وسرقة الجثامين
وفى سياق الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ، وصلت جرائم قوات الاحتلال إلى حد نبش القبور وسرق الجثامين، وفقا لشهادات عديدة من قبل أهالى قطاع غزة، لتضاف لسلسلة الجرائم ضد الإنسانية التي يمارسها الاحتلال منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي.
وأظهرت إفادات أولية جمعها المرصد الأورومتوسطي أن هجمات إسرائيلية طالت عدة مقابر في قطاع غزة، حيث عاين فريقه الميداني يوم أمس الجمعة 5 يناير الجاري تعرض مقبرة البطش شرقي مدينة غزة إلى عمليات تجريف واسعة شملت نبش القبور والدوس بالآليات العسكرية على جثامين القتلى فيها وتقطيع بعها.
وبحسب تقرير المرصد الأورومتوسطى، قال سكان في محيط منطقة المقبرة إنها استُحدثت في 22 أكتوبر الماضي بغرض دفن العشرات من القتلى مجهولي الهوية بعد تكدسهم لأيام في حينه داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، كما ذكر السكان أن مقبرة (البطش) استقبلت لاحقًا عددًا كبيرًا من القتلى والأموات بسبب عدم تمكن ذويهم من الوصول إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة ودفنهم في المقابر الرئيسية، قبل أن تتعرض لاقتحام من الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي بآليات وجرافات عسكرية، ولوحظ في المقبرة بعد اقتحامها تجريفها بالكامل ونبش القبور حد استخراج أغلب الجثامين منها وتقطيعها وتشويهها ونهب عدد منها، بما في ذلك بعض الشواهد التي وضعت للاستدلال على هوية من دفن فيها.
شهادات فلسطينية بانتهاكات بشعة لقبور الشهداء
وقالت المواطنة الفلسطينية، "نور ناصر" من سكان مدينة غزة ونزحت إلى مناطق جنوبي القطاع، إن شقيقها الشهيد "محمد في العشرينيات من عمره دُفن في مقبرة "البطش" وهو بحالة أشلاء متقطعة، لكنهم صدموا لاحقًا بتعرض المقبرة لعمليات تجريف وعدم تبقي أي أشلاء لشقيقها. وأضافت "ناصر": "الجيش الإسرائيلي لم يكتف بقتل شقيقي بل إنه ذهب حد حرمان العائلة من مجرد زيارته داخل قبر، وكذلك في حادثة أخرى، داهم الجيش الإسرائيلي بآلياته العسكرية مقبرة حي (التفاح) شرقي مدينة غزة، ونبش أكثر من ألف قبر، فيما قال أهالي الحي إنه سرق ما يزيد عن 150 جثمانا لقتلى دفنوا حديثًا منها.
شهادة الأخرى وثقها في في 25 ديسمبر الماضي، حيث تلقى المرصد الأورومتوسطي أيضا عدة إفادات بتجريف الجيش الإسرائيلي مقبرة بيت حانون شمالي قطاع غزة وتخريب قبور بداخلها، وقال "محمد أبو عواد" من بلدة بيت حانون لفريق الأورومتوسطي إنهم تفاجئوا بآثار اقتحام الجيش الإسرائيلي مقبرة البلدة وهدم القبور بالآليات العسكرية وتدمير المقبرة بالكامل، موضحا أنهم رصدوا عمليات حفر قام بها الجيش الإسرائيلي في قبور محددة داخل المقبرة، وإخراج جثامين القتلى ممن دفنوا حديثًا وسلبها، في وقت اختلطت ما تبقى من الجثامين ببعضها البعض بحيث يصعب التعرف على أي منها، جراء عمليات التجريف والحفر.
كما جرى الكشف عن مداهمة الجيش الإسرائيلي مقبرة الفالوجا في جباليا شمال قطاع غزة، مطلع يناير الجاري وإحداث دمار كبير فيها ظهر للعيان بعد تراجع الآليات العسكرية عنها، تضمنت تخريب قبور وشواهد منها وسلب بعض الجثامين منها، ووثق المرصد الأورومتوسطي هجمات إسرائيلية طالت مقابر (علي بن مروان) و(الشيخ رضوان) و(الشهداء/المقبرة الشرقية) و(المقبرة التونسية)، إضافة إلى مقبرة (كنيسة القديس برفيريوس) وجميعها تقع في مدينة غزة، إلى جانب مقبرة (الشهداء) في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أدى إلى تخريب وتحطيم عشرات القبور فيها والاعتداء على كرامة الشهداء ودون مراعاة لحرمة المقابر والموتى، وأدت الهجمات المتكررة إلى إحداث حفر كبيرة داخل تلك المقابر بحيث ابتلعت بداخلها عشرات القبور، وتناثر بسببها رفات الموتى واختفى بعضها، فضلُا عن تضرر عشرات القبور المجاورة لها بشكل بليغ.
كما وثق المرصد الأورومتوسطي إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن قتلى الهجمات العسكرية، في ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة والاستهداف الإسرائيلي المستمر للمقابر ومحيطها، حيث لدأت عائلات في قطاع غزة لإنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، وصل عددها إلى أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دفن فيها 3 أفراد فأكثر من أبناء العوائل المستهدفة، موضحا أن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي لم يسلم منها حتى الموتى في ظل تواطؤ دولي مستهجن.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً