الإقراء الجماعي شكل جديد.. هل تصلح "المقارئ" بديلا للكتاتيب؟

عرفت مصر نظام الكتاتيب منذ عقود طويلة، وفي ظل مصر الإسلامية كان الكتاب هو الرمز التعليمي الأول لتعليم الدين والقرآن الكريم، ومع بروز دور الأزهر الشريف كان الكتاب بمثابة التعليم الأساسي وما قبله للأطفال، وحقق دفعة قوية للتعليم المصري، حتى تلاشى بشكل كبير خلال العقود الأخيرة.

وتعويضا عن هذا الدور أطلقت المؤسسات الدينية المصرية في مصر، المقارئ التي رأها البعض بديلا عن الكتاب أو الكتاتيب، بينما اعتبرها البعض الآخر لا يمثل تعويضا عن الكتاتيب التي صنعت كوادر تعليمية بارزة وقامات علمية ومهنية ناجحة، مما طرح السؤال الملح: هل تصلح "المقارئ" بديلا عن الكتاتيب؟، وهل مجالس الإقراء الجماعي هي الشكل الجديد للكتاتيب بالمساجد الكبرى.

مقارئ الجامع الأزهر

كلف الجامع الأزهر معلمي القرآن بالجامع بجانب إمامة الصلاة؛ بحلقات تحفيظ القرآن الكريم (عن بعد) عبر برنامج (Microsoft Teams)، إضافة إلى تكليفهم بالمقرأة اليومية برواية حفص، صباحاً وإحدى الروايات العشر، مساءً، وبلغ عدد المقارئ (36) مقرأة أسبوعيًّا.

مقرأة مسجد الإمام الحسين

وشهد مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه مقارئ متعددة خلال الفترة السابقة للتلاوة والتعليم والإقراء، برئاسة إمام المسجد والحضور الجماهيري للتلاوة والمراجعة والتصحيح والاستماع والشرح والتجويد.

آلاف مجالس الإقراء بالأوقاف
 

وزارة الأوقاف، أكدت في حصاد عام 2023 تنفيذ 8348 مجلس إقراء وندوة علمية على مستوى الجمهورية، وفي محافظة الشرقية الشيخ مجدي بدران وكيل وزارة الأوقاف عقد ( 14925 ) مقرأة للأئمة والأعضاء والجمهور والنموذجية والسيدات والواعظات، وعقد ( 7308 ) حلقة تحفيظ للقرآن الكريم على مستوى مديرية أوقاف الشرقية، و( 624 ) حلقة في التحفيظ عن بُعد،و ( 260 ) مجلساً لقراءة القرآن الكريم.

مشاهير القراء

واستهلت وزارة الأوقاف، مقارئها بدعوة كبار القراء ومشاهير القراء لإطلاق مقرأة بالمساجد الكبرى من الحسين بالقاهرة، وتم بث ذلك عبر صفات الوزارة والعاملين بها والقنوات التابعة للوزارة والعاملين بها، مؤكدة أن ذلك يأتي لنشر صحيح الدين وانتشار كتاب الله عز وجل.

وقال عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن إطلاق “المقارئ” بالأزهر والأوقاف بمثابة عودة للكتاتيب بالمساجد دون مقابل والتي يترأسها علماء الأزهر، وسط مناشط دينية مجانية للجمهور وبشكل علمي مقنن.

تعويض عن كتاتيب المتطرفين

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لـ"الجمهور"، أن المقارئ بها أنشطة ختمة قرآن، وكبار القراء وجلسات تعليمية، لتعويض غياب الكتاتيب وتقوم بنفس الدور للكتاب تجاه العامة وأبنائهم ولتحقيق نفع كبير للمصريين.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك أشخاص كانوا يستغلون الكتاتيب لنشر التطرف، ومن أهم أدوار المسجد تعليم النشء القرآن الكريم وتجويده وجلساته للترتيل وتصحيح القراءة وهو الأمر الذي يتوفر حاليا.

121 ألف مشارك

وكانت وزارة الأوقاف، قالت إن مقارئ الجمهور بجميع المساجد شهدت إقبالًا كبيرا منقطع النظير، و أن 17 مديرية أوقاف حققت إنجازًا بالحضور بنسبة 100% بتميز شديد، ليأتي هذا الأسبوع كأفضل أسبوع لمقارئ الجمهور، مشيرة إلى حرص رواد المساجد على الحضور إلى المقارئ بكثافة، نابع من رغبتهم الكبيرة في تدبر آيات القرآن الكريم وفهم معانيه، والتنافس في تلاوة القرآن الكريم قراءة صحيحة.

وقالت إن مقارئ الجمهور شهدت إقبالًا كبيرًا، حيث تجاوز حضور الجمهور 121 ألف مشارك لأول مرة، وجاءت مديريات أوقاف القاهرة والجيزة وسوهاج في المقدمة.