انعكاس عدوان الاحتلال بغزة على الأطفال.. صدمات نفسية وكوابيس ومشكلات في النوم
الأطفال في غزة
كتب أحمد محمود
يعد الأطفال أحد الأهداف الرئاسية ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي، حيث استشهد آلاف الأطفال خلال القصف المتواصل للمنازل والطرقات والمؤسسات الفلسطينية، وهو ما جعل مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" يحذر من التبعات والمخاطر النفسية المستقبلية على الأطفال في قطاع غزة، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ90 على التوالي.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، أكد المركز الحقوقى، فإن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى صدمات نفسية كبيرة لدى الأطفال، إذ يصابون بنوبات من الفزع والهلع عند حدوث الانفجارات الليلية، بجانب ارتفاع معدلات الإصابة بالصدمات النفسية للأطفال في قطاع غزة، لافتا إلى أن العدوان ينعكس على الأطفال بآثار وصدمات نفسية جسيمة على صحتهم النفسية والإدراكية والسلوكية والاجتماعية، سواء أكان ذلك في الوقت الحالي أم على المديين المتوسط أو البعيد.
وحذر من تبعات وآثار الصدمات النفسية على الأطفال في المستقبل، في ظل تدمير المستشفيات والأقسام الخاصة بالصحة النفسية فيها، وتدمير المراكز الطبية والمؤسسات المتخصصة في مجال الصحة النفسية في قطاع غزة، إضافة إلى استهداف الجامعات والمختصين في العلاج النفسي والاجتماعي، وتوقف الجامعات عن التعليم، واستشهاد عدد من المختصين من الأساتذة والمعالجين في مجال الصحة النفسية، ما يفاقم تلك المشكلة أكثر فأكثر، ويجعل كل المصابين بالصدمات النفسية من الأطفال دون علاج، بسبب عدم توفر المؤسسات المختصة وعدم توفر الكادر الطبي أيضاً، إلى جانب عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، بسبب الحصار المفروض على القطاع، ومنع دولة الاحتلال من دخول تلك الأدوية، موضحا أن تلك الصدمات والآثار النفسية على الأطفال تتمثل في عدد من الأعراض أهمها: التوتر والقلق الشديدان، والخوف من الموت أو الإصابة أو فقدان أفراد العائلة، ومشاكل في النوم والكوابيس والأحلام المزعجة والمخيفة، بسبب الذكريات والمشاهد المؤلمة التي يتعرض لها الأطفال، والتبول اللاإرادي، والحزن الشديد، وحالات الاكتئاب، والغضب الشديد، وسرعة الانفعال، وهذا ناتج عن استخدام الاحتلال للقوة المفرطة، ونتاج القصف العشوائي والإعدامات وما ينتج عنها من مشاهد تبقى عالقة في الأذهان.
وأكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية، أن تأثيرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانعكاساتها السلبية على الأطفال تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، وخاصة لاتفاقية جنيف الرابعة، التي أكدت حماية المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في أوقات الحرب والنزاع المسلح، وضرورة إقامة مناطق آمنة لهم وإبعادهم عن مناطق الاشتباك والعمليات الحربية، داعيا إلى ضرورة توفير سبل التفريغ والترفيه للأطفال، للمعالجة من تلك الآثار والصدمات النفسية الناتجة عن أهوال الحرب والعدوان، وذلك من خلال تنظيم بعض الأنشطة والفعاليات، مطالبا المقرر الخاص للأمم المتحدة لشؤون الطفولة ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، بضرورة الوقوف عند مسؤولياتها، والضغط على حكومة الاحتلال وإجبارها على وقف جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، استنادا إلى المبادئ السامية لميثاق الأمم المتحدة والقيم الأخلاقية والإنسانية والقانونية الدولية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً