مدير مستشفى النجار بغزة: أحد زملائنا استقبل أولاده شهداء ورؤية أبنائى مستحيلة
الدكتور مروان شفيق الهمص
حوار / أحمد محمود
لم يعد الطبيب الفلسطيني في مأمن داخل قطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلى على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، فهو أصبح إما محاصرا داخل المستشفى التى يعمل بها، أو محاصرا في منزله يخشى من قصفه في أية لحظة، أو محاصرا في مخصم للنازحين بعدما اضطر مئات الآلاف للنزوح خوفا من الاستهداف الإسرائيلي، حياة شاقة منذ ما يقرب من 3 أشهر تعيشها الأطقم الطبية، التى من المفترض وفقا للقانون الدولي أنها محمية دوليا في أوقات الحروب والنزاعات.
قصص تدمي القلوب حول أطباء فقدوا أبنائهم وأسرتهم خلال القصف، ولم يستطيعوا رؤية الأسرة قبل الوداع الأخير، أو أطباء استشهدوا خلال محاولة إسعاف الجرحى أو خلال خروجهم من المستشفيات للعودة لمنازلهم، أو عدم قدرة العديد من الأطباء العودة لمنازلهم منذ بداية العدوان وأمنيتهم الوحيدة رؤية زوجاتهم وأبنائهم، وأطباء استقبلوا أسرتهم شهداء في المستشفى، زغيرها من القصص التى لن تجدها سوى في غزة، تلك البؤرة من العالم التى تشهد أبشع جرائم ضد الإنسانية في التاريخ الحديث.
هنا تواصلنا مع أحد الأطباء وهو الدكتور مروان شفيق الهمص، مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار، والذي كشف لنا الكثير من قصص المعاناة التى شاهدها بنفسه خلال هذا العدوان، وحجم المآسي الذي يعيشها الطبيب من العمل يوميا طوال 24 ساعة دون رؤية أسرته، والتكدس الكبير للمرضى والجرحى، وارتفاع أعداد الشهداء ونقص الإمكانيات في المستشفيات وغيرها من القضايا والموضوعات، في الحوار التالي..
صف لنا جرائم الاحتلال في استهداف المستشفيات؟
الاحتلال استهدف مستشفيات عديدة، فمستشفى المعمدانى الأهلى خرجت عن الخدمة وكلك حاول الاحتلال استهداف مستشفى الكويتى التخصصى، كما استهدف عدد من المستشفيات من خلال ضرب محيطها من منازل بجانبها لإرهاب الطواقم الطبية والعاملين في المستشفيات حتى يتوقفون عن خدمة المصابين ويتركون مكان عملهم ولكن هذا لم يثنى الطواقم الطبية عن العمل.
هذا الاستهداف الإسرائيلى للمستشفيات يحدث رغم أنها محمية وفق القانون الدولى؟
المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة محمية بالقانون الدولى وتعتبر منطقة آمنة بمن فيها من طواقم طبية ومرضى، ولذلك يلجأ المواطنين للجوء والنزوح إليها باعتبارها محمية وفقا للقوانين الدولية، ولكن الاحتلال لا يعرف قوانين دولية ولا يلتزم بالقوانين لذلك استهدف مستشفى المعمدانى الأهلى وقام بقتل أكثر من 500 شخص، وكذلك مستشفى الشفاء الطبي في غزة التي لجأ إليها حوالى 40 ألف نسمة، ومستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، والتي يوجد بها ما يقارب 12 ألف نسمة لجئوا لها، وهم يظنون أنهم مكان آمن ولكن الاحتلال هدد بضرب المستشفى وطالب بإخلاء من فيها.
احك لنا عن معاناتك الشخصية في غزة؟
أنا كطبيب رعاية ومدير مستشفى النجار في غزة لا أستطيع الخروج من المستشفى بسبب الخدمة والقصف المتواصل، فيأتي في خاطري أن أرى أولادي ووالدتي وزوجتي وأشقائي ولكن هذا الآن أصبح شبه مستحيل ولكن في بعض الأوقات ترى أبنائك وزوجاتك وعائلتك داخل المستشفيات شهداء وأنت داخل العمل، وهناك أمثلة كثيرة حدثت أمامنا في المستشفى أن يشاهد الأطباء عائلتهم شهداء في المستشفى.
ما أصعب المواقف التى شاهدتها بعينك خلال العدوان الإسرائيلي على غزة؟
موقف الدكتور هاني جمعة، وهو طبيب في المستشفى، كان على رأس عمله في مستشفى النجار فإذا بابنه وابنته قد حضروا إلى المستشفى شهداء وقد حضروا له في المستشفى بعد عناء وكذلك أحد الموظفين ويدعى علاء أبو يونس جاءت له عائلته كاملة في المستشفى بين شهداء ومصابين وغيرها من الأمثلة كثيرة.
هل أصبحت مستشفيات غزة مراكز إيواء للفلسطينيين النازحين؟
نعم.. جميع مستشفيات غزة التي بها مساحة وأرض وتشجير تتحول لمراكز إيواء، ولكن في ذات الوقت يتم استهدافها من قبل طائرات الاحتلال، فعلى سبيل المثال مستشفى مجمع ناصر لجأ لها الناس لتفادي قصف الاحتلال ولكن الاحتلال يحاول متعمدا أن يضرب بجانب المستشفيات ومحيطها كى يرهب الناس الذين نزحوا إليها لتجنب القصف والطواقم الطبية.
وماذا عن خروج العديد من المستشفيات بالقطاع عن الخدمة؟
خروج المستشفيات عن الخدمة بسبب النقص في الوقود، لأن المستشفيات لا يمكن أن تعمل بدون كهرباء أو وقود، فأول مطالبنا هو توفير الكهرباء لأن هذا سنة من سنن الحياة ومن ضروريات الحياة، وإن لم يكن هناك كهرباء فلابد من توافر الوقود كي نستطيع أن نعمل داخل المستشفيات ولن نترك الأمل.
هل توقفت المستشفيات عن استقبال الجرحى؟
رغم نقص الوقود والكهرباء فهذا لا يعنى أن المستشفيات لن تستقبل المرضى والمصابين، فصدورنا وأذرعنا مفتوحة لأبناء شعبنا ونستقبل جميع المرضى ولن ترك أبناء شعبنا في الميدان".
وماذا عن معاناة الفلسطينيين بسبب استمرار هذا القصف الإسرائيلى الوحشى على القطاع؟
كل الفلسطينيين يعانون، أطباء وصحفيون وإعلاميون وكل الوظائف وكل الفئات تعاني، فالمدنيين جميعهم يعانون سواء الأطفال أو النساء أو الشيوخ، لأن هناك قصف متواصل لا ينقطع ولا يوجد مكان في غزة لا يتم قصفه وكمية المتفجرات التي تلقيها طائرات الاحتلال كبيرة للغاية تتسبب في مجازر كثيرة على سكان قطاع غزة.
ما هي أبرز المساعدات التى تحتاجونها في المنظومة الصحية بغزة؟
نطالب سرعة إيصال المساعدات وفتح المعابر 24 ساعة دائما، كي تتمكن كل الدول العربية من دعمنا بكل ما نحتاجه من أغذية وشراب ووقود وأدوات طبية وأدوية، ودخول كل الأطقم الطبية التي تساعد الشعب الفلسطيني، ونحن بحاجة للمتخصصين من الأطقم الطبية الذين يريدون أن يناصرونا ويرفعون عن كاهل الأطقم الطبية في غزة عناء العمل المتواصل على مدار أكثر من 3 أسابيع.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً