آل الطيب وأنور والطنطاوي والطاروطي.. عمائم توائم في الدعوة والتلاوة
الإمام الطيب
محمد الأزهري
تظل مصر مصدرا للنور وإشعاع الحضارة والعلم، والأزهر بعلمائه وعلمه وتاريخه العريض والممتد على مدار الزمان، لتظل متفردة بحضارتها وكذلك بقواها الناعمة وعلمائها، ومع تدين مصر اهتمت عائلات بخدمة الدين، وبرزت عائلات قدمت للعلم ولمصر وللعالم رموزا وتوائم علمية وقرآنية تآخت في خدمة الدين، وفي مقدمتها عائلات: آل "الطيب" و"الشحات أنور" و"الطاروطي" و"وهدان" و"خضر"، وقدمت كل عائلة أخوين على الأقل يتشاركون نفس العمل.
آل الطيب
من قلب الأقصر وفي القرنة، جاء إلى القاهرة الشيخ أحمد الطيب الذي أصبح شيخا للأزهر الشريف، وهو الرمز الصوفي الذي يشارك شقيقه الشيخ محمد الطيب زعامة صوفية الجنوب والطرق الصوفية، وتزخر ساحة آل الطيب بضيوف ليل نهار، فبينما يترأس الإمام الأكبر الأزهر الشريف طوال الأسبوع من القاهرة، لا يفوت قضاء أجازته الأسبوعية ببيته وساحته التي يديرها شقيقه الشيخ محمد الطيب الرمز الصوفي الصعيدي.
آل أنور
ومن كفر الوزير في ميت غمر بمحافظة الدقهلية، خرج إلى مسامع مسلمي العالم القارئ المدرسة الشيخ الشحات محمد أنور، بصوته المتميز وأداءه الذي أمتع مسامع مسلمي العالم، وهو الذي فقد والده بعد تسعين يوما من مولده فتعهده خاله وحفظه القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره ورعاه طوال مراحل تعليمه، ليصنع من أسرته مدرسة مشتقة من موهبته في التلاوة ومشتقة من ملامحه وأسلوبه في الحياة، متمثلة في أبناءه الثلاثة: القارئ العالمي محمود الشحات أنور، والقارئ الإذاعي أنور الشحات محمد أنور الذي يتمتع بكاريزما تضيف إلى موهبته التي ورثها، والملقب بـ"الهيبة"، وكذلك شقيقهم المستشار محمد أنور بوزارة العدل، الذي شارك شقيقه الدراسة بالأزهر وكاد يزاملهم في الجلوس على “تاخت” التلاوة.
ولا يمكن لأحد أن يعتبر نجلي القارئ الشهير الشحات محمد أنور استنساخا منه، فالروح والموهبة حاضرة، والجهد الشخصي ينقل كل واحد منهم في مكان خاص به، في بيت يخدم الدين ما بين التلاوة والقضاء، ولا سيما القارئ الراحل الشحات محمد أنور والد وصانع هذه الباقة القرآنية.
ويعد القارئ الراحل الشحات محمد أنور، من قراء جيل الوسط، والقراء المحافظين الذين يحسب لهم مراعاة جلال التلاوة والقرآن، وسط وقوع قراء كثر في أخطاء لا تليق بجلال القرآن الكريم، وقد زامن الإمام الشيخ محمد الشعراوي إمام الدعاة، ووقتها جاء تكريم نجله محمود الشحات طفلا من رئيس الجمهورية وسط إعجاب الرئيس السابق مبارك بالطفل النابغة الذي تخطت شهرته واجتازت جميع دول العالم وأصبح ضيف الرؤساء والملوك وبات أبرز سفراء التلاوة المصريين دون منازع، بينما شقيقه أنور الشحات محمد أنور يمثل الرصانة، خاصة أنه قارئ إذاعة وتلفزيون.
آل “الطنطاوي”
ومن النسمية مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، جاء القارئ المتميز والراحل الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي، والذي لم يختلف كثيرا عن الفنان محمد عبدالوهاب في موهبته لكن في جانب التلاوة، وفي فن الصوت وجماله، وقد رحل وخلف وراءه نجله وزميله الشيخ السيد الطنطاوي الذي زامل والده في القراءة، وخطى خطوات واسعة في الشهرة والانتشار، والحضور، في أسرة تخدم كتاب الله، الأب والأبناء.
آل الطاروطي
ومن قرية طاروط بالشرقية خرج القارئ الشهير عبدالفتاح الطاروطي الذي حجز مكانا متقدما بين القراء المعاصرين، ويلحق به شقيقه الشيخ محمد الطاروطي وهما قارئان إذاعيان، وكان والدهم في العمل الديني، حيث حقق عبدالفتاح الطاروطي شهرة وكرمه رئيس الجمهورية.
آل وهدان
رحل الداعية الدكتور محمد وهدان أشهر داعية ومعالج اجتماعي وأسري، والأستاذ بجامعة الأزهر، وقد جمع مع ذلك رئاسته لقسم الإعلام بفرع بنات الأزهر بالقاهرة، وكان له جمهور عريض يشاهده في وسائل الإعلام، والذي تناول قضايا الزواج والطلاق وكان يساعد في حل الخلافات ويعرفه أسر كثيرة تنتظر توجيهه.
وزامل الدكتور محمد وهدان شقيقه الداعية الشيخ حسين وهدان إمام المسجد الأحمدي بطنطا مسقط رئيسهما، ومبهوث مصر بالبرازيل، والذي رحل متأثرا بكورونا وله جهد دعوي لا يقل عن رصيد شقيقه الدكتور محمد وهدان.
ومن آل وهدان يأتي الداعية الشيخ أسامة قابيل، ابن شقيقة الدكتور محمد وهدان والشيخ حسين وهدان الراحلين، ويعمل في قطاع الدعوة بوزارة الأوقاف، وله نصيب من الظهور التلفزيوني بعد أن زامل شقيقي والدته الراحلين.
آل خضر
ويبرز عميد كلية القرآن الكريم بطنطا الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ الدراسات القرآنية، وشقيقه الدكتور عبداللطيف خضر، في قطاع الدعوة متزاملين، فالأول من أشهر المتكلمين والمتحدثين في إذاعة القرآن الكريم، ويتميز بأسلوب سهل ممتنع، له وجهة نظر اجتماعية مميزة جعلته محل اهتمام وطلب الشباب في حل قضاياهم الاجتماعية، ومن أسرته عدد من الدعاة والدارسين بالأزهر يزاملونهم العمل الدعوي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً