"غزة تحت الركام".. أمين مفتاح كنيسة القيامة في حوار مع «الجمهور»: الاحتلال يتفنن في استباحة دور العبادة
أديب جوده الحسينى أمين مفتاح كنيسة القيامة
حوار / أحمد محمود
<< ألغينا الاحتفالات بعيد الميلاد تضامنا مع غزة وجميع السياح ألغوا زياراتهم للكنيسة
<<٧٠٪ من الشهداء في غزة هم من الأطفال والنساء
<< نحمل كعائلة مسلمة مفاتيح كنيسة القيامة منذ عهد صلاح الدين
في هذه الأوقات من كل عام، تتحول كنيسة القيامة لساحة احتفالات بمناسبة عيد الميلاد ونهاية العام وبداية عام جديد، ولكن هذا العام اختفت الاحتفالات بشكل كامل، كما اختفت شجرة الكريسماس التي كانت تتميز بها مدينة بيت لحم حيث مهد المسيح، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي والمستمر حتى الآن.
في 25 ديسمبر الماضي، أعلنت مدينة بيت لحم إلغاء احتفالات ليلة عيد الميلاد بسبب الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وأصبحت المدينة أشبه بمدينة الأشباح، في ظل ممارسة الاحتلال تضييق واسع النطاق على الفلسطينيين على الأراضى المحتلة، وعم الظلام الشوارع حزنا على ما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية.
كان لنا حوارا مع أديب جودة الحسينى، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، الذي تحدث معنا عن أبرز الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في كنيسة القيامة، وإلغاء الاحتفالات في بيت لحم وعدم انتشار الاحتفالات السنة الجديدة مثل كل عام، كما يتحدث عن كيف كانت الاحتفالات في كنيسة القيامة في الأعوام السابقة، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
صف لنا الوضع في كنيسة القيامة في ظل غياب أي مظاهر احتفال بالعام الجديد في فلسطيني بسبب جرائم الاحتلال؟
في نهاية عام ٢٠٢٣ وبعد الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على مدينة غزة وارتكاب المجازر والإبادة البشرية ضد سكان مدينة غزة الابرياء اجتمع رؤساء الكنائس في الآراضي المقدسة وأصدروا بيانا مهما، حيث تم إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد لهذا العام بسبب الحرب على غزة ، وقال البيان بإن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد سيقتصر هذا العام فقط على صلوات منتصف الليل .
وما الكنائس التي انضمت لصلوات منتصف الليل؟
صلوات منتصف الليل كانت تضم سكان مدينة بيت لحم ، وكنيسة المهد كانت في ليلة ٢٤ شبه فارغه مقارنة بالسنوات السابقة، والكنيسة حزينة وكما قال المتنبي في احدى قصائده "عيد بأي حال عدت يا عيد"
هل هناك سياح زاروا كنيسة القيامة وبيت لحم خلال الاحتفالات بنهاية العام؟
بسبب الحرب الواقعة على مدينة غزة، فإن جميع السياح والذين كان من المقرر وصولهم إلى الأراضي المقدسة للمشاركة في عيد الميلاد المجيد قد ألغوا زيارتهم، وبذلك السياحة في الاراضي المقدسة معدومة تماما حتى يومنا هذا.
هل سمحت قوات الاحتلال للفلطسنيين بالوصول إلى كنيسة القيامة للأداء الصلوات؟
قوات الاحتلال أغلقت المناطق الفلسطينية، حيث يتم التضيق على سكان المناطق المحتلة لمنع الوصول وهذا ما حدث أيضا في مدينة بيت لحم، بحيث تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلية بإغلاق مدينة بيت لحم .
وكيف كانت الاحتفالات في كنيسة القيامة مع نهاية العام في الأعوام السابقة؟
الأراضي المقدسة مهد السيد المسيح عليه السلام، وفي كل عام وبالتحديد بتاريخ 24 ديسمبر تحتفل الشعوب أجمع بذكرى طيبة ألا وهي ذكرى ولادة السيد المسيح عليه السلام، وتبدأ المدن الفلسطينية بتزيين الشوارع والأزقة وبناء شجرة عيد الميلاد المجيد وتزينها بأشكال جميلة .
وماذا كانت تشهد مدينة لحم في هذا التوقيت من كل عام قبل العدوان الإسرائيلي على غزة؟
في مدينة بيت لحم، كانت تتم التحضيرات على قدم وساق بحيث يتم تزين شجرة عيد الميلاد المشهورة والتي تبدع بها مدينة بيت لحم في ساحة المهد وهي الساحة الخارجية لكنيسة المهد في بيت لحم، كما تكون هناك فعاليات كبيرة وكثيرة للغاية من قبل المشاركين في احتفالات العيد، وتكون هناك برامج متنوعة وترانيم الميلاد ومسرحيات قصيرة ودبكة فلسطينية وأغاني وطنية، كما يكون هناك عروض كثيرة للكشافة والتي تشارك أيضا في هذا اليوم والتي يكون لها دور كبير في يوم عيد الميلاد المجيد .
هل لا زالت هناك انتهاكات يمارسها الاحتلال ضد كنيسة القيامة في ظل انتهاكاته المستمرة في الضفة الغربية؟
الانتهاكات مستمرة ولا تتوقف منذ العام ١٩٤٨، وعام ١٩٦٧، فالاحتلال دائم الانتهاكات للأماكن المقدسة جميعاً في بيت المقدس والضفة الغربية وليس فقط في كنيسة القيامة.
لماذا مفتاح كنيسة القيامة في يد مسلم؟
بدأت حكاية مفاتيح كنيسة القيامة في العام ١١٨٧ عندما حرر القائد صلاح الدين الايوبي القدس من يد الصليبيين، يذكر بأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد خط بيده الطاهرة العهدة العمرية والتي كانت الشرارة التي خرجت من بيت المقدس وانتشرت في انحاء العالم والتي كانت تدعوا الى التعايش الاسلامي المسيحي ، لكن ومع الاسف عند رحيل الخليفة عمر بن الخطاب الى رحمة الله توفت أيضا العهدة العمرية وكان هناك حوادث انتهاكات لهذه العهدة ، فجاء صلاح الدين الايوبي ليحي العهدة العمرية فأشار على رؤساء الكنائس في ذلك الحين بان يتم تسليم مفتاح كنيس القيامة لعائلة جودة الحسيني حيث كانت عائلتي من شيوخ المسجد الأقصى المبارك وهم من آل بيت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم لكي يقوموا بحماية كنيسة القيامة كما نصت عليه العهدة العمرية ووافق حينها رؤساء الكنائس وتم تسليم مفاتيح كنيسة القيامة لعائلتي من قبل رؤساء الكنائس، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا ونحن نقوم بهذه الوظيفة الشرفية مدة ما يقارب ٨٥٠ عام تقريبا ، نتوارث مفتاح كنيس القيامة من الأب إلى الابن حتى يرث الله الارض وما عليها.
بما تفسر تعمد الاحتلال استهداف المدنيين خاصة الأطفال والنساء؟
تصرفات جيش الاحتلال تدل على ضعف هذا الجيش، مخطط جيش الاحتلال وحكومة الاحتلال هو عدوان شامل على غزة والقضاء على رجالات المقاومة والقوى الوطنية في غزة ، لكن مخططاتهم باءت بالفشل.
كيف ترى تعمد الاحتلال استهداف دور العبادة والمستشفيات والمدارس؟
طبعاً هذا ليس بالغريب على جيش الاحتلال وحكومته، هذه أخلاقهم منذ عام ١٩٤٨ ، وعام 1967 ، فهم يتفننون بهدم المساجد والكنائس واستباحتها، ولن ننسى حريق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩ على يد أحد المستوطنين العنصريين، ولن ننسى مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل عام ١٩٩٤ حيث دخل إلى داخل الحرم أحد المستوطنين العنصريين وفتح النار على المصلين حيث كانوا يصلون صلاة الفجر، ولا ننسى أيضا استباحة الكنائس أيضا قبل سنة تقريبا دخل أحد المستوطنين إلى كنيسة الجثمانية في القدس الشرقية وأضرم النار فيها، وكذلك دخول أحد المستوطنين إلى كنيسة حبس المسيح داخل البلدة القديمة في القدس وقام بتكسير محتويات الكنيسة في وضح النهار، فهذه الأعمال يتفنن فيها هؤلاء العنصريون المتطرفون .
كيف ترى الدعم الأمريكى للاحتلال؟
منذ ولادة ما تسمى دولة إسرائيل ونحن نرى ونلمس هذا الدلال بحيث تعتبر أمريكا اسرائيل هي احدى ولاياتها وهي تدعمها علنا وتدافع عنها وتساندها ايضا في عدوانها على الشعوب العربية، وها نحن نرى اليوم كيف تساند أمريكا إسرائيل في عدوانها على غزة بحيث تدعمها بالتسليح على أعلى المستويات والقذائف التي تقتل شعب غزة هي قذائف أمريكية، حتى عندما وقف العالم مع الشعب الفلسطيني في مجلس الأمن ساند إسرائيل الفيتو الأمريكي.
تعتقد لماذا لم يحاكم قادة الاحتلال دوليا حتى الآن على جرائمهم؟
مع الأسف الشديد فإن العالم العربي والإسلامي والأوروبي والأجنبي يقف دائما مع إسرائيل ويناصرها على ظلمها ضد الفلسطينيين، ونتمنى من الله العلي القدير بأن الدعوى المقدمة لمحكمة الجنايات الدولية والمقدمة من شرفاء الأمة عرب وأجانب في هذه الايام بأن تلاقي آذان صاغية ويتم النظر في هذه الدعوى بجدية تامة ويتم إدانة جميع من تآمروا على غزة وتقديمهم للمحكمة الجنايات الدولية، والأهم من ذلك هو نزع قرار من محكمة الجنايات الدولية بوقف سريع لهذا العدوان الغاشم في غزة.
هل هناك دعوات وصلوات تنظمها كنيسة القيامة نصرة لأهل غزة ؟
منذ بداية العدوان على مدينة غزة لم تتوقف الصلوات والدعاء لله عز وجل في وقف هذا العدوان من قبل جميع الكنائس والمساجد في بيت المقدس ، دائماً صلواتنا ودعائنا لغزة وأهل غزة ونتمنى ايضا أن يعم السلام ارض السلام ، فنحن دعاة سلام ونبغض ونحرم الحروب على انفسنا وعلى غيرنا أيضا، وعلينا أن نحقن الدماء من جميع الاطراف ، فليس هناك نصر في الحرب وانما هي في نهاية الامر خسارة لجميع الاطراف .
وما هي رسالتك للعالم لوقف تلك الانتهاكات الإسرائيلية؟
رسالتي أمنية، وأمنيتي لشرفاء العالم بأن يضغطوا على الاحتلال لإيقاف شلال الدم السائل في غزة ، ورسالتي هي رسالة المسيح عليه السلام بأن يعم السلام في بقاع الأرض كفانا حرباً وكفانا سفكاً للدماء .
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً