مستشفيات غزة تتحول لمقابر.. مسؤول بمستشفى شهداء الأقصى: نصبنا خياما بجانب الأشجار لاستقبال الجرحى

استهداف المستشفيات في قطاع غزة حلقة لم تنقطع منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، لم يرحم الاحتلال الجرحى المصابين بقذائفه، بل يصر على تنفيذ إعدام كامل لهم سواء بقصف المستشفيات بشكل مباشر، أو منع وصول المرضى للمستشفى، أو منع وصول الأدوية والوقود للمستشفيات، وهو ما تسبب في زيادة أعداد الشهداء بسبب عدم قدرة المستشفيات على إصابة الجرحى.

الدكتور محمد الحاج مدير العلاقات العامة في مستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة، كشف خلال حواره مع "الجمهور"، العديد من المأسي التي تتعرض لها المستشفيات في غزة، بجانب الطواقم الطبية، واضطرار إدارة المستشفى لنصب خيام في الساحات من أجل استيعاب الجرحى لعدم وجود أسرة، بجانب اضطرار بعض المصابين للنوم في الطرقات والأرضيات خلال إجراء عمليات جراحية لهم، وإلى نص الحوار..

حدثنا عن الأضرار التي لحقت بالمستشفيات في قطاع غزة بسبب جرائم الاحتلال؟

هناك دمار شامل في مستشفيات غزة، خاصة أن الاحتلال يدمر القطاع الصحى بشكل كامل في القطاع.

هل هناك مساع من الاحتلال لاقتحام مستشفيات أخرى بعد اقتحاه لمستشفى الشفاء الطبي؟

مستشفى ناصر لخان يونس يتعرض الآن لنفس السيناريو الذي تعرضت له مستشفى الشفاء في السابق من قبل قوات الاحتلال وكذلك مستشفيات شمال غزة .

وما الذي يتعرض له مستشفى ناصر في غزة؟

تم استهداف المستشفى بشكل مباشر وإصابة عدد من المرضى، وكذلك استشهاد عدد من المرضى والنازحين نتيجة هذا القصف. 

وماذا عن قدرة مستشفيات غزة في استقبال المصابين في القطاع؟

مستشفيات غزة بشكل عام لا تستطيع الآن استقبال أي حالة غير الموجودة على الأسرة.

كيف تستقبل المستشفى كل هذا العدد من المرضى في ظل ضعف القدرات الاستيعابية؟

المرضى موجودون في أقسام الرعاية وصالات الانتظار والساحات الخارجية والممرات، ونصبنا خياما للجرحى والمصابين، وتحت الأشجار يوجد جرحى ومصابين وفي كل مكان .

هل تتوقع أن يمارس الاحتلال نفس جرائمه في مستشفيات شمال غزة مع مستشفيات في جنوب القطاع؟

التخوف حاليا من أن يتم تنفيذ نفس السيناريو الذي حدث مع مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة مع مجمع ناصر وباقى المستشفيات في جنوب القطاع خاصة أن كل المستشفيات في شمال غزة خرجت عن الخدمة .

كيف أثر اقتحام الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي على باقى المستشفيات في قطاع غزة خاصة أنه من أكبر مستشفيات القطاع؟

في البداية حذرنا من المساس بمستشفى الشفاء الطبي الذي يعد أكبر وأضخم مستشفى في قطاع غزة من حيث الإمكانيات والقدرات والسعة السريرية، ولكن تحت مرأى ومسمع العالم كله والمؤسسات الدولية المعنية، تم استهدافه بجريمه بشعة وجريمة تاريخية وتم استهدافه بشكل مباشر وتم اقتحامه وخرج مجمع الشفاء عن الخدمة مما سبب أزمة كبيرة للغاية في مستشفيات وسط وجنوب غزة وزاد من إقبال المصابين على باقي المستشفيات خاصة أن مجمع الشفاء الطبي كان يستقبل الكثير من المرضى والمصابين.

ما الذي سيكون عليه الوضع الطبي في غزة مع استمرار جرائم الاحتلال؟

المنظومة الصحية في طريقها إلى الإنهيار والأطقم الطبية متعبة بشكل كبير للغاية وتقدم أقصى ما لديها من أجل إنقاذ حياة المصابين والجرحى ولكن الخدمة الصحية في قطاع غزة أصبحت غير كافية من أجل سلامة الجرحى .

وما الذي تحتاجه مستشفيات القطاع التي لا زالت تعمل حتى الآن؟

هناك بعض المعدات موجودة في المستشفيات وهناك بعض الأدوات والمستلزمات والأدوية الطبية بها نقص شديد للغاية، وطلبنا مرارا وتكرارا بإحضار طواقم طبية الموجودة لمساعدة لمساعدة الأطقم الطبية في قطاع غزة وإعداد مستشفيات ميدانية من أجل التخفيف على الطواقم الطبية في القطاع، لأن الطواقم الطبية منهكة بشكل كبير والتخوف من انهيار كل الأطقم الطبية .

هل هناك كثير من المصابين في غزة لم يعد بإمكانهم الوصول للمستشفيات بالقطاع؟

بالفعل.. الكثير من الجرحى والمصابين في منطقة غزة وشمال غزة لا يجدون مستشفيات يدخلونها للعلاج ولا يوجد مركز صحى لاستقبالهم لأن كل مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة.

وماذا يفعلون إذن من أجل العلاج؟

هناك بعض المراكز البسيطة للغاية تقدم خدمات وإسعافات بسيطة للغاية وبالتالي أصبح الجرحى محكوم عليهم بالإعدام وهناك كثير من الإصابات وتم مناشدة سيارات الإسعاف لتصل إليهم ولكن لا تتمكن سيارات الإسعاف بوزارة الصحة الفلسطينية أو سيارات الإسعاف بالهلال الأحمر من الوصول إليهم أو الوصول لتلك المناطق وبالتالي تتفاقم المشكلة ويؤدى هذا لاستشهاد الجرحى.

وما الذي تحتاجه المستشفيات والقطاع الطبي في الوقت الراهن؟

مستشفيات غزة تحتاج لكل شيء، حيث تحتاج لطواقم طبية وأدوية وأدوات ومستلزمات طبية واستجلاب الطواقم الطبية وإجلاء الجرحى للخارج حتى يحصلون على خدمة صحية آمنة في الخارج، بجانب مستشفيات ميدانية للتوسعة على مستشفيات قطاع غزة.