الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:24 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«فتاوى الروبوتات».. معركة جديدة من حروب التكنولوجيا لتضليل العقول أم مساعدة الناس؟

روبوتات

روبوتات

محمد الأزهري

A A

في وقت أطلقت فيه دول عمل روبوتات الفتوى للرد على الأسئلة الدينية، ولاقى الأمر بالقبول من البعض والغرابة من البعض الآخر، واجه علماء الدين والباحثون الأمر بالاستنكار والهجوم؛ لكونه ليس تطورا بل جمود متمثل في قولبة الفتوى بالمحفوظات وتقديمها بطريق إجراء عملية تشبه استخدام الآلة الحاسبة، والبعض الآخر وضعها في باقة حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف تشويه العقل وتضليل الناس.

عقل جامد لا يجتهد

العالم الأزهري الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، قال إن الفتوى لا تؤخذ من آلة لارتباط الفتوى بالاستنباط والتفكير والاجتهاد من قبل العالم الذي يسأل عن حال المستفتي ويناقشه، أما الآلة فجامدة لا تعرف كل هذا، ولا يمكن لها أن تكون بديلا لعقل الإنسان الذي خصه الله بالاجتهاد المرن.

واعتبر العالم الأزهري في تصريح لـ«الجمهور»، أن قوله تعالى: «ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم»، أمر يخاطب العقل البشري وليس الآلة الجامدة التي لا يتوفر فيها مرونة المجتهد ولا صفاته وبالتالي لا يقبل التعامل مع الآلة التي لا تجيد الوصول لحقيقة حالة طالب الفتوى.

الأوقاف المصرية

وأعلنت وزارة الأوقاف المصرية في وقت سابق، عن رغبتها في توظيف التقنيات الحديثة خاصةً الذكاء الاصطناعي في نشر الفكر المستنير، وبناء الحضارة الإنسانية وخدمة المشروع الدعوى عن طريق استخدام برامج الـ AI.

وأوضحت الوزارة، أننا «لم يُعد لدينا الرفاهية الكاملة لاقتحام عالم التكنولوجيا والفضاء الخارجي، وعلى الرغم من ذلك نأمل جميعًا في استخدام هذه التطورات لخدمة المشروعات الدعوية والتثقيفية».

حروب الجيل الرابع والخامس

من جانبه، قال خبير الأمن السيبراني المهندس ياسر الزريدي، إن الفتوى هي إبداء رأي، يقوم به العالم الذي يعطي رائيا شرعيا بناء على جوانب شخصية حول حالة طالب الفتوى، ومن وجهة نظر الإسلام، وهو الأمر الذي يتغير من شخص لآخر تتغير ظروفهم، وتتغير الفتاوى التي تخص كل واحد منهم، متسائلا: كيف تصل الآلة لهذا المستوى، ولم ولن تصل له مهما كان.

وأضاف لـ«الجمهور»، أن المفتي الإلكتروني هو مفتي غبي قد يأتيك بفتوى شاذة وخطرة تشوش العقل وقد يكون ذلك بقصد تضليلك أو بغير قصد وهذا هو محيط عملها، مؤكدا أن حروب الجيل الرابع والخامس هي حرب بدون أسلحة بل تغيير المفاهيم والأذواق لتحويل الجيد إلى سيئ والعكس وفصل الناس عن واقعها، وتحويل هذا الشاذ إلى «ترند»، محذرا من مخاطر الذباب الإلكتروني وتوجيه الناس إلى غير ما هو مناسب لها.

فتاوى شاذة

ولفت خبير الأمن السيبراني، إلى أن لجان الفتوى تضم عدد من العلماء يفتون بعد مناقشة طالب الفتوى ونقاش أعضاء لجنة الفتوى، والخروج بعد ذلك بما يتناسب مع الدين والعقل أمام الفتوى الإلكترونية والروبوتية فلا يتوفر فيها ذلك وقد تكون بتقديم رأي شاذ، مدللا على فشل فتوى الروبوت بأن الدين حدد شروطا لرؤية الهلال وقد يصل الأمر إلى خلاف دول هو ثبوت الهلال والآن يراد منا السير خلف ربوت في الفتوى.

وأوضح أن فتاوى الروبوت هي عبارة عن استرجاع معلومات مخزنة في ذاكرة الروبوت، أو استجلاب رد من شبكة المعلومات واسترجاعها وقت اللزوم، وهي فتوى غير معتد بها، مؤكدا أن الأمن السيبراني واستخدام الذكاء الاصطناعي في بعد الأحيان يستخدم ضد المصلحة، مدللا على ذلك بلعبة «بابجي» التي يهدم فيها الشخص المقدسات ليستمر الأمر بعد ذلك، وذلك في ضرب المفاهيم.

وحول ثقافة نشر المفاهيم المغلوطة عبر التكنولوجيا، أكد المهندس ياسر الزريدي، أنه مؤخرا شاع ثقافة تركيب «ذيل للبشر» وقام 350 ألف شخص بعمل ذلك، وإجراء شخص عملية لتحويل وجهه إلى هيئة كلب، مشددا على انتشار تحويل القبح إلى جمال والعكس ما يدلل على مخاطر التكنولوجيا واستخدامها في حروب الجيل الرابع والخامس.

«مخطط لإبعاد الناس عن الدين»

بدوره قال عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المحتوى الديني في خطر، كون غير المسلمين هم من يتحكمون فيه عبر شبكة المعلومات والتقنيات الحديثة، وأن المحاولة العربية والإسلامية الوحيدة في هذا الصدد هي محاولة إماراتية بتعريب الشات جي بي تي وتضمينه بعد المصطلحات الدينية المعربة.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لـ«الجمهور»، أننا نواجه مخطط إبعاد الناس عن الدين وعن مصادره الأصيلة، وأصبحنا مستهلكين لشيء لم نصنعه بل غيرنا يتحكم في ذلك بشكل غريب، لافتا إلى أن شبكة المعلومات تستقبل أي فتوى ويتم الأخذ منها وتقديمها وتداولها دون ضابط أو رابط ودون تقيد بمنهجية.

وشدد على قصور المواجهة والتي لم تبدأ بعد، مضيفا أن الفضاء الإلكتروني لا تحكمه ضوابط في مناقشة الدين الذي هو بالأساس علم، ما يعرض الفكر الديني والخطاب الديني لمخاطر تداخل غير المتخصصين وبعد الأمور الخطرة.

search