بين تشابه لجيل الصحابة وقضية لا تهم.. قصة الشاب الفلسطيني المستشهد ساجدًا
الشهيد الفلسطيني وهو ساجدًا
محمد ممدوح
ما بين شهيدًا مبتسمًا ورافعًا الشهادة بأصابعه، يلقى شباب المقاومة الفلسطينية الله مدافعون عن أرضهم ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تقتصر من أعمارهم الكثير، في سبيل تنفيذ المخططات الإسرائيلية، ولكن الشعب الفلسطيني يأبى أن يلقي ربه إلا بين شهيد ومقاوم.
انتشر خلال الساعات الماضية الأخيرة، فيديو يوثق عملية استشهاد شاب وهو ساجد، واسُتهدف الشاب المقاوم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، من أعلى أسطح المنازل، ووثقت الكاميرات الشاب وهو ملقى على الأرض ساجدًا رافعًا بأصابعه الشهادة متألما بجراحه.
نماذج من جيل الصحابة
وعلق الدكتور علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على استشهاد الشاب الفلسطيني، قائلًا «لقي الله رضي الله عنه وهو ساجد، أما المسيرة التي رفعت قدره فنال الشهادة، عندما اغتالته فهي وإن كانت مسيرة من خصومه، إلا أنها كانت مأمورة من الله أن تخلد ذكرى هذا الشاب، أما هو فهو البطل الحر، الذي اختار وضع ملاقاة ربه في أعز المشاهد ساجداً، وقد أدار ظهره لخصمه الذي لا قيمة ولا قدر له، فمن المؤكد أن هناك نماذج مشابهة لهم في جيل الصحابة «ماتوا وقتلوا ساجدين»».
التشبيه بالصحابة أمر مرفوض
علق الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، على استشهاد الشاب الفلسطيني وهو ساجد، قائلا: أمره مفوض إلى ربه، ولسنا أوصياء على خلق الله حتى نحدد من سيذهب إلى الجنة ومن سيذهب إلى النار.
وأضاف لـ«الجمهور»، أن أوجاع الفلسطينيين أكبر من أن نقصرها على حديث مثل هذا، ويجب أن نسأل ماذا قدموا للفلسطينيين؟، وذلك بدلا عن أن نشغل الراي العام بكيف مات شخص.
وأوضح العالم الأزهري الدكتور أحمد كريمة، أن تشبيه فلسطيني بالصحابة أو البعض منهم أمر غير مقبول، وهذا التشبيه في غير محله، مطالبا الناس بالانشغال بالفلسطينيين وعدم فتح الباب لمثل هذه الأمور.
ولفت «كريمة»، إلى أن فتح الباب في الكلام مصير مسلم يجعل من يعلم ومن يجهل يخوض في عرض مسلم انتقل إلى جوار ربه، فلو افتى مثلا شخص بأنه غير شهيد فإن الأمر سيكون محل استفزاز وأذى لأهله، وشماتة من قبل الإسرائيليين، وفي النهاية لا أحد يعلم مصيره إلا الله.
وشدد على أن نيته يعلمها الله وحده، فمن قال بأنه شهيد فقد أفتى بدون علم بنيته، ومن قال إنه غير شهيد فقد خاض في عرض مسلم في جوار ربه، مطالبا الجميع بأن يفوض أمره إلى ربه وهو أعلم بحاله وليس الأوصياء الذين يتحكمون في خلق الله.
وقال العالم الأزهري: لن نفعل مثل السلفية الذين يوزعون الخلق، هذا في الجنة، وهذا في الناس كأنهم أوصياء على خلق الله، وما أدرانا بمصائر العباد حتى نحكم عليهم، ونحكم بالإيمان والكفر.
عمر ابن الخطاب شهيدًا إثر طعنة وهو ساجد
أصدر عمر بن الخطاب رضي الله، عنه قرار بمنع دخول المدينة المنورة من أهل الأمصار، واستأذن المغيرة بن شعبة والي العراق أمير المؤمنين، في أن يدخل أحدهم المدينة حتى ينتفع منه أهلها حيث كان نجار وحداد، وكان هذا الرجل هو أبي لؤلؤة المجوسي، وأعلن إسلامه ظاهريًا وأخفي النفاق باطنيًا.
ومر عمر ابن الخطاب علي أبي لؤلؤة وهو يعمل بصناعة الرحي، وقال أبو لؤلؤة لأصنع لك يا أمير المؤمنين رحى يتحدث بها الناس، وفهم عمر ابن الخطاب مراده، وقال للصحابة، إن العلج يتوعدني، ونهي أمير المؤمنين الصحابة عن قتله، لأنه لا يصح القتل بالشبهة، وحينما قرر أبو لؤلؤة تنفيذ مهمته، صنع خنجر ذي نصليين، ووضع عليه سم قالت، وتوجه إلى المسجد حيث كان عمر ابن الخطاب ساجدًا، فطعنة بظهرة عدة طعنات، ثم ولي هاربًا، وبقي خليفة المسلمين عمر بعضت أيام ثم استشهد على إثر الطعنات.
أبو ثعلبة مات ساجدًا
ومن الصحابة مات وهو ساجدًا هو الصاحبي الجليل أبي ثعلبة الخشني، وكان يصلي في منتصف الليل وهو ساجد، قبضت على روحه، وبعدها رأت ابنته أن أباها قد مات، واستيقظت مذعورة، ودعت والدتها: أين أبي: قالت: في مصليته، فدعاه لم يرد عليها، وعندما اقتربت منه وحرّكته، وجدته ميتًا وهو ساجد.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً