تتحدث 7 لغات.. قصة سبعينية عاشت نصف عمرها مع الأجانب في شوارع مصر
أميرة بخيت
الزهراء علام/ إسراء خالد
تضم المناطق الأثرية الكثير من العجائب المدهشة والفن المعماري الفريد من نوعه، ليس هذا فحسب وإنما أيضا تتميز هذه الأماكن بسكانها المحليين، حيث يحمل كل منهم قصة مميزة وطابعاً خاصاً به، يملك كل منهم موهبة استثنائية، فالتواجد في أماكن مثل مصر القديمة وحي الحسين والمعز، يكسب المرء مهارة فن البيع وطلاقة اللسان في عدد من اللغات.
ومن القصص المميزة، حكاية سيدة تبلغ من العمر 69 عاما، بملامح مصرية ولون ميزته شمس مصر الدافئة.
أميرة بخيت، صاحبة مكان متواضع في حي مصر القديمة تعرض فيه ما ترغب في بيعه، ، حيث يجد السياح ضالتهم على هذه “الفرشة” الصغيرة وسط خيارات عدة وهدايا تذكارية وبأسعار بسيطة.
قصت أميرة حكايتها لموقع الجمهور، بأنها تعمل في مهنة بيع الإكسسوارات منذ أكثر من 35 عاما، بدأت حياتها مع والدها في حي الحسين، وتعلمت منه فن البيع واكتسبت اللغات من التعامل مع الأجانب، حيث إنها تتحدث 4 لغات بطلاقة، بالإضافة إلى 3 لغات أخرى للتعامل مع السائحين ومصطلحات الترحيب والتعارف والبيع.
واجهت أميرة صعوبة في استكمال عملها، خاصة بعد وفاة والدها ولم تعد تجد لها مكانا في حي الحسين، لذا انتقلت إلى منطقة بجوار دير مارجرجس بمصر القديمة، وعبرت عن مدى سعادتها بوجودها في تلك المنطقة التي رحبت بها وتعهد أهل المنطقة على حمايتها ومشاركتهم في أعيادهم.
وطن واحد
اختار القدر لأميرة مكانا تقف به بجانب كنيسة مارجرجس بمصر القديمة، وكان أول من رحب بها في المنطقة هم الإخوة المسيحيون مثلما عبرت عنهم بالكلمة، حيث قالت:" أنا أول ما جيت هنا قالولي ده مكانك وديما بيشاركوني أعيادهم كأني منهم ، حتى بيدوني شنطة فيها زيت وسكر وشاي وكيلو لحمة وفرخة و100 جنيه".
وأضافت: لازم كلنا نحب بعض عشان احنا أخوات ومنكرهش بعض حتى لو كل واحد ليه دين تاني بس في الآخر احنا آهو عايشين مع بعض وبناكل مع بعض ونشرب شاي سوا، حتى هتلاقي هنا مسحيين مع مسلمين عادي."
مهنة منذ 35 عاماً
تمتهن أميرة بيع الإكسسوارات والقطع التذكارية للأجانب القادمين لزيارة معالم المنطقة، لها قدرة رائعة على التعامل مع جنسيات وثقافات مختلفة، أخبرتنا، أيضا أن أغلى قطعة من بين ما تبيعه تبلغ 30 جنيها فقط والأسعار تبدأ من 10 جنيهات مع تفاوت الأسعار تبعا لكل قطعة.
وأضافت: أن مفتاح الحياة من أكثر القطع التي تجذب السائحين إلى جانب الرموز الدينية كالسبحة والصليب، كما أن هناك أجانب يعجبون بشكل السبحة فيشترونها، بالإضافة لاكسسورات اليد وكجسمات الأهرمات، والقلائد الزرقاء "خمسة وخميسة" وغيرها من المنتجات الرائعة.
بلدنا بلد سياح
ذكرت أميرة في حديثها ، أن السياحة عادت إلى مصر الفترة الأخيرة بقوة، حيث يتوافد عليها سياح من البرازيل وكوريا والصين وشرق آسيا ، كما أن الوفد الأجنبي عاد بعد أن قل وجوده لفترة بلغت 10 سنوات، وأشارت إلى أن الجنسية الأكثر تواجدا في المنطقة وإقبالا على السياحة في مصر هم الإنجليز.
For your eyes
في لفتة إنسانية رائعة وجدت أميرة شابة أجنبية تبكي برفقة والدتها فأوقفتها وتحدثت إليها بعبارات لطيفة تهون عليها ما تشعر به، منذ منحتها قلادة عبارة عن كف أزرق وبداخله عين زرقاء ، وأخبرتها أنها جميلة ويجب ألا تبكي ثم أعطتها القلادة مجانا مع عبارة لعيونك دي.
تجذب أميرة كل من يمر بجانبها بروحها المرحة ورغبتها المستمرة في الحياة كأنها فتاة عشرينية، يحبها كل أهل المنطقة ويبتسم لها كل من يذهب بعد شراء ما يحتاجه من مكانها الصغير بعد أن تتجاذب معه أطراف الحديث الذي لا ينتهي إلا وقد أضحكتهم واسعدت قلوبهم بخفتها وبساطة ما تبيع، دون أن تغالي على السائحين سعر ما تبيع خاتمة حديثها "بالحلال بيغني الله".
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً