المصريون يحتفلون بالليلة الكبيرة لمولد السيدة نفيسة رغم رفض السلفية

بالتزامن مع الليلة الختامية لإحياء مولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، والذي يحتفل به أبناء الطرق الصوفية والمريدين من أحباب آل بيت النبي (ص)، ظهرت وسط هذه الاحتفالات آراء الجماعة السلفية التي أثارت جدلا واسعا حول حكم الاحتفالات بذكرى ميلاد أولياء الله الصالحين الأمر الذي دفع دار الإفتاء لقول حكمها في هذا الصدد لإنهاء الجدل الدائر بين التحريم والترغيب

يستعرض موقع الجمهور الإخباري في التقرير التالي رأي الجماعة السلفية فى إقامة احتفالات بذكرى ميلاد الأولياء الصالحين.

رأي الجماعة السلفية فى مولد السيدة نفسية

تري جماعات سلفية أن إقامة الاحتفالات بهذه المناسبة بدعة دينية لا أصل لها ولا مرجع  في الدين الإسلامي، ولو استدل أي شخص بأحاديث أو نصوص تدل على عكس هذا  فالأدلة ضعيفة، كما أن مظاهر هذه الاحتفالات تعبير عن التقرب إلى الله عن طريق أشخاص آخرين وعودة إلى نهج ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.

لم تعلق الجماعات السلفية على إقامة هذه الاحتفالات فحسب، بل تطرقت إلى الصلاة في هذه الأماكن، حيث أن أغلب هذه الاحتفالات تشتمل على الصلاة بجوار قبور الأولياء، كما يطلب الكثير من الأشخاص بركة هذه القبور، وطلب الشفاعة منهم، وعليه يطالب شيوخ السلفية، بعدم الاحتفال بهذه المناسبات كونها بدعة، وعدم الصلاة من الأساس في مساجد الأولياء لأنها الصلاة وإن لم تكن محرمة لكنها مكروهة بجوار القبور، حيث إن معتقدات السلفية مبنية على طاعة الله واتباع كل ما جاء في السنة الصحيحة فقط دون زيادة أو تأويل.

واتفقت آراء الجماعة السلفية حول بدعة إقامة الاحتفالات بذكرى ميلاد أولياء الله الصالحين أو الصلاة في مساجد تضم قبورهم، حيث قال الشيخ السلفي محمد حسان: أن الرسول صلوات الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثن يعبد بعدي، فمعتقد أهل السنة والجماعة أن القبر إذا بني المسجد على القبر فالأصل أن يهدم المسجد ويظل القبر في مكانه، ثم ينبغي أن نسد كل ذريعة للشرك بالله سبحانه وتعالى، ولا يجوز شرعا الاستغاثة بالأنبياء والأولياء، حتى إن الشيخ محمد حسان والحويني صرحا بعدم جواز الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.

كما قال الشيخ أبو إسحاق الحويني وهو أحد كبار مشايخ السلفية، أن الصلاة في المساجد التي بها قبور محرمة وليست باطلة، فلو أن رجلا صلى في مسجد به قبر لا تبطل صلاته لكن يحرم عليه الصلاة فيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم، لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ألا إني أنهاكم عن ذلك، وأضاف أن الإمام الشافعي قال لا يجتمع مسجد وقبر في دين الإسلام، وهو ما اتفق عليه الشيخ مصطفى العدوي عضو مجلس شورى علماء السلفية.

أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض

يشير عموم شيوخ السلفية إلى بدعة الاحتفال بذكرى أولياء الله الصالحين أو حتى الاحتفال بميلاد النبي عليه الصلاة والسلام، ومع هذا فإن الكثير منهم يحييون ذكرى شيخهم محمد بن عبد الوهاب، حتى إنهم يحييون ذكراه أسبوعاً كاملاً، وعلق الشيخ ابن عثيمين على هذا بأن إحياء ذكرى شيخهم لا تقام بنية التقرب إلى الله لذا فإن الواسطة إلى الله لا تدخل فيها، كما أن محمد بن عبد الوهاب لن يأتي مثله، وأن الله من على المسلمين بالكثير على يد هذا الرجل.

رد دار الإفتاء على احتفالات مولد السيدة نفسية

أجابت دار الإفتاء المصرية عن حكم إقامة الموالد للأولياء، حيث ذكرت بالنص:« أن إحياء ذكرى الأولياء والصالحين أمر مرغَوب فيه شرعا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولا بأس من تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين سواء كانت أيام مواليدهم أو غيرها؛ فإن هذا داخل تحت عموم قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].
وأضافت أن ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور فيجب إنكارها وتنبيه أصحابها إلى مخالفة ذلك للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة والله سبحانه وتعالى أعلم.