الإثنين، 09 سبتمبر 2024

12:07 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

بمناسبة ذكرى مولد أم الزاهدات.. لماذا اختارت السيدة نفسية البقاء بمصر؟

مسجد السيدة نفيسة

مسجد السيدة نفيسة

مارسيل أيمن

A A

تختتم الطرق الصوفية، مساء اليوم الأربعاء، احتفالاتها بذكرى مولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، أم الزاهدات، وكريمة الدارين، والتي استمرت على مدار أسبوع كامل.

واهتم أبناء الطرق الصوفية خلال احتفالاتهم بدعم القضية الفلسطينية؛ من خلال الدعاء إلى الله بنصرتهم ورفع المعاناة عن أهل غزة، وحمل الأعلام وارتداء الشارات، فيما يتلألأ في ختام المولد اليوم الأربعاء، عدد من المداحين والمنشدين الذين يتواصل بهم إحياء الذكرى إلى قُرب فجر غدٍ الخميس.

وفي الليلة الختامية لاحتفالات الطرق الصوفية لمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، يقدم موقع «الجمهور» بعض أسرار حياة نفيسة العلوم رضي الله عنها.

من هي السيدة نفيسة؟

السيدة نفيسة الصغرى بنت حسن الأنور، وشهرته بالأكبر، وهو ابن زيد الأبلج، ابن مولانا الإمام الحسن السبط، ابن مولانا الإمام علي، من مولاتنا فاطمة الزهراء البتول، بضعة سيدنا ومولانا الرسول صلى الله عليه وسلم.

وسُميت نفيسة نسبةً إلي النفاسة ورفعة الشأن والشرف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الجميلة، ويغير بعض أسماء الصحابة بما هو أجمل وأكمل.

وُلدت السيدة نفيسة رضي الله عنها بمكة في النصف الأول من ربيع الأول سنة مئة وخمس وأربعين من الهجرة، وقضت صباها بـ (المدينة)، ملازمة القبر النبوي في أغلب الأوقات؛ إذ كان والدها أميرًا على المدينة للخليفة المنصور، وقد أدركت طائفة من نساء الصحابة والتابعين وتلقَّت عنهن، وكانت تحفظ القرآن الكريم وتفسره وتفقه به الرجال والنساء، صوَّامة قوَّامة، سخية غاية السخاء، كعمتها (زينب بنت علي) رضي الله عنها.

وتزوجت في العشر الأولى من رجب سنة 161هـ، من أحد بني عمومتها، إسحاق المؤتمن (شقيق السيدة عائشة دفينة مصر)، وهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين رضي الله عنهم جميعًا، ورزقت منه بـ (القاسم، وأم كلثوم)، ولمَّا ترك الإمام الحسن الأنور والد السيدة نفيسة ولاية المدينة، خلَّفَه عليها زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق واليًا للعباسيين؛ فهي بنت أمير وزوجة أمير من أهل البيت.

بداية حكاية مصر مع السيدة نفيسة؟

خلال العشر الأواخر من رمضان سنة (193 هجرية) نزلت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها؛ لزيارة من كان بمصر من آل البيت، بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل، واستقبلها أهل مصر عند العريش أعظم الاستقبال، حتى إذا دخلت مصر أنزلها (جمال الدين عبد الله الجصاص) كبير تجار مصر في داره الفاخرة، ثم انتقلت إلى دار (أم هانئ) بجهة المراغة المشهورة الآن بالقرافة، وهناك أسلم على يديها عدد كبير، وكان أهل مصر يلازمون دارها ليل نهار بالمئات، يلتمسون البركات، وينتظرون الدعوات.

ومن هُنا قرر زوجها العودة بها إلى الحجاز، فاستمسك أهل مصر بوجودها بينهم، ورأت في المنام جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم يأمرها بالإقامة في مصر؛ فوهبها (عبد الله بن السري بن الحكم) والي مصر دارَه الكبرى بدرب السباع، وهي الدار التي كانت لأبي جعفر خالد بن هارون السلمي من قبل، وحدد لزيارتها يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع؛ مراعاة لصحتها، وتمكينًا لها من عبادتها، وكانت تخدمها (زينب بنت أخيها يحيى المتوج)، حتى انتقلت إلى الرفيق الأعلى.

السيدة نفيسة والإمام الشافعي

وكان لها دخل كبير في حضور الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضى الله عنه إلى مصر؛ ولهذا كان رضى الله عنه يكثر زيارتها والتلقِّي عنها، وفي صحبته عبد الله بن الحكم رضى الله عنه، وكان يصلي بها في مسجد بيتِهَا، وخصوصًا تراويح رمضان، وكانت تقدره رضى الله عنه، وتمدُّه بما يكفيه ويعينه على أداء رسالته العلمية الكبرى، ولمَّا مات الشافعي رضى الله عنه في رجب سنة 204هـ، حملوه إلى دارها فصلَّت عليه مأمومة بالإمام أبي يعقوب البويطي، ودعت له، وشهدت فيه خير شهادة، وقد حزنت على وفاته حزنًا كبيرًا.

وبعد وفاة الشافعي بدأت السيدة نفيسة تعد نفسها للقاء مولاها؛ فحفرت قبرها بيدها تباعًا في حجرتها بمنزلها الذي أهداه إليها والي مصر (عبد الله بن السري بن الحكم) بدرب السباع، وهو الذي أصبح فيما بعدُ مشهدها ومسجدها الحالي، وكانت تصلي في قبرها الذي حفرته بيدها في حجرتها، وقرأت فيه عشرات الختمات من القرآن تبركًا واستشفاعًا، بعد أن بناه خير البنائين؛ تسابقًا لمرضاتها.

وفي يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 208هـ، اشتد مرضها، قالوا: وكانت تقرأ سورة الأنعام، حتى إذا وصلت إلى قوله تعالى: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [الأنعام:127]، فاضت روحها إلى الرفيق الأعلى راضية مرضية.