5 أسباب لجنون أسعار الذهب.. وتحليل: الارتفاعات المحلية غير مبررة (تفاصيل)

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً غير طبيعي خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تجاوز عيار 21 سعر 3000 جنيه وذلك بسبب عدة عوامل رئيسة.

علاقة الصراعات الجيوسياسية بالذهب

وبدأ ارتفاع أسعار الذهب من بداية الحرب على غزة، مما جعل المستثمرين يتجهون إلى الاستثمار في الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، إضافة إلى ارتفاع معدل الطلب عليه نتيجة الحرب الدائرة على قطاع غزة.

وفي وقت سابق، أكد هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب، لـ«الجمهور»، أن العديد من المنتجات تستمر في الزيادة، مع استمرار الصراعات الجيوسياسية التي نشهدها خلال الفترة الحالية، والتي على رأسها الصراع بين فلسطين وإسرائيل.

علاقة  الاحتياطي الفيدرالي بالذهب

وبعد ذلك ارتفعت أسعار الذهب نتيجة التغير الكبير في السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، وذلك بعد تثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% - 5.50% ليشير إلى انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة.

وأوضح البنك الفيدرالي تراجع معدلات التضخم بوتيرة أسرع من توقعاته، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في خفض الفائدة خلال العام القادم بواقع 75 نقطة أساس على 3 اجتماعات، وهو ما يقلص الفائدة إلى متوسط 4.6% بعد أن كانت توقعات أعضاء الفيدرالي في سبتمبر الماضي، تشير إلى تراجع الفائدة إلى 5.1% فقط خلال العام القادم، إضافة إلى أن أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي توقعوا أن يبلغ التضخم الأساسي ذروته عند 2.4٪ العام المقبل، وهو أقل من توقعاته في سبتمبر البالغة 2.6٪. 
وجاءت توقعات البنك الفيدرالي لمستقبل أسعار الفائدة مع توقعات الأسواق، التي وضعت احتمالات لخفض الفائدة خلال العام القادم بمقدار 100 نقطة أساس، وهو الأمر الذي تسبب في حركة السوق الكبيرة بعد الاجتماع.

علاقة ارتفاع الدولار بالذهب 

وشهد الذهب أزمة أخري تزامناً مع ارتفاع أسعار الدولار وذلك لأن هناك علاقة مرتبطة بين ارتفاع سعر الدولار وارتفاع أسعار الذهب، لأن عامل العرض والطلب هو الذي يحرك الأسعار بالدرجة الأولى.

ومنذ إلغاء الغطاء الذهبي على عملة الدولار الأمريكي، اختفى (النقد المعدني) وأصبحت المعاملات بما يسمى (العملة الورقية) المطبوعة، وذلك لأن سعر الذهب يتأثر بالعرض والطلب.

دعوة نجيب ساويرس للاستثمار في الذهب 

وفي سياق متصل، وجه رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، بضرورة الاستثمار في الذهب، وتخصيص ما لا يقل عن 20% من محفظتهم المالية.

وتوقع نجيب ساويرس، ارتفاع أسعار الذهب العالمية إلى مستوى 2400 دولار للأوقية، استنادا على توقعات بنك الاستثمار الأمريكي، جولدمان ساكس.

وقال ساويرس يجب توجيه ما يتراوح بين 10% – 20% من المحفظة الاستثمارية للراغبين في الاستثمار في الذهب.

واختتمت الأسعار بارتفاع غير مبرر الفترة الحالية، وتسجيل مستويات تاريخية بشكل يومي حتى في عطلات الأسواق العالمية.

استغلال فترة العطلات

وسجل الذهب عيار 21 الأكثر شيوعا تداولات اليوم عند المستوى 3220 جنيها للجرام، ليستمر في الارتفاع ويتداول عند مستوى 3260 جنيها للجرام، وذلك بعد أن ارتفع السعر خلال جلسة الأمس بمقدار 120 جنيها ليغلق عند 3205 جنيها للجرام، بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3085 جنيها للجرام.

وكشف التحليل الفني، أن ارتفاعات أسعار الذهب المحلي بالرغم من إغلاق السوق العالمية أمس، لم يتحدد لها سبب معين وهو ما دفع البعض لوصفها بارتفاعات غير مبررة واستغلال لفترة العطلات، خاصة مع ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية.

وأكد تحليل جولد بيليون، أن تحركات الأسواق حالياً متأثرة بمضاربات كبيرة على السعر في ظل غياب السوق العالمية بسبب عطلة أمس، بالإضافة إلى السعر غير المستقر للدولار في السوق الموازية، إضافة إلى أن ما يحدث في السوق المحلية حالياً هو خليط بين عدة عوامل مثل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، إلى جانب أن مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمارك لم تعمل على دخول كميات كبيرة من الذهب خلال الفترة الأخيرة، لأنها لن تكن فترة إجازات وبالتالي لم تساهم في تحقيق استقرار في السوق.

ويستمر الذهب المحلي في الارتفاع بشكل قياسي وتسجيل مستويات تاريخية كل يوم في ظل استمرار المخاوف بشأن مستقبل الأوضاع الاقتصادية وسعر الصرف في مصر، خاصة مع تسجيل الدولار في السوق الموازية مستويات قياسية.

ويسجل سعر الأونصة العالمية حالياً تحت مستوى المقاومة 2065 دولارا للأونصة وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى يوم الجمعة الماضي عند 2070 دولارا ولكنه أغلق تحت مستوى المقاومة. حيث وجد الذهب الدعم بعد أن أغلق الأسبوع الماضي فوق المستوى 2050 دولارا للأونصة، ليكون بذلك اخترق منطقة التداول التي سيطرت على حركة الذهب خلال معظم فترات شهر ديسمبر.

اختراق المستوى 2065 دولارا للأونصة يفتح الطريق إلى المستوى 2080 دولارا ومن بعده المستهدف عند 2100 دولار للأونصة، ولكن قد يواجه الذهب بعد التذبذب في التحركات بسبب ضعف أحجام التداول بسبب العطلات، وحقيقة أن السوق لا يعمل بكامل طاقته حالياً.

وبدا الذهب بارتفاع 3200 جنيه للجرام عيار 21 بشكل سريع دون الحاجة إلى التذبذب وتجميع زخم، ليستمر في الارتفاع خلال جلسة اليوم الثلاثاء ويسجل مستوى تاريخيا جديدا عند 3260 جنيها للجرام، والمستهدف الآن هو أن يصبح عند 3300 جنيه للجرام، وحتى الآن لا يظهر السعر الميل إلى التذبذب أو الحاجة إلى التصحيح.

وأصدرت الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية برئاسة المهندس هاني ميلاد جيد، بيانا توضيحيا تنفى فى صدارته توقف حركة البيع بالأسواق المحلية.

وجاء البيان على النحو التالى “نسب للشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية تصريحات تشير إلى توقف الأسواق عن تجارة الذهب وتوقف الإعلان عن الأسعار”.

وأكدت الشعبة، أنه لا توقف فى تجارة الذهب وهناك تذبذب وعدم استقرار فى الأسعار ويجرى التداول بكميات كبيرة بين عرض وحركة بيعية لجنى الأرباح والاستفادة من الارتفاع الكبير أسعار الذهب تأثرا بارتفاع الأسعار العالمية وحركة طلب مرتفعة مرتبطة بتحوط المستثمرين من ارتفاعات مقبلة متوقع أن تشهدها الأسواق العالمية خلال الربع الأول من العام المقبل.