الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:12 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

صحفية فلسطينية: نسير عشرات الكيلو مترات بحثا عن الإنترنت لأداء عملنا

الصحفية الفلسطينية صفاء الهبيل

الصحفية الفلسطينية صفاء الهبيل

كتب أحمد محمود

A A

تضطر الصحفية الفلسطينية صفاء الهبيل، السير على قدميها عشرات الكيلومترات يوميا للوصول إلى المستشفيات في قطاع غزة من أجل أداء عملها، بجانب شراء السلع بأسعار باهظة، في ظل ندرة المواد الغذائية، حيث تضطر هي وعائلتها للعيش في مخيمات النزوح بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على المناطق السكنية، وفقدانها لعدد من أفراد عائلتها خلال العدوان الإسرائيلي.

أصبحت المعاناة اليومية لها ولأسرتها هو البحث عن الطعام والمياه الصالحة للشرب، والاعتماد على المعلبات، بجانب العمل الميدانى اليومى والبحث عن مكان آمن لتقديم الرسالة الإعلامية، فقد تضطر إلى الاعتماد على عربات الكارو، أو المشي على قدميها كل يوم من أجل الوصول إلى مكان تتوافر فيه الاتصالات والإنترنت، خاصة المستشفيات، بجانب الاضطرار للبقاء لعدة أيام محتفظين بالمادة الإعلامية حتى يتوافر الإنترنت لإرسالها للوسيلة الإعلامية، في ظل المعاناة من خطر الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال في كل لحظة.

تحكى الصحفية الفلسطينية صفاء الهبيل، قصة معاناة الصحفى الفلسطينيى يوميا خلال عمله قائلة في تصريحات خاصة لـ"الجمهور" ، إن انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين متحددة، حيث نحكى عن أن  استهداف القصف لا يستثنى أحدا مدنيين وصحفيين ولا يوجد أمن وأمان، كما أنه لا توجد مواصلات لأنه لا يوجد غاز ولا بنزين ولا سولار، وبالتالي نتوجه إلى المستشفيات لأداء رسالتنا وللعمل الميدانى عبر مدارس الأونروا ومخيمات اللاجئين، سيرا على الأقدام أو الاعتماد على البدائل مثل عربات الكارو التي تجرها الدواب والحيوانات.

"من أبرز انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين في قطاع  غزة، هو استهداف الصحفيين والطواقم الصحفية بشكل مباشر بجانب استهداف الشركات الصحفية وغالبية المقرات الصحفية التابعة للصحفيين تم استهدافها بجانب استهداف عائلات الصحفيين"، هكذا تكشف صفاء الهبيل أبرز جرائم الاحتلال ضد الجماعة الصحفية بغزة.

وبشأن فقدان بعض أفراد العائلة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير تقول :"فقدنا بعض الأقارب من الدرجة الأولى والثانية والحمد لله الأهل بخير على الأقل الأخوة والأخوات لدينا، ولكن خالى استشهد وابن خالى استشهد وابن عمى استشهد وهناك بعض الأقارب من الدرجة الأولى لأن عدد الشهداء أصبح كبيرا للغاية في غزة وكل مواطن في غزة أصبح له أحد أفراد عائلته أو أحد أقربائه أو أحد أصدقائه أصبح شهيدا".

وحول أبرز أصدقائها الصحفيين الذين استشهدوا في غزة تضيف صفاء الهبيل :"كان لى صديقات صحفيات استشهدوا في هذا العدوان الإسرائيلي مثل نرمين القواس، وكذلك محمد أبو حطب مراسل تليفزيون فلسطين استشهد، وعدد كبير من الصحفيين استشهدوا وتخطوا الـ100 صحفى مابين مراسل وصحفى وبروديوسر".

وتؤكد أن نهج الاحتلال في استهداف الصحفيين هو محاولة عدم نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة إلى العالم، حيث يحاول بقدر الإمكان منع نقل الحقيقة إلى العالم وليس فقط في هذا العدوان بل في كل الاعتداءات الإسرائيلية تكون هناك انتهاكات ضد الصحفيين واعتداء عليهم وإطلاق النار عليهم واستهدافهم بشكل مباشر ومنعهم عن العمل، والاحتلال لا يرغب أن يرى الرأي العام العربى والعالمى حقيقية الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني.

"نواجه صعوبات شديدة للغاية كصحفيين خلال عمليات النزوح في إيجاد الطعام والشراب"، هكذا تحكى صفاء الهبيل معاناتها ومعاناة كل صحفى بشكل يومى في البحث عن الطعام مضيفة :"نحن من سكان غزة ونزحنا إلى المحافظة الوسطى بدير البلح والأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة نحن نعيشها حيث لا يوجد مياه ولا كهرباء، ونحن بالشهر الثالث على التوالي بدون كهرباء بجانب أزمة الغاز والطعام وارتفاع أسعار الطعام والمعلبات بشكل غير منطقى، والمساعدات التي تأتى تباع ونشتريها بأضعاف أسعارها حيث نستطيع أن نقول بعشر أضعاف".

وحول توفير نقابة الصحفيين الفلسطينيين الدعم للصحفيين بالقطاع، تقول :"نقابة الصحفيين الفلسطينيين لا تستطيع أن توفر لنا كل شيء في قطاع غزة، لأن الطواقم الصحفية كبيرة، وقدرة النقابة ليست بالكم الكبير، ولدينا صحفيون يعملون بشكل حر، وبالتالي ما يسرى على نقابة الصحفيين يسرى علينا والأزمة التي نعيشها هي تعيشها ونحن مع خيمة الصحفيين ووفروا لنا كبونات غذائية في بداية العدوان".

وتضيف الصحفية الفلسطينية صفاء الهبيل : "نعمل على تقديم رسائلنا رغم انقطاع خدمة الإنترنت في غزة"، حيث تكشف معاناتها من أجل إيجاد مكان تتوافر فيه الاتصالات والإنترنت قائلة : "، فأنا عندما تحدثت معي قلت لك سأضطر أجيب عليك بعد يومين لأن الإنترنت منقطع، وعندما ذهبت لإحدى المستشفيات من أجل الإنترنت وجدت أن خدمة الإنترنت منقطعة فيها، والاحتلال بقطع الإنترنت والاتصالات كل أسبوع لمدة 3 أيام تقريبا وهذا يعيق تقديم رسائلنا، ونضطر لتجهيز الرسائل الإعلامية ثم إرسالها فيما بعد عندما تعود خدمة الإنترنت وهذه مشكلة كبيرة تواجهنا، وأحيانا الأخبار التي يسمعها المشاهد منا تكون قد حدثت ولكننا اضطررنا لبثها اليوم لانقطاع خدمة الإنترنت، وفرصة الخبر العاجل أن يخرج غير وارد بسبب الانقطاع المتكرر للإنترنت".

وحول اعتبار المستشفيات مأوى للصحفيين لتوافر خدمات الإنترنت والاتصالات بها قالت : "في كل مستشفى هناك خيمة للصحفيين وفي بعض الصحفيين ينامون داخل المستشفيات وهناك منازل كثيرة للصحفيين تم استهدافها وبالتالي هناك خيم كثيرة للصحفيين في المستشفيات، والشركات وفرت بعض الخيم وجهزتها، وفي ظل المنخفض الجوي الذي نعيش فيه بغزة والأمطار فالخيم بعضها يغرق والأجهزة التي لدينا ونعمل بها تعطل وهناك أزمة حقيقية، ونعيش في حرب من استهداف من قبل الاحتلال لنا بجانب اقطاع كل موارد ومقومات الحياة عنا والأساسيات التي يمكن أن نعيش فيها لنقل الصورة بشكل أوضح للناس".

وحول تأثير الطقس القارس على النازحين في قطاع غزة تقول صفاء هابيل :"نحن نعيش في مدينة ساحلية، ونشهد منخفض جوي صعب للغاية، ففرصة انتشار المرض سواء الإنفلونزا والرشح والزكام بين الصحفيين كبيرة، فأنا على سبيل المثال مرضت بالإنفلونزا وكلنا معرضين للإصابة بالأمراض بشكل يومى، والأمر مرهق للغاية، وأصبح الحمل علينا كبير أن نخرج كل يوم سيرا على الأقدام لمسافة أكثر من 2 كيلو من أجل الذهاب للمستشفى، ونحاول أن نبحث عن الإنترنت في المستشفى من أجل إرسال المواد الإعلامية التي جهزناها والرسائل الإعلامية للمشاهد وتوضيح حجم المجازر التي يرتكبها الاحتلال بغزة، ثم معاناة البحث عن الطعام والشراب لوالدتى وزوجى وحماتي والعائلة ككل، فالأمر كثير صعب أن نتحمله، والمواد الغذائية تقل بشكل كبير وهى بالأساس كانت نادرة وفرصة وجودها بالأسواق شحيح سواء خضروات أو فاكهة، وبالتالي نعيش أوقات صعبة للغاية، ووصلنا لمستوى كارثي للغاية على المستوى البيئي والصحى والإنسانى والصحفى".

search