حصاد 2023.. انقلابا النيجر والجابون ضد التحكمات الغربية
انقلاب النيجر
أيمن عبدالمنعم
على مدار السنوات الأولى من العقد الحالي للقرن الحادي والعشرين، شهدت القارة السمراء العديد من الانقلابات، خاصة في دول غرب ووسط إفريقيا التي شهدت وحدها قطارًا طويلًا من الانقلابات العسكرية.
وخلال 2023، شهدت القارة السمراء انقلابين، كان لهما تأثير قوي فيما يخص مسار الاستقلال الإفريقي التام عن التحكمات الغربية، والتي بدأت محطته الأولى خلال هذا العام بانقلاب النيجر.
انقلاب النيجر
شهدت النيجر نهاية يوليو الماضي، انقلابًا عسكريًا نفذته قوات الحرس الرئاسي بالنيجر، بدأ الأمر، بمحاصرة قوات الحرس الثوري، للقصر الرئاسي في النيجر، والتي اعتبرتها وسائل إعلام عديدة هي مؤشرات انقلاب على الرئيس الديمقراطي المنتخب محمد بازوم.
إلا أنها سويعات قليلة حتى تأكدت الأنباء بالاستيلاء على السلطة من قبل الحرس الرئاسي في النيجر، الذي أخضع الرئيس النيجري بدوره للإقامة المحددة.
وعقب يومين من إعلان الانقلاب على بازوم، أعلن اللواء عبدالرحمن تشياني نفسه رئيسًا للمجلس الوطني لحماية الوطن، ليلقي تيشاني خلال حفل تنصيبه بيانا يبرر من خلاله أسباب الانقلاب، التي رأى أنها خطوة حتمية لتجنب الزوال التدريجي والحتمي للبلاد.
على الجانب الآخر في القارة العجوز، رأت فرنسا أن الانقلاب الذي جرى في نيامي يعد انتهاكًا صارخًا للديمقراطية في النيجر، داعيًا إلى ضرورة عودة الرئيس بازوم إلى الحكم في أقرب وقت ممكن، تجنبًا لاحتمالية فرض تدخل عسكري فرنسي ضد النيجر.
إلا أنه مع تقدم الوقت عزمت النيجر على تشكيل مجلس وزراء انتقالي جديد من شأنه إدارة شئون البلاد المختلفة برئاسة علي لامين، الخطوة التي اعتبرها العديد من الخبراء ترسيخ لقواعد الانقلاب العسكري في النيجر.
وانتقلت المرحلة الثانية والأخيرة لتثبيت قواعد الانقلاب في النيجر هي محاولة التخلص من أي محاولات لوجود تدخل غربي في نيامي، وتمثلت الخطوة في اتخاذ قرار بقطع العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والنيجر، إلى جانب، إعطاء فرنسا مهلة تتمكن من خلالها من إخراج كافة قواتها العسكرية من النيجر.
انقلاب الجابون
التحقت الجابون بالخطوات التي اتخذتها نظيرتها في غرب في إفريقيا «النيجر»، ليعلن مجموعة من الضباط في الجيش الجابوني القيام بانقلاب عسكري، وإنهاء نظام الرئيس الجابوني المعزول علي بونجو، وإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية وحل الدستور.
وعلى الرغم من حدة الموقف الفرنسي تجاه موقف الجابون، انخفضت تلك الحدة فيما يخص التعامل مع انقلاب الجابون، وأعقب مرحلة الانقلاب على الرئيس المعزول علي بونجو، تعيين الجنرال أوليجي نجيما رئيسًا انتقاليًا للجابون حتى يتم عقد انتخابات رئاسية جديدة في الجابون.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً