حصاد 2023..الحرب في السودان
البرهان وحميدتي
أيمن عبدالمنعم
في منتصف الشهر الرابع من 2023، استيقظ العالم على صراع مسلح جديد، حيث نشبت حرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي السوداني، وميلشيات الدعم السريع المسلحة بقيادة محمد حمدان دقلو والشهير بـ«حميدتي».
الحرب التي بدأت بين الفصيلين دون سابق إنذار، والتي تركزت في بادئ الأمر في العاصمة السودانية الخرطوم، بالتحديد بمنطقة القصر الرئاسي السوداني.
الأيام الأولى من الحرب في السودان
شهد اليوم الأول من الحرب على السودان اشتباكات أرضية بين قوات الجيش السودانية وقوات الدعم السريع، التي كانت مركزة على منطقة المدينة الرياضية جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، ومع احتدام الصراع المسلح بين الطرفين، لجأ العديد من سكان العاصمة إلى الهروب من مناطق الصراع خشية الوقوع كضحايا للحرب القائمة.
في اليوم الثاني، لعب سلاح الجو السوداني دورًا كبيرًا فيما يخص التدخل في الحرب القائمة، حيث استطاع أن يقصف العديد من القواعد التابعة لميلشيا الدعم السريع، خاصة داخل مدينة أم درمان السودانية.
وبعد ثلاثة أيام من قيام الحرب في السودان، استخدم الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، سلاحًا استراتيجيًا يأمل من خلاله أن تهدأ الحرب القائمة بين الطرفين، تمثل في الإفراج والعفو الفوري وضمان الحماية الكاملة لكل من يسلم سلاحه من أفراد ميلشيا الدعم السريع، إلا أن أفراد الميلشيا المسلحة، لم يلتفتوا إلى القرار الصادر عن رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
هدن في وسط الحرب
خلال الحرب التي بدأت في إبريل الماضي أُقيم ما يقرب من 4 هدن كان الغرض منها وقف إطلاق النار بين الطرفين والسماح بمرور المساعدات وخروج السودانيين بأمان من مناطق الحرب، الهدنة الأولى والتي عقدت بوساطة أممية في 16 من أبريل الماضي، والتي كان من المقرر أن تستمر 3 ساعات حتى يخرج المدنيون من الخرطوم، إلا أنه بعد مرور ساعة فقط خرق الطرفان الهدنة المنعقدة.
الهدنة الثانية التي عقدت في 19 أبريل من نفس العام، والتي كانت تحمل نفس الهدف التي كانت تحمله الهدنة الأولى، وكان من المقرر أن تستمر لمدة 24 ساعة، إلا أنها خرقت هي الأخرى دون التوصل للطرف الحقيقي الذي تسبب في خرقها.
في اليوم التالي للهدنة الثانية جدد الطرفان موافقتهما على هدنة جديدة، إلا أنهما سرعان ما خرقا تلك الهدنة مرة أخرى.
أما عن الهدنة الأخيرة، والتي عقدت بمناسبة عيد الفطر، والتي كان من المتفق أن تتوقف فترة العيد كافة المعارك أو الاشتباكات بين الطرفين، لكنها كمثيلتها من الهدن الأخرى التي لم تحترم وواجهت مصيرها الطبيعي بالخرق.
مؤتمر دول جوار السودان
منذ اليوم الأول للحرب كانت مصر على اتصال مباشر بالسودان، كما ساهمت في استقبال النازحين من السودانيين الذين فروا من ويلات الحرب.
إلا أنه من ضمن الجهود التي بذلتها من أجل وقف تلك الحرب، استضافت قمة دول جوار السودان الذي عقد في يوليو الماضي، والذي كان يهدف إلى التوصل إلى حلول جذرية من شأنها وقف الحرب الجارية في السودان، واتخاذ خطوات فاعلة لحقن دماء الشعب السوداني.
خلال القمة أكدت مصر أن قلقها العميق من تطور العمليات في السودان ودعت إلى ضرورة وقف الحرب في السودان، إلى جانب دعوتها للمجتمع الدولي للامتناع عن التدخل في الشأن الداخلي السوداني، حفاظًا على الأمن والسلم في السودان، كما دعت إلى ضرورة وجود حل سياسي من شأنها الحفاظ على سيادة الدولة السودانية.
إحصائيات مخزية
ومنذ اندلاع الحرب التي بدأت في أبريل الماضي وحتى مطلع نوفمبر الماضي، شهد الصراع احصائيات مخزية، حيث خرج ألف مبنى حكومي وخدمي عم الخدمة نتيجة الدمار الذي تعرض إليه، إلى جانب سقوط ما يزيد عن 10 آلاف قتيل ونزوح ما يقرب من 8 ملايين مواطن سوداني من بيوتهم، إما لمناطق لم تطلها ويلات الحرب في السودان، وإما إلى دول جوار السودان.
ومع قرب انتهاء 2023 لم تجد الحرب في السودان طريقًا إلى حل نهائي يضمن حقن الدماء وتوقف شلال النزوح بين المواطنين.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً