ألماني نسي فوزه بكأس العالم
ألمانيا
محمد العزب
أفضل ما قد يتعرض له لاعب في تاريخه الكروي، أن يرتدي قميص منتخب بلاده في بطولة كأس العالم، شرف لا يضاهيه أي شرف، والجائزة الكبرى تكون بالوصول إلى المباراة النهائية للحدث العالمي، ولكن ماذا لو فقدت الذاكرة وانت تلعب أهم مباراة في مسيرتك الكروية؟.
هذا ما حدث مع لاعب نادي بايرليفركوزن والمنتخب الألماني «كريستوفر كارمر»، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 22 عاما، لاعب صغير في السن استدعاه يواخيم لوف مدرب المانشافت للقائمة المتجهة للبرازيل كورقة بديلة، في حالة إصابة أي من لاعبي وسط الميدان، حيث لم يشارك في تلك البطولة سوى في 12 دقيقة فقط قبل مباراة الأرجنتين في النهائي.
وليكتمل مسلسل الفرص الضائعة، يسقط سامي خضيرة في أرضية الماركانا اثناء الإحماء قبل مواجهة الأرجنتين، يذهب يواخيم لوف لمساعده هانز فليك ليخبره أن يبلغ كارمر أنه سوف يشارك مكان خضيرة المصاب، بالطبع كان خبر إصابة خضيرة حزينا، لكنه كان أسعد نبأ سمعه كارمر في حياته الكروية.
شارك كارمر في اللقاء، لكنه لم يكن يمتلك رهبة أي لاعب شاب يشارك في مباراة بهذا الحجم، تدخلات عنيفة وإفساد هجمات راقصي التانجو كانت مهمته الأساسية، ولكن الدقيقة 16 حملت انباء غير سعيدة للمنتخب الألماني ولكريستوفر، تدخل عنيف من إيزيكيال جراي بالمرفق في وجهه يسقطه ارضاً، لمدة تزيد عن الأربع دقائق، ولكنه يعود سريعاً للعب، ولكن ما حدث بعد ذلك كان نوع من الكوميديا غير المطلوبة، لكن الظروف فرضتها على أرضية الملعب.
عاد كارمر للقاء بشكل طبيعي، ثم توجه الى حكم اللقاء الإيطالي نيكولا ريتزولي، يسأله إن كان هذا نهائي بطولة كأس العالم أم لا، فكان الحكم يظن أنه يمزح بالتأكيد، لكن عندما كرر السؤال أجابه بأنه النهائي، فشكره اللاعب وعاد للعب بشكل طبيعي، ثم طلب من الحكم الإيطالي تبادل القمصان معه عقب نهاية المباراة، كما ذهب إلى مانويل نوير وطلب منه أن يحرس عرين المنتخب الألماني بدلا منه.
وكان لتوماس مولر نصيب كبير من تلك المسحرية الكوميدية حيث أكد اللاعب في حديث صحفي بعد المباراة عن الواقعة أن كارمر ناداه بأسم جيرارد مولر لاعب منتخب ألمانيا عام 1974 بل وبارك له على الفوز بكأس العالم والذي فازت به المانشافت.
وجلس كارمر ينظر للملعب والجماهير حيث ظن أنه في ملعب الرور والذي كان يبعد عن الماركانا حوالي 10 ألاف كيلومتر عن الماركانا حيث يلعب النهائي.
ليستمر هذا المسلسل الكوميدي حوالي 10 دقائق كاملة قبل أن يقتنع لوف أنه يجب أن يخرج اللاعب من أرضة الملعب، ليحل بدلاً منه آندري شورله.
كان هذا التغيير هو الذي منح اللقب الرابع لألمانيا في تاريخها، حيث ذهب اللقاء للأشواط االإضافية وبحلول الدقيقة 114 مرر البديل شورله كرة عرضية لماريو جوتزه والذي أودعها في الشباك بكل سلاسة، معلناً عن انتهاء اللقاء لصالح المانشافت.
وبعد الحادثة تعافى كارمر وعاد ليلعب كرة القدم ولكنه لم يمتلك مسيرة مميزة حيث يبلغ الآن من العمر 32 عام ويلعب في صفوف نادي بوروسيا مونشغلادباخ، ولم يمتلك في حياته الأحترافية غير لقب كأس العالم والذي نسي أنه لعب النهائي الخاص به.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع إنهاء الحرب على غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً