في ذكرى وفاته.. جلال الدين الرومي أحب الله فعشقه الناس
جلال الدين الرومي
إسراء خالد
«إذا كان نورك ينبع من القلب فإنك لن تضل الطريق أبدا»، تعد هذه المقولة من أشهر أقوال جلال الدين الرومي عاشق الله وشيخ المتصوفين.
جلال الدين الرومي
هو محمد بن محمد بن حسين البلخي، عرف باسم جلال الدين الرومي، واشتهر بـ«مولانا»، هو شاعر درس الفقه، والعلوم الإسلاميّة، ويعد من المتصوفين، وكتب العديد من الأشعار باللغة الفارسية، وترجمت حديثاً وانتشرت في العالم الإسلامي، وخاصّة عند المسلمين في تركيا وفرنسا، وغنى أشعاره نجوم بوب مشهورين.
يعود أصل جلال الدين إلى الفرس، حيث ولد في بلخ «أفغانستان حاليا»، وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، ودرس في المدرسة المستنصرية ولم تطل إقامته إذ أجرى أبوه رحلة واسعة ومكث في بعض البلدان، ثم استقر في قونية سنة 623 هجريا في عهد دولة السلاجقة الأتراك.
وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، وتولى التدريس بالمدينة في أربع مدارس، ثم ترك التدريس والدنيا وتصوّف سنة 642 هجريا وشُغل بالشعر وإنشاده، وتركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية والتي كُتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية والتركية، تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي خاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية، وفي العصر الحديث تُرجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولاقت صدًى واسعاً إذ وصفته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» سنة 2007م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.
لم يكن جلال الدين الرومي عاديا أو تقليديا لأنه كان عارفاً بالله، وأخذ الدين من باب الرحمة والحب.
وكان للشاعر الفارسي فريد الدين العطار أثرٌ على نبوغ جلال الدين، حيث أهداه ديوانه الشعري المسمى «أسرار نامه»، الذي جعله يخوص في الشعر والصوفية أكثر، وجمع بينه وبين شمس الدين التبريزي رابطة صداقة قوية، وعندما اغتيل التبريزي دون أن يعرف قاتله، حزن عليه الرومي حزناً شديداً وألّف له ديوان شعر، وهو الديوان المعروف بالديوان الكبير.
كتاب الديوان العربي
أثرى جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية ومنها: كتاب الديوان العربي، الذي يقوم على جمع أقوى أبيات الشعر التي سردها، وترجمه ونشره الكاتب التونسي البشير قهوجي، والصادر عن المجمع التونسي للعلوم والفنون.
كتاب قواعد العشق الأربعون
يتحدث كتاب قواعد العشق الأربعون، الذي ألّفته التركية «إليف شافاك» عن رواية جلال الدين الرومي، عن الحياة في القرن الثالث عشر كما تعد شخصية شمس التبريزي وجلال الدين الرومي من الشخصيات الأساسية والهامة في الرواية.
تدور الأحداث في الكتاب، عن الصراعات الدينية وعدم الأمان في هذا الوقت، وأيضًا يتحدث عن الشعور باحتياج الناس للحب لكي يتخلوا عن الحقد والحسد والكراهية والتعصب حتى يكونوا قادرين على الوصول إلى الحب والعشق الكامل لله.
كتاب ديوان شمس تبريزي (الديوان الكبير)
كتب جلال الدين الرومي «الديوان الكبير»، في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر، وكتب فيه أكثر من أربعين بيت شعر وخمسين قصيدة نثرية.
وحين توفي جلال الدين الرومي عام 1273م، دفن في مدينة قونية التركية، وأصبح مدفنه مزاراً إلى يومنا، وبعد مماته أسس أتباعه وابنه «سلطان ولد» بتأسيس الطريقة الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التي عرفت بالسماح والرقصة المميزة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً