الشجاعية.. ماذا يحدث في درع غزة الملتهب؟

حرب تكسير عظام، تقودها إسرائيل على قطاع غزة بحثا عن نصر يعوض فشلها في الحرب على قطاع غزة الفلسطيني، ويغسل وجهها ويحفظ ماءها أمام الداخل الإسرائيلي الذي ترملت نساء وثكلت أخرى ونحبت الباقيات على أسرى وقتلى في الحرب الشرسة والفاشلة التي غرقت فيها إسرائيل في قلب غزة، لمزيد من الضغط من قبل ذوي المقاتلين على الحكومة، وتكسير عظام مضاد يقوده مقاومي غزة الفلسطينيين ضد احتلال تخطى 75 عاما.

الجولاني دخل بذريعة الثأر فوقع في فخ الأسر

فشل إسرائيل في أي تقدم أو نصر جعلها تلجأ إلى حرق الأرض والدمار الشامل في القطاع، ومع صمود أصحاب الأرض أغرت إسرائيل نفسها بالولوج إلى الشجاعية، وعمدت إلى قوات النخبة، مستعينة باللواء “الجولاني” الدموي الذي يصل عمره لعمر إسرائيل حيث تأسس في عام 48، وحارب مصر وسوريا في الجولان وفي فلسطين على مدى 75 عاما، واتخذ اسمه نسبة إلى الجليل، أي معالم فلسطين المحتلة، والذي طلب دعائيا دخول غزة تحت ذريعة الثأر ليقع في فخ الأسر.

لواء النخبة الدموي صريعا

من جانبها تمكنت المقاومة الفلسطينية من جر لواء عصابات الجولاني الدموية إلى حي الشجاعية و أسقطت قوة راجلة من جنود الاحتلال 15 فردًا ما بين ضباط وجنود في كمين بشمال غزة، ووصف الاحتلال ما حدث بالحادثة الخطيرة والتي قُتل فيها 11 جنديا، من بينهم قائد الكتيبة 13 في الجولاني، المقدم تومر جرينبر، بتفخيخ عبوة ناسفة وإطلاق النار على الجنود أثناء قيامهم بمسح مبنى، وكان المبنى يحتوي على فتحة نفق.

الضربة الموجعة

وقامت كتائب القسام بنصب كمين في حي الشجاعية، شرق قطاع غزة، جعلت قائد لواء غولاني، العقيد يائير بلاي، يقول لجنوده: إن "الضربة كانت مؤلمة، وفقدنا أصدقاء حميمين ومقاتلين وقادة"، و وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، الكمين/ الفخ بأنه كان من نوع "صعب وخطير"، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فاعتبره "صعبا وقاسيا"،

كواليس معركة الشجاعية

مع دخول مجموعة من "وحدة 669" التكتيكية للإنقاذ إلى مجمّع من 3 مبانٍ مجاورة في ساحة من اتجاهين، ولما أصبحت داخل واحد منها، تم تفجير قنبلة مضادة للأفراد، مع تعرض جنودها لهجوم ببنادق M-16 وقنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس، فأصيب أفرادها الأربعة مباشرة، وانقطع الاتصال مع أحد الضباط، وحدث خلال عملية إنقاذ المصابين أن واصل مقاتلو حماس إطلاق النار وإلقاء المتفجرات، في وقت علمت قوة الإنقاذ بمقتل جنود المجموعة الأولى.

الكتيبة 13 

وتعرضت قوة يقودها المقدم "تومر غرينبيرغ" قائد الكتيبة 13 بلواء الجولاني، لتفجير 3 عبوات ناسفة، قتلت وأابصت 15 ضابطا وجنديا آخرين، وسط عدم تمكن الجيش من قصف مقاتلي حماس من الجو، بسبب اختبائهم في الأنفاق، وحصدت المعركة 11 جنديًّا إسرائيليًّا، بينما أعلن الاحتلال مقتل 8 جنود فقط. ورغم إعلان الاحتلال سيطرته العسكرية على منطقة الشجاعية، يُعد هذا الرقم ضربة لقواته منذ بدء العملية البرية، حيث لأول مرة يعلن سقوط هذا العدد من القتلى، وبينهم قائد الكتيبة 13 فى لواء جولانى، تومر جرينبيرج، و قائد فصيل فى الكتيبة رقم «13»، روعى ملدسى.

عدم اتزان الاحتلال

يظهر جيش الاحتلال وجنوده فى حالة عدم اتزان، فيما دخلت الحرب فى شهرها الثالث، ولم تحقق إسرائيل هدفًا من الأهداف التى أعلنتها فى أول الحرب، غير أن هناك 7 فصائل بالقطاع تقاتل، و لا تزال معارك شرسة تدور حتى الآن في بعض أرجائه، ويبرز الجولاني المهزوم في ألوية النخبة في سلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي.

لقد وقعنا في الفخ

ووصلت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر إلى 444 جنديا بينهم 115 جنديا قتلوا منذ العملية البرية في قطاع غزة أواخر ذلك الشهر، وعاد عناصر من جنود الاحتلال الإسرائيلي من لواء الجولاني من أجل الانتقام من هزيمة سابقة في حي الشجاعية بغزة، لكن عددًا منهم وقعوا في "كمين محكم" وخرجوا جثثًا هامدة.

زهرة النخبة القتالية في الأسر

ومنذ تأسيس هذا اللواء، شارك اللواء الجولاني في عدد من المعارك الكبرى ضد جيوش عربية منها حرب عام 1948 والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بالإضافة إلى حرب يونيو / حزيران عام 1967 وحرب عام 1973، وكان عناصر هذا اللواء من بين القوات الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان عام 1982، كما شاركت في الحرب على لبنان عام 2006، ومهمة اللواء المهزوم الأساسية هي حراسة الحدود الشمالية، و يخدم جنوده شمالي الضفة الغربية خاصة في جنين وطولكرم، ويشاركون في المعارك ضدّ مخيّم جنين والتدخلات البرية، و خاض قتالًا عنيفًا في حي الشجاعية خلال حرب 2014، وقتل خلاله عدد من أفراده إضافة إلى أسر الجندي أورن شاؤول، وذهب اللواء الجولاني للقضاء على كل البنى التحتية المستخدمة هناك للقضاء على حماس وإعادة الأسرى إلى إسرائيل ليتم أسرة زهرة قوات النخبة الإسرائيلية أنفسهم.