كيسنجر ومحاولة ستر فضيحة واشنطن في فيتنام
هنري كيسنجر
أيمن عبدالمنعم
في نفس الشهر الذي سقط فيه ثعلب السياسة الأمريكية ووزير خارجيتها السابق هنري كيسنجر، الذي كان سببًا في انسحاب أمريكا من حرب فيتنام، ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية، تقف في فضيحة مدوية أمام العالم أسره.
إلا أن هناك العديد من الخطوات التي سبقت انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من حربها على فيتنام، تركت صدًا واسعًا في المجتمع الأمريكي.
حرب فيتنام
يعلم الجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية، انسحبت بصورة مخزية من حرب فيتنام، في الـ 15 من أغسطس 1973، بعد أن فقدت الولايات المتحدة الأمريكية، في تلك الحرب نحو 60.000 ضحية في صفوف الأمريكان.
لتخلد الولايات المتحدة الأمريكية ذكرى خسارة فادحة في تاريخها، بعد أن حث وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت ماكنامارا الرئيس الأمريكي جون كينيدي في خوض الحرب التي تعد واحدة من الحروب الهندية الصينية، والتي تورطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية ظنًا منها، بأنها تستطيع وضع فيتنام الشمالية ذات التوجه الشرقي اليساري تحت قبضة فيتنام الجنوبية، ذات التوجه الرأسمالي، إلا أن الحرب لم تضع النتائج المطلوبة.
أوراق البنتاجون.
كان لدى ماكنامارا شكوكًا حول قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على الفوز في تلك الحرب التي ورط الولايات المتحدة الأمريكية فيها.
ليطلب من فريق بحثي داخل الولايات المتحدة الأمريكية بإعداد دراسة توضح فرصة واشنطن في الفوز في تلك الحرب، الدراسة التي كان تعدادها ما يقرب من 7000 صفحة، والتي سميت في الإعلام الأمريكي باسم أوراق البنتاجون، وكان ضمن الوثائق ذات الدرجة العالية من السرية.
إلا أنه عام 1971 كشف الأمريكي دانيال إلسبيرج، والذي كان يعمل في ذلك الوقت داخل البنتاجون الستار عن تلك الوثائق، التي كشفت حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية داخل تلك الحرب، بل إنه لم يكتف بتسريبها خارج البنتاجون، بل عزم على نشرها داخل إحدى الصحف الأمريكية الشهيرة، ما جعلت واشنطن في موقف سيئ أمام شعبها، خاصًة، وأن تلك الوثائق التي طلبها ماكنامارا ليؤكد أن وجود أمريكا في الحرب عامل أساسي لنجاح تلك الحرب، أثبتت أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفشل فشلًا ذريعًا في تلك الحرب.
كيسنجر ومحاولة إصلاح الخطأ
عام 1973 تدخل وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، على خط المفاوضات السياسية في محاولة لإصلاح ما أفسدته وثائق البنتاجون، ليحث الولايات المتحدة الأمريكية حينها على ضرورة الانسحاب السلمي من تلك الحرب، التي لن تؤتي ثمارها المرجوة والتي لاقت غضبًا واسعًا في الشارع الأمريكي، خاصًة، من الذين فقدوا ذويهم في تلك الحرب.
لتنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من تلك الحرب، انسحاب عكس خسارتهم الفورية في الحرب التي كانت أيدولوجية من الدرجة الأولى، لتكون أوراق البنتاجون المسربة ودهاء كيسنجر سببًا في حصوله على نوبل عام 1973 لتقديراته على وقف الحرب بصورة سلمية.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً