الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:55 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الموت يغيب ثعلب السياسة الأمريكية «كيسنجر» عن عمر ناهز 100 عام

وزير الخارجية الامريكي السابق العراب هنري كيسنجر

وزير الخارجية الامريكي السابق العراب هنري كيسنجر

أيمن عبدالمنعم

A A

 منذ شهور مضت أكمل هنري كيسنجر قرن كاملًا من الزمان على وجه الأرض ، واليوم رحل عن عالمنا أحد أعلام السياسة الأمريكية والدولية مهندس اتفاقية كامب ديفيد، «هنري كيسنجر- Henry Kissinger»، الذي ترك بصمة في الإدارة السياسية العالمية، سواءً قبل شغله منصب وزير الخارجية الأمريكي، أو عقب انتهاء وزارته، فلم يربط عمله السياسي بالمنصب وظل مستمرًا في رسم تنبؤات ومسارات للسياسة العالمية، في مناطق مختلفة من العالم.

هندسة كامب ديفيد

بلغت التوترات العالمية في عهد الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون أشدها على جبهات عديدة، والتي كان منها حرب فيتنام التي سقطت الولايات المتحدة الأمريكية في حفرتها عقب حسابات لم تكن موضوعة بشكل جيد من قبل الإدارة الأمريكية في عهد رئيسها السابق جون كينيدي، ووفقًا لدراسة نُشرت عن البنتاجون أفادت بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستفشل فشلًا ذريعًا في تلك الحرب، وأن الثمار المرجوة منها شبه منعدمة.

إلا أن البصمة الرئيسية التي تركها كيسنجر تكمن في استطاعته للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، عقب اندلاع حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل، خاصًة، بعد اتصال الاستغاثة واللجوء الدبلوماسي من قبل الجانب الإسرائيلي، الذي تحدث لكسينجر حول اجتياح مصري شنته ضد القوات الإسرائيلية داعيًة كسينجر للتدخل من أجل وقف العمليات العسكرية المصرية

ليبدأ كيسنجر رحلته الدبلوماسية في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات الأولى التي خاضها مع كل من مصر وسوريا وإسرائيل فيما عرف بـ «الدبلوماسية المكوكية»، التي مهدت لسلام دائم في الشرق الأوسط، وأنهت تاريخ العقوبات المفروضة من قبل الدول العربية على الأمريكان، وفتحت الطريق أمام توقيع اتفاقية السلام الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط «كامب ديفيد»، والتي وقعت تحت إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وعلى الرغم من استقالته من المنصب قبل توقيع الاتفاقية، إلا أن الفضل يرجع إليه في توقيعها.

غبار في صفحات كيسنجر

على الرغم من حصول كيسنجر على جائرة نوبل للسلام بفضل عملية الانسحاب الأمريكي من فيتنام، بعد حرب كان البنتاجون على علم بنتائجها الخاسرة منذ أول يوم وقعت الولايات المتحدة الأمريكية في حفرتها، بعد أن أكدت دراسة صادرة عن الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي طرف خاسر في تلك الحرب، ومساهمته في خروج اتفاق باريس الذي يعد نهاية حقيقية للتوجه الاستعماري الغربي تجاه الدول النامية.

رأى البعض أن تلك الاتفاقية التي كان كيسنجر طرفًا أصيلًا فيها جعلت الولايات المتحدة الامريكية تخسر بصورة أو بأخرى حليفًا قديمًا متمثلًا في فيتنام الجنوبية، لمصير غير معلوم مع سيطرة الفيتناميين الشماليين.

كيسنجر والسياسة السعودية الإيرانية

على عكس الانتقادات التي وُجهت للمملكة العربية السعودية، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول العالم الغربي حول المصالحة بين الرياض طهران، رأى كيسنجر أن تلك المصالحة هي تغير واضح وصريح في خريطة الأوضاع الاستراتيجية في الشرق الأوسط، موضحًا، خلال مقال نشرته جريدة واشنطن بوست، أن السعودية اتخذت مسارًا لموازنة العلاقات الأمنية في المنطقة، مثل ما حدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين خلال نهايات القرن الماضي، مشبهًا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون الذي اتخذ خطوات توافقية مع موسكو وبكين.

search