مهاجمة السفن الإسرائيلية تفتح جبهة حرب بحرية على نتنياهو

أكدت مصادر عبرية، صباح اليوم، أن سفينة مملوكة لملياردير إسرائيلي الجنسية تحمل علم مالطا تعرضت لضربة أدت إلى اشتعال النيران فيها بين ليل الخميس وصباح الجمعة «أي قبيل ساعات من تنفيذ الهدنة الإنسانية في غزة»، في شمال المحيط الهندي.

تحدث مسؤول أمني في واشنطن، إلى وكالة أسوشيتد برس الأمريكية -دون الكشف عن هويته-، وقال إنه يشتبه في أن السفينة CMA CGM Symi التابعة للملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر وتبحر تحت علم مالطا، تعرضت لهجوم بطائرات بدون طيار «انتحارية» إيرانية. من طراز «شهد-136».

«الهجوم اليمني فرض جبهةً بحريةً إضافيةً على إسرائيل»

كتب شاؤول حورف، وهو عميد احتياط قاد وحدة الغواصات، ووحدة سفن الصواريخ، وكان نائب قائد سلاح البحرية، ورئيس لجنة الطاقة الذرية مقالا منذ عدة أيام في صحيفة معاريف عنوانه «الهجوم اليمني فرض جبهةً بحريةً إضافيةً على إسرائيل».

وقال في مقاله: «إنّ التطورات الأخيرة في جنوبي البحر الأحمر تتطلب من المؤسستين الأمنية والعسكرية وسلاح البحرية الإسرائيلي، تقديراً للوضع فيما يتعلق بطريقة العمل التي يجب اعتمادها، من أجل منع مثل هذه العمليات في المستقبل»، في إشارة إلى العملية الأخيرة التي نفّذتها حركة أنصار الله اليمنية باحتجاز سفينة إسرائيلية.

السفينة الإسرائيلية المختطفة «جالاكسي ليدر» 

كتب «شاؤول» تقريره في سياق عملية اختطاف السفينة الإسرائيلية «جالاكسي ليدر» والتي نفذتها جماعة الحوثي اليمنية في عملية نوعية.

وسيطرت القوات الحوثية على السفينة أثناء عبورها خليج عدن قبالة سواحل اليمن، بطريقة الإنزال الجوي عبر طائرة تتشح بعلم فلسطين ممتزجا بعلم اليمن، في عملية نوعية مصورة من قبل جماعة الحوثي، وتم نشر مقطع الفيديو عبر الإعلام الحربي التابع للجماعة بموقع إكس.

ورجح «حورف» في مقاله أن «تكون الاستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع التهديد اليمني قد تكون مماثلةً لتلك المتّبعة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، ويقصد احتواء الأحداث وليس البدء بها».

عيدان عوفر

رجل أعمال وملياردير إسرائيلي مصالح في الشحن والحفر والتعدين. وهو مؤسس شركة تانكر بسيفيك ومدير مجموعة كوانتم باسيفيك القابضة، وهو المساهم الأكبر في باسيفيك دريلينج المدرجة في بورصة نيويورك وشركة إسرائيل المدرجة في بورصة تل أبيب، وكذلك كينون هولدنجز المدرجة في كلا البورصتين.

يتحكم عوفر في مجموعة من الشركات، مثل إسرائيل للكيماويات (52%)، أويل رفاينريز. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك عوفر أسهم في كنون، التي تمتلك زيم (98%)، وشري كوانتم (45%)، شركة محاصة مع شركة شيري الصينية.

سفينة الحاويات CMA CGM Symy

وحسبما ورد في موقع يديعوت أحرنوت، فإن السفينة هي سفينة الحاويات CMA CGM Symy التي غادرت ميناء جبل علي في الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء. 

ووفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس، انفجرت الطائرة بدون طيار فوق السفينة، مما ألحق أضرارا بها دون إصابة أي من أفراد طاقمها.

وقال المصدر: «نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب»، رافضا توضيح سبب اعتقاد الجيش الأمريكي أن طهران من تقف وراء الهجوم.

بدوره، قال المحلل الجغرافي لدي موقع «جلوبس» الإخباري الخاص بالاحتلال، ديان صاموئيل إلمس: «بالنظر إلى حجم الهجمات التي تعرضت لها السفن في شمال المحيط الهندي وما حوله في السنوات الأخيرة بقيادة الحرس الثوري، وفي ضوء أهمية طريق الشحن عبر المحيط الهندي وباب المندب والبحر الأحمر و قناة السويس - هذا الحدث يستحق التدقيق فيه بعناية."

ولم تعلق شركة الشحن CMA CGM على التقرير، ووفقًا لوكالة أسوشييتد برس، ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب الرد من الوكالة أيضًا، وتم إيقاف تتبع نظام التعرف الآلي للسفينة منذ يوم الثلاثاء، عندما غادرت الميناء. في دبي، وفقًا لبيانات موقع MarineTraffic.com.

التحذيرات اليمنية

أعلنت القوات المسلحة اليمنية في 19 نوفمبر، في خطوة احتجاجية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن احتجاز سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وأكدت القوات المسلحة أنها ستستمر في استهداف جميع السفن الإسرائيلية، سواء التي تحمل علم إسرائيل أو التي تشغلها شركات إسرائيلية أو مملوكة لشركات إسرائيلية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله علي القحوم، إن العمليات العسكرية ضد إسرائيل ستستمر حتى النصر الكامل لفلسطين وتحرير غزة من الاحتلال، مضيفًا أن القوات المسلحة لديها خيارات كثيرة وموجعة ستستخدمها إذا استمر العدوان الإسرائيلي.

كما قال عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي، تأكيدا على التحذيرات السابقة، إن «القوات المسلحة اليمنية مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية ضد إسرائيل إذا استمر العدوان».