6 سنوات على ملحمة «البرث».. ذكرى رحيل «المنسي» أيقونة الشهداء
الشهيد العقيد أحمد منسى
أحمد السكري
ولست أبالي حِين أقتَلُ واقفًا ... على أي جنب كان للوطن مصرعي
ولست بمبدٍ للعدو تخوفاً ... ولا جزعاً، إني إلى الله مرجعي
وسط الصحراء في منطقة "البرث" بالقرب من رفح، حيث الصمت والسكون يخيما على المكان، منذ 6 أعوام تحديدًا يوم 7 يوليو 2017.
الهدوء الذي يسبق العاصفة ولم يستمر طويلا لتتحول بعدها تلك المنطقة لحرب مصغرة بين جحافل الإرهاب وبواسل القوات المسلحة في كمين البرثا.
في منطقة البرث بجنوب رفح حيث توجد أحد أهم النقاط الأمنية والتي تمثل حائط صد يمنع تسلل الإرهابيين، وتقطع وصول أي مدد لهم لوجود كمين البرثا الذي يربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى.
هذا المكان الذي خلد "ملحمة البرث" لما ظهر من استبسال الجنود المصريين في مواجهة التكفيرين على مدار عدة ساعات حتى وصول الإمدادات الجوية.
بدأ الهجوم في صبيحة يوم 7 يوليو من عام 2017، في الساعة الرابعة فجراً، حاول قرابة 150 عنصراً مقاتلاً تابعاً لتنظيم داعش الإرهابي، وباستخدام نحو 12 سيارة كروز مُدججة بالأسلحة المختلفة، بداية من الأسلحة الخفيفة وقذائف "R B G" وهاون، فضلاً عن المفخخات والقنابل اليدوية لتدمير الكمين.
واستطاعت عناصر من القوات المسلحة التصدى للهجومٍ الإرهابى الذي قامت به العناصر التكفيرية على الكمين إحدى نقاط التمركز بجنوب رفح فى شمال سيناء رغم عدم تكافؤ العدد والعتاد ورغم استغلال العناصر التكفيرية لعامل المفاجأة.
المنسي.. شهيدًا
قامت القوات على الفور بالتصدى الحاسم لهذا الهجوم الإرهابى الغادر، ونجحت في قتل أكثر من 40 إرهابيًا وتدمير 6 عربة، وتعرض قوات إحدى النقاط لإنفجار عربات مفخخة نتج عنها استشهاد وإصابة 26 فردا من أبطال القوات المسلحة.
هذا اليوم الذي خلد ذكرى استشهاد البطل قائد الكتيبة 103 صاعقة العقيد أحمد منسى.
فعلى مدار نحو 4 ساعات متواصلة من الصمود، أظهر الضباط والجنود المصريون صلابة حرمت العناصر الإرهابية من السيطرة على الموقع أو أسر أي من العسكريين، بعد أن حاصرت تلك العناصر الموقع، محاولة منع وصول الإمدادات عبر الألغام والسيارات المفخخة شديدة التدريع.
كانت العناصر الإرهابية تستهدف السيطرة على"البرث" ذي الموقع الاستراتيجي، ورفع علم تنظيم داعش عليه، في محاولة لتحقيق انتصار -إعلامي على الأقل- يروجون من خلاله لسيطرتهم وحضورهم وإبراز واستعراض قوتهم المزعومة.
لماذا البرث؟
تحظى "ملحمة كمين البرث" بخصوصية خاصة ضمن عمليات الجيش المصري في السنوات الأخيرة ضد العناصر الإرهابية في سيناء، لتفاصيلها المروعة، وشدة الهجوم الذي تعرض إليه الموقع، سواء لجهة أعداد العناصر الإرهابية المشاركة فيه وكذلك لجهة تسليحهم والسيارات المفخخة المستخدمة في محاصرته.
سيارات مفخخة
استخدمت العناصر الإرهابية في بداية الهجوم سيارة مفخخة جرى تمويهها داخل إحدى المزارع، من أجل اختراق الموقع ، بينما بدأت القوات في التعامل معها على الفور، إلا أن السيارة ومع شدة تدريعها ومع إطلاق النار انفجرت قرب الموقع.
وبالتزامن كانت بقية العناصر الإرهابية تُطوق الكمين، في محاولة منها لمنع وصول الإمدادات إليه بأي شكل، من خلال زرع الألغام.
اعتمدت العناصر الإرهابية في الهجوم على السيارات المفخخة من أجل اختراق التحصينات الأمنية بالتمركزات المستهدفة ومواجهة القوات التي أبدت ثباتاً منذ اللحظة الأولى للهجوم.
ومنذ إعلام قائد الكتيبة المقدم أركان حرب العقيد أحمد منسي، قيادة الجيش بتعرض الموقع لهجوم ضاري، وحتى وصول الدعم الجوي، واصل الجنود المصريون الذود عن الموقع واصطياد العديد من العناصر الإرهابية.
ولم يكن قائد الكتيبة الشهيد أحمد منسي بمعزل عن رجاله ولكنه حمل سلاحه وواجه الإرهاب وتصدى للدواعش.
واتجه لسطح المبنى المحاصر صوب الإرهابيين، مصوبُا سلاحه لقنص عناصر القوات الإرهابية، حتى قتل برصاص أحدهم، في مشهد بطولي.
الإمداد الجوي
على مدار ساعات متتالية منذ بدء الهجوم وحتى وصول الدعم، تصدت قوات الكتيبة "103" من الصاعقة المصرية للعناصر الإرهابية، فيما تعرضت قوات الدعم التي تحركت لإنقاذ المحاصرين إلى هجمات بالألغام والسيارات المفخخة، حتى وصول الدعم الجوي.
ومع وصول مقاتلات سلاح الجو المصري، شرعت في قصف العناصر الإرهابية واصطيادهم، حتى تمكنت من إيقاع أكثر 40 قتيلاً في صفوف العناصر الإرهابية، فيما لاذ من استطاع منهم النجاة بالفرار، ليتم استهدافهم في عمليات تمشيط واسعة أجرتها القوات المسلحة وقوات الداخلية بعد ذلك.
العقيد منسي لرجاله: لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
كانت أوامر العقيد "منسي" خلال المعركة لجنوده أن لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، وشدد على جنوده بحماية بعضهم البعض، وعدم ترك أي منهم جثة زميله حال مقتله حتى لا تتعرض للتمثيل بها على يد تلك العناصر الإرهابية.
وكل من استشهد في تلك المعركة وجدوه قابضًا على سلاحه أو بداخل معداتهم العسكرية، فيما لم تستطع العناصر الإرهابية حمل ولو جثة واحدة لأي من الأبطال، وفروا هاربين تاركين جثث زملائهم التكفيريين ممن تم اصطيادهم في تلك المعركة.
وأمام بسالة الجنود المصريين، فشلت العناصر الإرهابية في تحقيق هدفهم من الهجوم وهو احتلال التمركز الأمني وتدميره بالكامل ورفع علم داعش لتحقيق انتصار نوعي.
ليظل هذا اليوم بحق شهادة سطرت حروفها دماء الأبطال البواسل من القوات المسلحة المصرية ويظل اسم الشهيد البطل أحمد منسي أيقونة لكل الشهداء في تاريخ مصر.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً