«دي ستيفانو» لعب مع 3 منتخبات ولم يشارك في كأس العالم

تحل اليوم ذكرى وفاة أسطورة نادي ريال مدريد الإسباني ألفريدو دي سيتفانو، والذي يعد أحد أهم من لامست أقدامهم الساحرة المستديرة منذ بدايتها حتى الآن، أرقام قياسية، انتصارات وانكسارات عانى واحد من أعظم لاعبي فريق ريال مدريد.

بداية القصة

بدأ دي ستيفانو، مسيرته مع كرة القدم بنادي ريفر بليت عام 1943 وكان يبلغ من العمر 17عام، وتدرج في الفئات العمرية المختلفة للفريق حتى وصل للفريق الأول عام 1945، وبعد موسم واحد تمت إعارته لنادي هوراكان، وعاد بعد موسم واحد فقط لصفوف ريفر بليت ليقضي معهم ثلاث مواسم تألق فيها بشكل لافت للنظر.

حظ سئ

حظ دي ستيفانو في تلك الفترة لم يكن على ما يرام على الإطلاق، بعد تألقه الكبير بصفوف ريفر بليت جائت أزمة إضراب لاعبي الأرجنتين لتقف عائق في إكمال مسيرته في بلاده، فرحل صوب الدوري الكولومبي كمعظم لاعبي كرة القدم ببلاد «التانغو» واستقر في نادي ميلوناريس، واستمر تعاقده بشكل طبيعي مع ناديه في الأرجنتين نظراً لأن الدوري الكولومبي لم يكن معترف به وقتها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، قضى دي سيتفانو الفترة من عام 1949 لـ 1953 وكان ماكينة أهداف لا تتوقف حيث سجل في تلك الفترة 267 هدف.

أغرب صفقة في التاريخ

صفقة انتقال دي ستيفانو الى ريال مدريد شهدت صراعات كبيرة، حيث قرر نادي برشلونة ضم اللاعب في هذا التوقيت فتم التوجه الى نادي ريفر بليت سريعاً بصفته النادي الذي يملك عقد اللاعب المسجل لدى الفيفا، بصفة أن ناديه الكولومبي غير مسجل في قوائم الاتحاد الدولي وغير معترف به، وشهدت الصفقة أشواط كبير من المفاوضات وحسم النادي الكتالوني وقتها الصفقة بمبلغ 87 ألف دولار على أن يتم تقسيط المبلغ على ثلاث دفعات.

وهنا تأتي الصدمة بعث ميلوناريوس بخطاب إلى ريفر بليت، يبلغه فيه بتوصله إلى اتفاق مع ريال مدريد بشأن بيع دي ستيفانو.

رد ريفر بليت على رسالة النادي الكولومبي، وأكد له أن هذا الأمر غير مقبول خاصة وأنه النادي الذي يملك عقد اللاعب حسب وثائق الفيفا الرسمية.

وتواصل فريق ريال مدريد بشكل سريع مع مسئولي الريفر وأكدوا لهم أنه في حالة عدم وفاء نادي برشلونة بالقسط الأول فسيكون اللاعب من نصيب الميرينجي.

ولكن، برشلونة قام بدفع القسط الأول من قيمة الصفقة يي قبل 4 أيام من نهاية المهلة، ليقوم ريفر بليت بإرسال أوراق اللاعب للنادي الكتالوني.

علم برشلونة بمحاولات ريال مدريد، فقرر مخاطبة ميلوناريوس، لتأمين الصفقة أيضا من الجانب الكولومبي، رغم اتفاقه مع النادي الأرجنتيني على كافة الأمور.

استمرار النزاع

قرر ريال مدريد رفع شكوى للاتحاد الإسباني لكرة القدم، ، الذي قرر رفض عملية انتقال دي ستيفانو إلى برشلونة، طالما أن النادي الذي يلعب له وهو ميلوناريوس.

رفض الاتحاد الإسباني للعبة، الشكاوى التي تقدم بها برشلونة طعنا على قرار إيقاف الصفقة، رغم تقديم النادي الكتالوني أوراق تثبت أن ميلوناريوس لا علاقة له بالصفقة بشكل قانوني.

علم الفيفا بالأزمة، وحاول التدخل لإنهائها، وفي سبيل ذلك، قام بتعيين وسيط لحل الأزمة.

وقدم الوسيط حل وسط حيث يلعب دي ستيفانو في ريال مدريد ومثلهم في صفوف برشلونة.

تمت الموافقة على هذا الاقتراح من قبل اتحاد كرة القدم الإسباني ورئيسا ريال مدريد وبرشلونة، وهو ما سبب غضب الأعضاء بالنادي الكتالوني والذين أجبروا رئيسهم على الاستقالة.

وبعدها بموسم واحد فقط يقدم دي ستيفانو موسم مزري مع ريال مدريد فيتخلى عنه فريق برشلونة ويبيع حصته في اللاعب لريال مدريد، ليسطر بعدها أمجاد كبيرة رفقة الميرنجي.

الانتفاضة الكبرى

وبعد هذا الموسم خاض دى ستيفانو مشوار رائع مع ريال مدريد بين عامي 1953 و1964، حيث توج بثمانية عشر لقبا في إحدى عشرة مواسم سجل فيها 308 هدفا.

وقاد دى ستيفانو ريال مدريد في عصره الذهبي حيث ساهم في تتويج الفريق الملكي بخمسة ألقاب لبطولة دوري أبطال أوروبا بشكل متتالي وهو الرقم الذي لم يكسره أي فريق حتى الآن.

كأس العالم يرفض دي ستيفانو

على الرغم من مسيرته المميزة على مستوى الأندية إلا أن النحس ظل يطارده على المستوى الدولي.

في عام 1950 في البطولة التي أقيمت في البرازيل، وكانت فرصته الأولى للمشاركة في المونديال، إلّا أن الأرجنتين رفضت المشاركة بسبب خلاف مع البرازيل وفي مونديال 1954 الذي استضافته سويسرا، انسحبت الأرجنتين مرة أخرى.

وظل دي ستيفانو مصراً على تحقيق حلمه وحصل عام 1956 على الجنسية الإسبانية ولعب 4 مباريات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958 إلا أن منتخب الماتادور فشل في التأهل.

وبنسخة عام 1962 ساهم دي ستيفانو في تأهل إسبانيا إلى المونديال لكنه تعرّض لإصابة قبل بدء البطولة حرمته اللعب، وقرر اعتزال اللعب دولياً بعد ذلك وهو الـ36 من العمر.