يقضى عقوبة 500 سنة سجن.. الشبح على مائدة مفاوضات حماس مع إسرائيل
الشبح الفلسطيني إبراهيم حامد
محمد العبادي
مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 37 يوما، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية 2425 معتقلا، ونحو 900 وفقًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، التي قالت إن عمليات الإعتقال تجري بنحو مطرد في القطاع والضفة من قبل قوات الإحتلال.
أسرى فلسطينيون
ويقبع في السجون الإسرائيلية نحو 11 ألف أسير فلسطيني بينهم نحو 70 امرأة، دون أعداد دقيقة للأطفال المعتقلين وفقًا لرئيس نادي الأسير الفلسطيني لقدورة فارس، دون بادرة لحل أزمتهم من الجانب الإسرائيلي، إلا أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، أدت إلى أسر نحو 250 إسرائيلي معظمهم من جنود جيش الإحتلال، الأمر الذي أسفر عن بدء مفاوضات لتحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل أسرى إسرائيل.
وفى الأثناء، برز اسم إبراهيم جميل حامد، الذي أطلقت عليه وسائل إعلام إسرائيلية اسماء بينها الشبح والأسطورة والرجل الأخطر، في المفاوضات التى تمارسها دولة قطر عن الأسرى الإسرائيليين، بعد طلب حماس من الجانب القطري إطلاق سراحه.
الشبح
شغل إبراهيم حامد المولود في قرية سلواد شمال شرق رام الله عام 1965م، منصب قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وطاردته قوات الإحتلال الإسرائيلي لأكثر من عشرة أعوام، قبل أن تتمكن من اعتقاله في عام 2006م، وصدر بحقه 54 حكم بالمؤبد بإجمالي أحكام تتجاوز الخسمائة عام.
وعقب اعتقاله أنتج التلفزيون الإسرائيلي فيلمًا تسجيلًا بعنوان الشبح، يروي فيه تفاصيل العمليات التي نفذها ضد الإحتلال، ومسؤوليته عن مقتل عشرات الجنود الإسرائيليين وإصابة المئات، ويروى تفاصيل اشتراك وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي التي تمكنت بعد مطاردته قرابة العشر سنوات من إعتقاله.
اتسم أسلوب إبراهيم حامد، بالقدرة على التخفي والحنكة الأمنية وممارسة العمل المقاوم، مع عجز قوات الإحتلال وعلى رأسها جهاز الأمن الإسرائيلي العام المعروف باسم »الشاباك«، الفرع الداخلي للمخابرات الإسرائيلي »الموساد«، والواحدات الخاصة بالجيش، عن ضبطه.
ويصف ضابط الشاباك، الاستجواب الذي جري بينه وبين إبراهيم حامد، بأنه كان واثقًا من نفسه، لدرجة أنه شعر أن إبراهيم حامد هو من يستجوبه، كما أنه لم يتمكن من انتزاع أي معلومة عنه.
أراه في أحلامي
وقال ضابط الشاباك جونين بن يتسحاق، المسؤول عن ملاحقة إبراهيم حامد: "كان شبحًا ماثلًا أمام ناظري، طيلة الوقت أراه في عيوني، وأراه في أحلامي، كان تركيزي وحياتي منصبين عليه، لكنه تمكن في جميع المرات من الإفلات والإختفاء عن ناظري".
في عام 2006م، تمكنت قوة مشتركة من الشاباك ووحدات الجيش الإسرائيلي الخاصة وكتيبة كاملة من المدرعات الإسرائيلية، من إعتقاله في مدينة رام الله، ووجه الاحتلال له تهمًا بتدبير عمليات استشهادية كبيرة، وجمع معلوماته فيها من تعذيب أسرى فلسطينيين في سجون الإحتلال، ونسب إليه العديد من العمليات منها: عملية شارع بن يهودا في القدس عام 2001م، التي أسفرت عن مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 180 آخرين، وعملية مقهى »مومينت« بالقدس في 2002م، وقتل فيها 11 إسرائيليا وأصيب 65، وعملية »الجامعة العبرية« بالقدس عام 2002م، وقتل فيها 9 إسرائيليين وأصيب مائة آخرين، وأدانه الإحتلال بتهمة قتل 46 إسرائيليا وإصابة 400 آخرين، وحكم عليه بـ 54 حكما بالمؤبد المشدد بعدد سنوات يتجاوز الخمسمائة عام.
تلقى إبراهيم حامد تعليمه في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس بلدته، وانخرط في مقاومة الاحتلال في سن مبكر، وتعرض مرات عديدة للاعتقال قبل اعتقاله الأخير عام 2006.
والتحق حامد بعد حصوله على الثانوية العامة بجامعة »بيرزيت«، وحصل على بكالوريوس العلوم السّياسية، و التحق بـالماجستير لدراسة العلاقات الدولية، وعمل في مراكز للابحاث وأصدر دراسات وأبحاث عديد عن تاريخ القضية الفلسطينية، ومنذ اعتقاله في عام 2006م، ما زال الشبح الذي أرعب إسرائيل في سجون الإحتلال.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً