في ذكري وفاة ياسر عرفات
«الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ منها».. ذكرى رحيل ياسر عرفات
ياسر عرفات وجمال عبد الناصر - أرشيفية
محمد ممدوح
في مصادفة زمنية قلما تحدث، تحل اليوم ذكرى استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «أبو عمار»، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية والإسلامية بالمملكة العربية السعودية، لمناقشة تصاعد الأحداث في غزة جراء ما يفعله الكيان الصهيوني المحتل بالشعب الفلسطيني الأعزل.
ذكرى رحيل ياسر عرفات
درس ياسر عرفات بكلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك في بعثة الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه الطلابي في اتحاد الطلاب بفلسطين، وتسلم زمام رئاسة الاتحاد فيما بعد، وخدم أيضًا بالجيش المصري في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر وخدم فترة في الوحدة الفلسطينية العامة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب.
وأسس «أبو عمار» حركة فتح في بداية الخمسينات؛ لمناهضة العدوان الغاشم على فلسطين من قبل قوات الاحتلال وأصبح عام 1968 ناطقًا رسميًا باسم الحركة، والتي بدأت في حركات التحرير من أجل الأراضي العربية منذ انطلاقها.
ومن المؤكد أنه صاحب المصالحة بين القوي السياسية الفلسطينية المتنازعة في جلسة توحيد المجلس الوطني الفلسطيني، وقاد حروب على جبهات عدة ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي كانت على سبيل المثال دعم مخيمات اللاجئين الفلسطيني في لبنان، وقاد انتفاضة الحجارة التي اندلعت بفلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي بعام 1987.
الانتفاضة الثانية
وفي عام 2000 بدأت الانتفاضة الثانية، واندلعت احتجاجات وصدمات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وحاصرت القوات الإسرائيلي مقر إقامته لقيادة الانتفاضة الثانية.
وقاد الراحل ياسر عرفات معركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكذلك قاد معركة الصمود التي فرضت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي حول بيروت لمدة 88 يومًا، قبل والتوصل إلى الاتفاق الدولي وخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة.
رمز النضال الفلسطيني
وخلال ذكرى وفاة ياسر عرفات، لم ينسى الشعب، الرمز النضالي للشعب الفلسطيني، وتذكره الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، في خطابه قائلًا: «إن الشهيد ياسر عرفات، ترك لنا إرثاً وثوابت وطنية لن نحيد عنها أبداً، فالتمسك بالأرض وعدم التفريط بحقوقنا الوطنية، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، وبقرارنا الوطني المستقل هي الأسس التي سنجسد عليها استقلال دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، فالشهيد ياسر عرفات والقادة المؤسسين عملوا على تعزيز الهوية الوطنية ووحدتنا الوطنية على أسس واضحة تدعم صمود شعبنا الفلسطيني على ارضه».
وكان خطاب الراحل ياسر عرفات أمام الأمم المتحدة، من أشهر الخطابات التي قيلت بحق القضية الفلسطينية وكانت أبزر جملة قالها أبو عمار هي: إن «الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين».
وقال في أعقاب المؤتمر، أضاف الراحل: «إن الإرهاب الصهيوني الذي ارتكب بحق الشعب الفلسطيني لإجلائه عن وطنه واقتلاعه من أرضه مدون لديكم في وثائق رسمية وزعت في الأمم المتحدة، لقد ذبح الآلاف من أبناء شعبنا في قراهم ومدنهم وأجبر عشرات الألوف تحت نار البندقية وقصف المدافع والطائرات أن يتركوا بيوتهم وما زرعوا في أرض أجدادهم، وكم من مرة أجبر فيها أبناء من شعبنا نساء وأطفال وشيوخ على الخروج من دون زاد أو ماء وأرغموا على تسلق الجبال والتيه في الصحراء».
«ثائر من أجل الحرية»
وتابع الرئيس الفلسطيني الراحل في خطابه، «إنني ثائر من أجل الحرية، وأعرف أن كثيرين من الجالسين في هذه القاعة كانوا في مثل المواقع النضالية التي أقاتل منها الآن، واستطاعوا من خلال نضالهم أن يحولوا أحلامهم إلى حقائق، إنهم شركائي في الحلم إذن، من هنا أسألهم أن نمضي في تحويل الحلم المشترك بمستقبل السلام في هذه الأرض الفلسطينية المقدسة إلى حقائق ساطعة».
وأضاف رمز القضية الفلسطينية الذي غُدر به، الراحل ياسر عرفات، خطابه أمام الأمم المتحدة قائلا: «إنني بصفتي رئيساً لمنظمة التحرير وقائداً لقوات الثورة الفلسطينية، أدعو اليهود فرداً فرداً ليعيدوا النظر في طريق الهاوية الذي تقودهم إليه الصهيونية والقيادات الإسرائيلية، وهى التي لم تقدم لهم غير النزيف الدموي الدائم والاستمرار في خوض الحروب واستخدامهم كوقود دائم لها».
وتابع في نص خطابه الأشهر: «إننا ندعوكم للخروج إلى مجال الاختيار الرحب بعيداً عن محاولات قيادتكم لغرس عقيدة المساواة وجعلها قدراً لكم، إننا نقدم لكم أكرم دعوة أن نعيش معاً في إطار السلام العادل فى فلسطيننا الديمقراطية».
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً