جحود أب.. دعوى من أختين ضد والدهما: «طردنا بعد وفاة أمى ليرضي زوجته»

قضت محكمة الأسرة بالتجمع بالحكم على أب طرد ابتنيه إحداهما قاصر، بعد وفاة والدتهما، ليتزوج أخرى، في الدعوى رقم 1720 لسنة 2023، المقدمة من الابنتين لإنفاق أبيهما عليهما بعد طردهما.
الأب الذي تحول قلبه إلى صخرة، أبو الفتاتين اللتين تبلغ الصغرى 17 عامًا، والكبرى 20 عامًا، لم يردعه واجب الأبوة، أو الخوف على الشرف، فطرد ابنتيه ليان وبسملة، بعد وفاة والدتهما مباشرة ليتركهما في حالة حزن شديد بسبب وفاة أمهما الصادمة، واسودت في وجههما الدنيا بعد أن انقطع مصدر الحنان والنور بوفاة والدتهما، التي كانت لهما مصدرًا لتهوين شدائد الحياة وقسوة الأب عليهما.
ظلا هكذا لفترة من الوقت أملاً أن تتغير حياتهما، ويستطيعان تجاوز هذه المحنة العصيبة التي قصمت ظهريهما، لا يستطيعان أن يكملا الحياة بدون والدتهما، تتمنيان أن لو كان نهايتهما قبل رحيل والدتهما، قبل أن تنطفئ حياتهما، الأمر يزداد سواء عندما تغيرت معاملة والدهما لهم بعد وفاة والدتهما، لم يشعرا بالأمان للحظة قط منذ ذلك الوقت الذي توقف عنده الزمن.  
لتتفاجأ الصغيرتان بأن والدهما يريد أن يتزوج بعد وفاة والدتهما بأيام، الأمر الذي زادهما حزناً وألما وصعوبة في تجاوز ذلك الأمر، أصبحت حياتهما كالعلقم تتمنيان  عدم مجيئهما إلى الدنيا، حياتهما التي كانت كلها مرح ولعب ومتعة ، أصبحت جفاء مظلمة بعد وفاة والدتهم، ظلاً يطلبان من والدهما، ألا يفعل هذه ولكنه لم يسمع إليهما وتزوج بالمرأة، التي حن إليها قلبه.
ليتزوج الرجل في منزلهما لا يتخيلان أن امرأة غريبة ستحل مكان والدتهما في البيت، لتزداد الأوضاع سوءً أكثر فأكثر،  وطردهما والدهما من المنزل، ليرضي زوجته الجديدة لتصبح الصغيرتان في حيرة من أمرهما، وذهبا ليرفعا دعوى نفقة على والدهم الذي تركهم دون ظهر أو سند في مهب الريح، يواجهان الحياة والذئاب البشرية وحدهما، رغم صغر سنهما الصغير، دون أخ أو سند في الحياة.
وقالت المحامية نهى الجندى في تصريحات خاصة لـ"الجمهور"، إنها ظلت تساند موكلتيها، اللتان لجأن لأحد أفراد أقارب والدتهن للعيش معه، بعد أن طردهما والدهما من المنزل، وكانا يمران بظروف صعبة حتى قضت محكمة أسرة التجمع في الدعوى رقم 1720 بنفقة 6000 جنيه.