الكتيبة 8200 سر القتال بدون سلاح .. «آذان إسرائيل التي تسمع "
كتيبة 8200
أيمن عبدالمنعم
ليس بالضروري أن تقاتل الجيوش باستخدام الأسلحة النارية أو المسيرات أو الزوارق، فأحيانًا يمكن للحروب أن تدار باستخدام أجهزة كمبيوتر ذات كفاءة مرتفعة، وشباب يجندون من أجل تنفيذ مهمات إلكترونية قد تسهم في تغيير مسارات الحرب.
هكذا الحال مع الكتيبة الاستخباراتية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتحديد لهيئة الاستخبارات الإسرائيلية، الكتيبة 8200 الإلكترونية، أو كما تطلق عليها قوات الاحتلال كتيبة الطرف الثالث.
نشأة كتيبة الطرف الثالث
وفقًا لإحدى الدراسات العربية التي نُشرت حول الكتيبة، والتي كانت ترصد دور الكتيبة في خدمة تكنولوجيا التجسس الإسرائيلية، فإن الكتيبة تأسست قبل نكبة 1948، أي قبل إعلان تأسيس دولة إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعقب إعلان تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، أسست قوات الاحتلال الإسرائيلي وحدة الحرب الإلكترونية داخل مدينة يافا، والتي أطلق عليها اسم شفيرة الأرنب، والتي كانت معنية بالتجسس على مكالمات الفلسطينيين.
وكان اعتماد إسرائيل على تطوير تلك الوحدة، هو الاعتماد على التطوير الداخلي، ما جعل ميزانيتها الأولى التي كانت تبلغ 15 ألف دولار عام 1950، ليست الأكبر بالنسبة لميزانيات وحدات الحروب الإلكترونية على مستوى العالم.
آذان إسرائيل التي تسمع
في سبتمبر 2010 نشرت مجلة «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية، تقريرًا بعنون «آذان إسرائيل التي تسمع»، والذي كان تقريرًا يصف يتناول منظومة التنصت الإسرائيلية، فحسبما جاء في التقرير الفرنسي، فإن الوحدة 8200 السرية تقع في منطقة هيرتزليا شمال تل أبيب، مسئولة عن استقبال معلومات تنقل لها من إحدى قواعد التنصت التابعة للكتيبة الإلكترونية الأولى في العالم، والتي تقع في صحراء النقب جنوب تل أبيب.
ووفق التقرير، فإن الكتيبة تدير تلك الوحدة التي تعد الوحدة الأكبر في العالم، والتي تستطيع مراقبة المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني، ليس داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط، بل في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، كاملة، ما جعلها الكتيبة الإلكترونية الأكبر في العالم.
فشل في توقع الحرب
وخلال تقرير نشرته سكاي نيوز، صرح مدير الاستراتيجيات بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية وليام ألبيركي، أن الوحدة الاستخباراتية 8200 على وجه الخصوص والاستخبارات الإسرائيلية بصفة عامة، فشلوا فشلًا ذريعًا في التنبؤ بهجمات السابع من أكتوبر، مضيفًا، أنه على الرغم من قوت تلك الوحدات الهائلة، إلا أنها تثبت أنه لا يوجد نظام كامل بنسبة 100%، وأن كافة الأجهزة مهما بلغت قوتها قد تقابل مصيرها بالإخفاق والفشل، إلا أن التقرير لم يتوقف عن وصف ما حدث بفشل واسع للجهاز العسكري الإسرائيلي كاملًا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً