هل يعادى العرب أنفسهم؟.. تعرف على مصطلح معاداة «السامية»
الحضارات السامية
أيمن عبدالمنعم
يلجأ اليهود حول العالم، إلى استعمال مصطلح «معاداة السامية»، ضد من يناهضوهم، واستطاعوا تعميم هذا المصطلح، حتى صار مدانا ومستهجنا من المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت يمارسون كل أشكال العنف والعدوان على الشعب الفلسطيني الشقيق، ولا رحمة لمن يقف أمامهم حتى الأطفال، وهذا واضحا بقوة الآن فيما يشهده قطاع غزة المحاصر.
وربما صادف الكثير منا قراءة أو سماع هذا مصطلح “معاداة السامية”، إلا أن الكثير أيضا يجهل معنى مصطلح السامية، والمراد الحقيقي للمصطلح، والمرة الأولى التي ظهر خلالها هذا مصطلح للتي تُرتكب باسمه أبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية.
مصطلح «معاداة السامية»
ظهر الاستخدام الأول لمصطلح معاداة السامية، في أعقاب القرن الـ 19، في ظل تعرض اليهود في أوروبا الوسطى إلى موجات من الاضطهاد الواسعة، ليلجأ الباحث والصحفي الألماني لاستخدام مصطلح معاداة السامية، أو اللاسامية عام 1879، للإشارة إلى البغض الذي يتعرض له اليهود من قل الاتجاهات السياسية التحريرية التي كانت تعتمد على الليبرالية في توجهها السياسي الرئيسي.
وزاد انتشار مصطلح معادة السامية في ظل الحرب العالمية الثانية، ومع ازدياد الاضطهاد النازي للشعب اليهودي في الدول التي استطاع اجتياحها داخل أوروبا، لجأ العالم مرة أخرى إلى استخدام ذلك المصطلح، خاصًة، بعد أن استخدم هتلر أساليب كثيرة ضد اليهود، مثل حرمانهم من بعض الخدمات الأساسية وتهجيرهم وقتلهم.
هل يعادي العرب أنفسهم
ومع التوسع اليهودي في استخدام ذلك المصطلح، خاصًة، ضد دول المنطقة العربية، زاد التساؤل حول إمكانية أن يعادي العرب أنفسهم، فمصطلح «السامية»، ليسًا حكرًا على اليهود بأعينهم بل، إن هناك العديد من الشعوب الباقية أو التي زالت يمكن أن يُطلق عليها لفظ الشعب السامي، ما يعني أن محاولة الاختلاف معهم تكون معاداة للسامية إن استخدم العالم نفس المنطق الذي اتبعه اليهود تجاه الشعوب المخالفة لهم.
ويقصد بمصطلح السامية كافة الشعوب التي تستخدم في لغتها الأم لغات سامية، مثل الشعوب العربية والعبرية والسريانية والفينيقية والآشورية، ما يجعل لفظ السامية ليس حكرًا على الشعب العبراني بعينه، وأنه في حالة اتهام العرب بمعاداة السامية، يعني أن العرب يعادون أنفسهم وليس اليهود فحسب.
إلا أنه في منتصف القرن التاسع عشر، ارتكز المصطلح على معاداة اليهود بشكل مستقل، مع حذف كافة الشعوب الأخرى التي تندرج تحت مصطلح الشعوب السامية، من ذلك اللفظ، لترتكز القوانين والمقالات والتحقيقات وغيرها من المواد المختلفة، على وضع اليهود كالشعب السامي الوحيد في العالم، وأن معاداتهم تُعد معاداة للديمقراطية بصفة عامة، حتى وإن تجاوزت أفعالهم حدود استيعاب العقل الإنساني، مثل ما حدث من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب غزة عقب عملية طوفان الأقصى، والتي دفعت العديد من الناس إلى الخروج في مسيرات على مستوى العالم تندد بتلك الأعمال، ليلقوا اتهامات من قبل غالبية الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بمعاداة «السامية».
القانون الأمريكي لتعقب معاداة السامية عالميًا
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية، في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، قانونًا لتعقب معاداة السامية عالميًا، الذي أقره الكونجرس الأمريكي عام 2004، نتيجة التقرير المقدم حول أفعال معاداة السامية في العالم، والذي نصت حيثياته على ازدياد منظمات معاداة السامية اليهودية بشكل ملحوظ ومضطرد في كافة أنحاء العالم.
واعتبر الكونجرس الأمريكي التصريحات التي صدرت عن رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، حول قيام اليهود بإدارة زمام أمور العالم أحد اشكال معاداة السامية في العالم.
ولم يتوقف الأمر عند حد التصريحات السياسية من قبل سياسي ماليزي، بل رأي الكونجرس الأمريكي مسلسل فارس بلا جواد الذي عُرض عبر شاشة التليفزيون المصري للمرة الأولى في نوفمبر 2002، أحد اشكال معاداة السامية، والتي اعتبره الكونجرس يرتكز في الأساس على النظريات المرتكزة على مؤامرة بروتوكولات حكماء صهيون، التي كانت القاعدة الأساسية التي استعملها أودلف هتلر في عملياته خلال الحرب العالمية الثانية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً