أصالة تاريخ وحضارة.. شكل الزي الفلسطيني قبل الاحتلال الإسرائيلي
الزي الفلسطيني
أسماء أبو شادي
منذ الأزل، وفلسطين مهد الحضارة الدينية، وتعد من أغنى دول الشرق الأوسط، تشتهر بالعديد من الآثار السياحية والتاريخية، ولعلها من أكثر الدول قدسية في العالم بأسره؛ إذا كان المسجد الأقصي مقصد إسراء النبي من مكة إلى الأرض المباركة.
ولا ننسى الأثواب الفلسطينية، فإنها تحظى باهتمام متزايد لدى العالم، ونساء فلسطينيات، وحتى الأجنبيات وتجار إسرائيل، حيث يزداد الطلب على المطرزات التي تعود إلى زمن الكنعانيين.
الزي الشعبي الفلسطيني
يعتبر الزي الشعبي الفلسطيني جزءاً مماثلًا من الزي الشعبي لبلاد الشام، فالزي هنا مشابه لبقية المناطق الشامية، ولكن الاختلافات في طريقة التطريز أو الألوان بالنسبة للزي النسائي، ويشكل التراث الفلسطيني نتاج حضاري عبر آلاف السنين، وهو نتاج السنين وتعب الجدات والأمهات منذ أيام الكنعانيين. وخلال السنوات الماضية، أدخلت تعديلات كثيرة على عالم التطريز الفلسطيني، وتم صنع عشرات القطع الحديثة المطرزة لتناسب مختلف الأذواق، ولم يعد الأمر يقتصر على الأثواب فقط.
علاقة التنوع الجغرافي بالتراث الفلسطيني
يتنوع التراث الفلسطيني طبقاً للتنوع الجغرافي، فنجده في المناطق الجبلية مختلفًا عن المناطق الساحلية وفي الصحراوية، فكل منطقة تمتاز بتراث وعادات خاصة بها، تميزها عن غيرها.
كما تعبر كل منطقة عن ثوب معين بها، فعلى سبيل المثال، نجد منطقة الساحل يمتاز ثوبها بخليط إغريقي ويوناني وساحلي، بينما يخلو الثوب الجبلي من أنواع التطريز، وذلك بسبب اشتغال النساء في مجال الزراعة، وعدم توافر وقت لهن للقيام بعمليات التطريز.
بينما يمتاز ثوب منطقة بئر السبع ووسط فلسطين بغزارة التطريز، بسبب توفر الوقت لهن، ويضفي علي بيت لحم، الثوب من النوع الفلاحة البسيطة، والذي يحتوي علي قبطة على الصدر، يطلق عليها التلحيمة أو القصبة، أما جوانبه فتسمي بالبناديق، والتي عادة ما تكون علي شكل مثلث، ويغلب عليهما رسومات المشربية والساعة، إضافة إلى الأكمام الواسعة المطرزة، والتي تُصنع من نوع قماش يسمى بالمخمل ومطرز بخيوط الحرير والقصب، وهذا الزي كانت تتزين به العروس في حفل زفافها.
أما ملابس بلدة نابلس، فتكون شبيهة بلباس دمشق، وقد يكون بسبب الطبيعة المدنية وعلاقتها التجارية يدمشق وحلب، فكانت النساء يرتدن عباءة لونها سوداء طويلة، مغطاة بملاية تغطي وجوهن، ويعد هذا سبب تسمية نابلس بدمشق الصغري.
وكان الثوب في نابلس، غني بالعديد من الألوان والتطريز، فعلي سبيل المثال، نجد نوع من الثوي يطلق عليه، اسم “رفيديا”، وله أهمية بالغة، وذلك لأن مادته مصنوعة من خيوط الكتان والحرير، الذي يعود تاريخه إلي عام 1930.
الزي الفلسطيني بالألوان
يمتاز الثوب نابلس بخطوطه الحمراء والخضراء، إلى جانب الربطة الخضراء مع الشال المميز لمنطقة شمال نابلس. أما بالنسبة لمناطق شمال الضفة الغربية وبالأخص منطقة جنين، فتمتاز ببساطة ثوبها الأبيض المقلم طوليا بعدة ألوان، ويعود هذا لعمل المرأة الفلسطينية في مجال الزراعة بالريف الفلسطيني منذ زمن بعيد.
بينما يمتاز ثوب الصحراء النقب في جنوب البلاد، فنجد أن الثوب يغلب عليها اللون الأحمر ، فالثوب يغلب عليه اللون الأحمر هو للعروس الفلسطينية واللون الأزرق للأرملة، أما التى تتزوج للمرة الثانية فتطرز إلى جانب اللون الأحمر الأزهار وبعض الصور.
أما ثوب القدس، فيمتاز بأنه أكثر ثوب يمتاز بوجود أثر لكل العصور التي مرت على القدس فعلى الصدر توجد قبة ملكات الكنعانيين وعلي الجوانب تظهر طريقة التصليب منذ أيام الحكم الصليبي، كما يظهر الهلال والآيات القرآنية كدليل علي عودة القدس للحكم الإسلامي العربي. وبشكل عام فإن آثار النكبة تظهر علي الثوب الفلسطيني، إذ يظهر الحزن والحنين من خلال الألوان، من خلال اختفاء الألوان الزاهية مشيرة إلى أن ظهور تطريز الماكينة دليل على عدم اهتمام النساء بالتطريز وعلى الوضع الاقتصادي السيئ.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً