«ايه اللى لم الشامي على المغربي».. علاقة هذا المثل بفلسطين
حارة المغاربة في القدس
أسماء أبو شادى
«ايه اللى لم الشامي على المغربي».. يستخدم هذا المثل في بلاد الشام لتشبيه البعد بين شخصين غريبين، ولكن الحقيقة أن الشامي والمغربي كانا قريبين، ولطالما كان المغاربة أنفسهم حاضرين في فلسطين، كانت القدس قبلة المغاربة القادمين إلي المشرق لفريضة الحج أو طلب العلم، فزاروها واستقروا فيها، لكن ما علاقة الشامي والمغربي بالقضية الفلسطينية؟
المغاربة في فلسطين
كانت القدس عبر التاريخ مقصدا للمغاربة، فالحجاج المغاربة كانوا عندما ينتهون من مناسك الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يهرعون إلى المسجد الأقصى ويقيمون فيه، ومن جهة أخرى اجتذبت مدينة القدس أهل العلم من المغاربة، فضلا عن اختيار المجاهدين للمشاركة في الحروب ضد الصلبيين.
ودائما كان المغاربة يزورون بيت المقدس قبل الاحتلال الفرنجي للقدس عام 1099، وتزايدت أعداد المغاربة بعد رد القدس من الاحتلال الفرنجي، وقد شارك العديد من المغاربة في الجهاد ضد الفرنجة، وكان لهم دور بارز في كسر الفرنجة وفتح بيت المقدس، وعندما طلب الناصر صلاح الدين الأيوبي العون من سلطان المغرب “يعقوب المنصور”، وتزويده بأساطيل بحرية، فجهز أسطول بحري للمساعدة الجيش الإسلامي.
وسمح الناصر صلاح الدين الأيوبي للعديد من المغاربة بأن يقيموا في فلسطين، وذلك بعد انتصار المسلمين في معركتي حطين وفتح بيت المقدس على الفرنجة، وخلال السنوات العشر الأخيرة أثناء الانتداب البريطاني، قام الكيان الصهيوني بعدة محاولة للاستيلاء على الحائط وعلى منطقة حارة المغاربة، وبعد نكبة سنة 1948، غادر العديد من المغاربة إلى سوريا ولبنان.
بعد ذلك قام الاحتلال الصهيوني بتدمير حارة المغاربة في القدس بأكملها، وحولتها إلي ساحة سميتها “ساحة المبكي”، لأداء شعار الحجاج من اليهود، وأدي ذلك إلى تشرد السكان الفلسطينيين ذات أصول مغربية، وما زال عدد كبير من أحفاد الفلسطينيين المغاربة يقيمون في القدس الشرقية وبالضفة الغربية وقطاع غزة.
لعب الفلسطينيون من أصول مغربية دورا بارزا فى الحركة الوطنية الفلسطينية قبل النكبة، وبعد حرب 1967 بدأ الاحتلال بمهاجمة الحي وهجر سكانه الذين وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف وهدمه نهائيا ولكن فلسطين وحارتها بقيت حاضرة في الذاكرة المغاربية إلى يومنا هذا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً