الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:30 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«حرمني من أغلى شيء في الحياة»… سيدة تبكي من زوجها أمام المحكمة

محكمة الأسرة - أرشيفية

محكمة الأسرة - أرشيفية

محمد البدري

A A

«فريا مقلد» كأي أنثى تحلم أن تحمل أطفالها في أحشائها، تتمنى أن تدفع عربة صغيرة تحمل قطعة منها، تفكر كأي أم أن تجمع ألعاب أطفالها وليس لهم من محال، تريد أن تنزل السوق لتبتاع المشتريات التي يريدها أطفالها، تتمنى أن تشقى في عمل وتجهيز الأطعمة لزوجها وأطفالها الصغار، تريد أن تتردد على طبيب النساء والتوليد، وأن تتابع معه مرات ومرات تصطحب زوجها تارة ووالدتها تارة أخرى، تريد أن تستيقظ من أحلى لحظات نومها، على صياح صغيرها، ترتوي من أنفاسه العزباء. 

تريد أن تشعر كغيرها من السيدات التي يحملنها أزواجهن من على الأرض، وأن ترى البهجة ترسم على زوجها وحبيبها، وأن تتلعثم كلماته وتتخبط حركاته وهو يقفز من الفرحة هنا وهناك، عندما يسمع من زوجته ورفيقة دربه أنه تحمل ولي العهد بين أحشائها، تريد أن تتدلل عليه، أن يقف هو ويجهز لها الفطار ابتهاجا لما سمعه من شفتيها. 

الأمومة حلم ظل يطارد فريا لشهور وشهور، فقد مر عام على زواجها بقاسم محمد الذي يعمل طبيبًا بشريًا بأحد المستشفيات، تريد أن تتباهى ببطنها البارزة عن جسمها المتناسق ليبارك لها الغريب والقريب على حملها، حلم لم يفارق خيالها، لم تجف دموع عينيها ولا لمرة، ترى حلمها عندما تنزل إلى الشارع، تراه كلما شهدت عيناها أطفالا صغارا يمرحون في أي مكان تذهب إليه. 

بالها لم يفارقه هم الحياة، لطالما ما تمنت أن تعيش وهي تدلل صغارها، تتابع مع مختلف الأطباء في بنها وفي القاهرة وحتى الجيزة، الكل يقول لها أنها سليمة لا مانع عندها من الخلفة، الأمر الذي زادها حيرة في أمرها، ليطلب منها آخر طبيب زارته لتتأكد من خلوها من الأمراض التي تعيقها من أن تنجب، وطلب أن يعمل بعض الفحوصات الطبية لزوجها، والذي لم يبال وذهب معها، لتكتشف من الفحوصات أنه يمتنع من الخلفة، وأنه يتناول ما يمنعه عن ذلك. 
الأمر الذي نزل على قلبها كالصاعقة، وأنها لم تصدق أن حبيبها وزوجها، وسندها في الحياة، لا يريد أن ينجب منها، بعد كل هذه العشرة التي استمرت لمدة عامين، من الحب والحنان والرأفة، كل اللحظات الدافئة، التي شعرت بها بقربك هل هي حقيقية أم خيالية، تلك الأمور التي تجوب بخاطر المسكينة، والدموع تنهمر من عينيها على وسادتها التي أصبحت خالية، فمع انطلاق أو ضوء من شعاع صباح اليوم التالي حسمت المسكينة قرارها، ولململت ملابسها وذكرياتها الموجودة بين جدران منزلها، وذهبت إلى منزل أهلها، وقررت رفع دعوى طلاق للضرر من رفيقها الذي خيب آمالها.

وقالت نهى الجندي موكلة فريا، إنها شعرت بالضيق تجاه أمر موكلتها، فهي سيدة مثلها وأم أرادت مساعدتها على أن تحيا كغيرها من السيدات، تريد أن تعيش كغيرها من النساء لا ينقصها شيء مهم كهذه فهي زينة الحياة، وبذلت ما في وسعها  لمساندة موكلتها حتى قضت محكمة أسرة بنها بقبول الدعوى رقم  1293 بطلاق فريا مقلد من زوجها قاسم محمد. 

search