لهذه الأسباب.. حياة كريمة مبادرة من ذهب

مبادرة وطنية مصرية خالصة، أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي 2 من يناير عام 2019، التي جاءت عقب طرح بعض الشباب المتطوعين المصريين تلك الفكرة، خلال أعمال المؤتمر الوطني السابع للشباب، لتكون حجر أساس المؤسسة التي أُطلقت في أكتوبر من نفس العام.

وخلال الأربع سنوات الماضية، كانت مبادرة حياة كريمة، تعد منارة الشباب الأولى للمشاركة في العمل التطوعي التنموي، الذي يسهمون من خلالها في تكريم وتنمية الإنسان المصري، ومحاولة الوصول إلى ذروة الحفاظ على كرامته وحق في اكتساب «حياة كريمة».

المشروع القومي لتطوير الريف المصري

الريف والصعيد المصري، الذي تعايش خلال العقود السابقة مع مصيره من الإهمال والنسيان، ما جعل تلك المناطق هي أيقونة الفقر في مصر، بل لا نبالغ إذ قلنا إن ذلك النسيان، وصل إلى مرحلة نسيان الخدمات الأساسية كالصحة والمياه النظيفة والكهرباء وتراجع البنية التحتية، بل وصل الأمر إلى استمرار العيش في منازل طينية وخشبية بدائية وكأن تلك المناطق مازالت في العقود الأولى من القرن السابق.

إلا أن مبادرة حياة كريمة جعلت من المشروع القومي لتطوير الريف المصري، هو الدافع الأول للقضاء على كافة أشكال التخلف والفقر في الريف المصري، من خلال استهداف 4741 قرية مصرية في 26 محافظة، يسكنها ما يقرب من 18 مليون نسمة.

وانقسم تنفيذ المشروع إلى 3 مراحل، الأولى والتي تستهدف تطوير القرى ذات نسب الفقر التي تجاوزت الـ 70%، أما المرحلة الثانية تستهدف القرى التي تتجاوز نسب الفقر فيها من 50% إلى 70%، أما المرحلة الثالثة التي تقل فيها نسبة الفقر عن 50%.

ويشمل تطوير القرى المصرية كافة الجوانب، الصحية والتعليمية وتطوير البنية التحتية والمرافق الأساسية، إلى جانب إقامة الندوات التوعوية.

مبادرة حياة كريمة «الخضراء»

ولا سبيل لتطوير الإنسان المصري دون محاولة الارتقاء بالبيئة التي يعيش فيها، ويتعايش معها، ويختلط بها.

ما جعل المبادرة «حياة كريمة»، تسير مع الركب العالمي لمحاولة التوصل لحلول لمشاكل البيئة والاهتمام بسلامتها، لتتبنى المبادرة المصرية، عدة مشروعات من شأنها الحفاظ على البيئة في مصر، والوصول إلى بيئة تتوافق مع الأهداف العالمية التي تسعي للتحول إلى عالم أخضر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

فنفذت المبادرة العديد من المشروعات التي تهدف في الأساس إلى تحسين جودة البيئة، والتي كان من أهمها، إنشاء وتطوير محطات مياه الشرب ومحطات المعالجة الثلاثية للصرف الصحي، إلى جانب توفير مصادر دخل مستدامة ومتكاملة للأسر الأكثر احتياجًا تحقق الاستدامة الكاملة والدخل المناسب للأسرة المصري، تبطين الترع المصرية، بالإضافة إلى إنارة الشوارع والهيئات الحكومية بالطاقة الشمسية والألياف البصرية، وتزويد المنازل بخطوط الغاز الطبيعي، وتطوير المباني في القرى المستهدفة والهيئات الحكومية بمعايير المباني الخضراء، والتوسع في عملية الزراعة العضوية التي لا تؤثر على البيئة بالسلب.

مبادرة «من إنسان لإنسان»

ولم تكن مبادرة حياة كريمة لتغض بصرها عن الأحداث الجارية في فلسطين، من عمليات تصعيد عسكري غاشمة على سكان قطاع غزة الأبرياء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تسببت بدورها في تدهور واضح في الأحوال الإنسانية في القطاع.

لتطلق مبادرة حياة كريمة، مبادرة «من إنسان لإنسان»، والتي تعد مبادرة جديدة من مبادرات المؤسسة لدعم الشعب الفلسطيني في محنته التي يمر بها، حيث تركز المبادرة على إشراك الأطفال وطلاب المدارس والجامعات المصرية في تجهيز المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمساهمة في تقوية القضية الفلسطينية في نفوس أبناء مصر، وإعلاء روح المشاركة والتطوع لدى الأجيال المصرية.

جزء من كل

ولعل ما ذكرناه خلال التقرير من إنجازات مؤسسة حياة كريمة على أرض الواقع، ما هى إلا جزء صغير من مجموعة كبيرة من المبادرات التي أطلقتها المؤسسة بهدف تطوير وتكريم الإنسان المصري، بل وأيضًا دعم كافة الأشقاء حين الحاجة، ليتأكد لنا أن مبادرة حياة كريمة «مبادرة من ذهب».