حماس تصر على تعميق الانقسام وعرقلة دور مصر في تحقيق الوحدة الفلسطينية.. وتنصلها من المعاهدات يثير الريبة
حركتي فتح وحماس
شيماء حمدالله
خاضت مصر جولات دبلوماسية عديدة من أجل تحقيق التوافق الفلسطينيي بين الفصائل المختلفة، خاصة حركتي فتح وحماس، لخدمة الشعب الفلسطيني الذي يئن تحت وطأة الاحتلال وعنصريته، ولكن بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة، وهي تتهرب من التزامتها بشأن تحقيق الوحدة، ولم تدخر جهدا في الانصياع في محاولات تسعى لإجهاض الدور المصري التاريخي في لم الشمل وإنهاء الانقسام.
ومنذ سيطرة حماس على قطاع غزة في 3016 ، وبدأت تتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور فردى وليس من خلال رؤية وطنية شاملة تجمع كل أبناء الشعب الفلسطيني، فتنصلت من الاتفاقات والمعاهدات، بل وشرعت جاهدة في الانخراط في أي عمل يعرقل الدور المصري، الذي يركز على إنهاء الانقسام وتحقيق توافق وطني يفضي لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تستطيع وضع رؤية وطنية لإنهاء الاحتلال وتحقيق متطلبات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته
ورغم كل محاولات حركة حماس فى إجهاض جهود مصر لتوحيد الصفوف الفلسطينية، إلا أن الدولة المصرية بذلت جهودا كبيرة وعقدت عشرات المؤتمرات، بين الفصائل الفلسطينية، وبذلت جهودا حثيثة لتحقيق أي تقدم، إلا أن حماس دائما ما تتنصل من أي خطوة نحو المصالحة وإنهاء الانقسام، ما أدى إلى الوصول لهذا الوضع الآن وما يفرضه من أحداث بشعة على أشقاؤنا في غزة.
وقد أثار موقف حماس من تهربها من أي اتفاق مصالحة يحقق الوحدة الوطنية، الشك والريبة لدى الكثيرين حتى من أبناء شعب فلسطين، وتصاعدت حدة اتهامها باستغلالها من الخارج لشق الصف والإجماع الوطني، وأن القرار بداخلها ليس من أعضائها بل من الخارج، فعلى الرغم من التوصل لاتفاق بين حركتى فتح وحماس فى أكتوبر 2017، برعاية مصرية، إلا أن حماس عرقلت هذه الجهود، وذلك باستهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطينى الأسبق رامى الحمد الله ومحاولة تفجيره بعبوة ناسفة، وتسببت في إهدار جهد كبير لمصر من اتصالات ومقابلات ومحاولات كثيرة استمرت لفترة طويلة.
لكن تظل مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بمسؤولية وسعي حقيقي لنصرة فلسطين المحتلة، على عكس حركة حماس "الفلسطينية" التي لم تدخر جهدا في إفشال أي عمل جاد حقيقي يوحد الفلسطينيين، فحماس تريد البقاء مسيطرة على غزة منفردة، وتحاول أن تصور للعالم أن المقاومة في غزة فقط، ولكن هذا لا يخدم القضية الفلسطينية، ويعرض غزة وأكثر من مليون ونصف فلسطيني يعيشون في القطاع للخطر، من احتلال غاشم يرتكب مجازر بشعة في بحثه عن أعضاء الحركة داخل غزة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً