الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:12 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

قوى تستهدف الظهور وراء الحركة للضغط على الجوار

فشل المصالحة حول فلسطين من قضية إلى ورقة بيد حماس لرفع الراية من غزة

القدس

القدس

محمد الأزهري

A A

لم تعد فلسطين هي الأقصى والقدس، وليس فيها الضفة الغربية، ولا تذكر فيها نهر الأردن، أو بحيرة طبرية، أو عكا وحيفا، ولا تتحدث عن رام الله، الآن البث المباشر بات من غزة، وفلسطين هي غزة، والجرح في غزة والبطولة فيها.. هذا هو تطور الوضع على الأرض، بعد إفشال المصالحة الفلسطينية، وتحول القطاع من جزء يتبع السلطة الفلسطينية وما تحويه من مقاومة وحركات تحرر، أمسكت حركة حماس الوليدة قبل أقل من 3 عقود براية فلسطين، ونزعت عنها كل الصفات، وبات الهتاف لغزة وسلطة غزة الجبرية، وسقطت الوحدة الفلسطينية.

حماس ليست حركة تتحرك في مساحة الداخل بقدر كونها امتدادا لقوى الدعم الخارجي التي صنعت ورقت الضغط، التي تجني ثمار الانقسام بأنانية زعماء يرفضون لملمة الدولة المتجزئة أرضها بالاحتلال وسلطتها بحماس، والمتعمق خلافها شريطة الزعامة من القطاع التابع، والذي يلعب وحده فإذا ما سقط ستباد فلسطين.

غزة قزمة أمام إسرائيل وسقوطها كارثة والأولى توسيع المقاومة مع الضفة

وحدة المقاومة لن تأتي برفض المشاركة الوطنية، والتي كادت تتحقق في مصالحة حكومة الوحدة الوطنية التي هندستها القاهرة في 2011 لتوحيد السلطة وإعلان قيام الدولة جعل من غزة هدف سهل تنال منه إسرائيل بسهولة، فلو تحققت المصالحة لكان من الطبيعي توحيد البندقية الفلسطينية في صدر العدو، بدلا من توجيهها في صدر رئيس حكومة “الحمد الله” في 2017.

وتصر حماس على إبعاد القوى الوطنية المقاومة التي علمتها المقاومة، وحمت أسرا أنجبت مقاومي حماس، فمنظمة التحرير الفلسطينية أبو المقاومة، وحركة فتح ربيبتها وحماس ولد عق هذه القوى والحركات الوطنية ومارس الدعاية السوداء ضدها، وخلع عنها رداء الوطنية، وحول فلسطين لغزة وحدها، بلا مقدسات ولا مسرى ولا قدس ولا أقصى مع مكانتها، كتراب وطني إلا أن غزة باتت هي القضية الفلسطينية ومن هناك خونة وما هناك لا يذكره أحد.

القضية الغزاوية أولى من القضية الفلسطينية

نجاة غزة من المؤامرات الإسرائيلية هدف منشود، وقيام فلسطين أمر واجب، والعودة إلى رفع راية القضية الفلسطينية فرض عين، والبناء على القاعدة الفلسطينية أولى من الحديث عن القضية الغزاوية المخترعة من قبل قوى صناعة أوراق الضغط، والتي تريد دورا في محيطها على حساب الآخرين وممارسة الابتزاز السياسي على حساب القضايا.

التهام إسرائيل لغزة لقمة سائغة يعني تصفية القضية الفلسطينية، فبعد معاناة إسرائيل من ضغط وشد الأطراف وتطويق المحتل من غزة والضفة معا، الآن إسرائيل تنفرد بغزة، الرافض سلطتها مسار المصالحة الذي رعته مصر، وعلى مصر أن تخضع لابتزاز سلطة غزة العاصية والعاقة للجوار، والمطيعة لأطراف أخرى تأمر بالدعم السخي، رغم إن الحل لن يكون إلا من القاهرة مثل المساعدات والعلاج وشبكات الاتصال، ولن يكون إلا مع الضفة تحت سلطة تشتت الاحتلال من قلبه وتعيد توازن القوى وتتمدد إلى الداخل بدلا من الطرد إلى الخارج.

search