مصر تلملم البيت الفلسطيني لقيام دولة موحدة..
حماس حجر عثرة في طريق المصالحة الفلسطينية وتعطيل وحدة الصف في مواجهة إسرائيل
فلسطين
محمد الأزهري
تعيش فلسطين أزمة حقيقية وسط احتلال بدأ في النكبة عام 1948، تتعمق معاناته وسط احتلال سلطة داخل احتلال دولة، فإسرائيل محتل للدولة التي تتجزأ بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبينما تعد السلطة الفلسطينية هي رأس فلسطين، تفرض حماس احتكار السلطة في قطاع غزة، وتستولي على إدارة الأمور، فيما يشبه احتلال داخل الاحتلال، رفضا للاندماج مع القطاع، ووسط محاولات التسوية الفلسطينية الفلسطينية تواصل حماس تقطيع أوصال وطن محتل لم يعلن قيام دولة فلسطينية حتى الآن، وينتقل الوطن من ضعف الإحتلال، إلى ضعف الإنقسام، إلى فشل قيام الدولة الفلسطينية، لتواصل إسرائيل العربدة في فلسطين والتهامها قطعة قطعة.
رآية حماس أولى من فلسطين
لم تقف حماس موقفاً إيجابياً من توحيد الصف الفلسطيني لمواصلة نضال تحرير الوطن، أو إعلان قيام الدولة الفلسطينية، بل عملت على إفشال المصالحة مع حركة فتح التي هي أساس المقاومة والحاضنة الرئيسية لحركات المقاومة في فلسطين، وواصلت حماس تقويض الحلول والتسويات الفلسطينية، ولا سيما مطالبات مصرية ووساطات للمصالحة التي كادت أن تنجح وخاصة بعد اتفاق تسوية استضافته القاهرة، فمبدأ حماس هو رفع راية الجماعة أفضل من رفع راية فلسطين.
وحيال المعاناة الفلسطينية، ومطالبات الشارع الفلسطيني للفرقاء بلملمة الوطن، ووقف الصدام، واصلت حماس سلوكها الفردي فى التعامل مع القضايا الوطنية، وتصدير الأزمات، وضرب المصالحة التي رعتها مصر في مقتل، بحثا عن تصدر المشهد والزعامة، وتحقيق مصالح القيادات الذي يرغبون في قيادة زمام أمور البلاد بقوة الأمر الواقع وفرض ذواتهم على الفلسطينيين.
حكومة وحدة وطنية رفضتها حماس ضمنياً
الهدف الذي بذلت مصر جهودا لأجله هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، والعمل تحت رآية واحدة، والانتقال إلى مرحلة إعلان قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967، وهو المشروع الذي بات متعثرا أكثر من تعثر تحرير فلسطين، ومؤخرا وقف القصف الإسرائيل على غزة التي تسيطر عليها حماس وتنزف يوميا دون أي مجيب.
ففي 2011 نجحت مصر في توحيد الرؤى وتحقيق مصالحة فلسطينية يتحمل الشعب الفلسطيني مسئولية الدفاع عن أرضه ويعلن قيام دولته الفلسطينية، إلا أن المساعي الأنانية التي تبنتها حركة حماس لإفشال المصالحة استمرت، رغبة في الإمساك بزمام السلطة في غزة، واستمرار تصدير الأزمات، والإصرار على إحراج دول الجوار والمزايدة عليها.
التمويل الخارجي كلمة السر في إفشال المصالحة
ولعب التمويل الخارجي للحركة دورا كبيرا في غلق باب التسويات وتحقيق المصالحة، كون أن المورد المالي السخي سيتوقف، وتصدر المشهد سيتلاشى، واللعب على وتر المظلومية بإتجاه القاهرة سيختفي، وإثارة الأزمات مع دول الجوار بدلا من توجيه البندقية الفلسطينية إلى فلسطين لن يحدث، ورفع راية فلسطين من غزة هو الهدف، فزعامة غزة على فلسطين أهم عندهم من رفع راية فلسطين.
توحيد البندقية الفلسطينية في وجه الاحتلال ليس الهدف
حولت حماس بندقيتها من صدر الاحتلال إلى صدر رامي الحمد الله رئيس حكومة الوحدة الوطنية وأول رئيس وزراء للمصالحة التي أجهضتها حماس، وتعرض للاستهداف في 2017، حيث نجى موكبه بأعجوبة من الاستهداف لتواصل حماس تجزءة فلسطين، وتحويل غزة إلى فلسطين تهتف لها الجماعات الزميلة والمتحالفة ولم يعد القدس هو الراية الأساسية.
مصادر التمويل حولت غزة من جزء فلسطيني إلى وطن يتخطى مكانة القدس
وتصر حماس على تنفيذ برنامج التمويل كامل بتحول فلسطين من قضية إلى ورقة ضغط على العرب أكثر من الضغط على إسرائيل، فضلا عن مقاومة المحتل، فباتت غزة هي شعار “الهتيفة”، وعلى استمرار الضرب في البيت الفلسطيني فضلا عن العربي، وجر دول الجوار في مآسي رغبة في سير دول خلف جماعة، وكسر شوكة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وإخفائها مع علو صوت القادم الجديد المتمثل في حماس، فبمحاولات صعود قوى صعدت حركات، وصنعت أزمات، ويتطلب من الجوار التوحد للمحاربة، وفلسطين الإنقسام والمطالبة.. المطالبة بحمل القضية حملا عن أصحاب الوطن المجزئين.
إسرائيل لن تتمنى أكثر مما أحدثته حماس بإفشال المصالحة
قسمت حماس ظهر الوطن بتقسيمه سلطويا، ونزع وشاح الوطنية عمن علموها المقاومة (السلطة - منظمة التحرير - فتح) وأعطت إسرائيل مساحة تمدد وهي التي قسمت الوطن وجزئته إلى قسمين، وتواصل حماس سيناريو البطولة القائم على إبعاد القوى الوطنية، ورفض الانضمام معا في حكومة وحدة وطنية، ورفض مساعي مصر، وفقط مطالبتها بالتدخل وقت الأزمة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً