مصر تفتح معبر رفح وتسمح بخروج المرضى والفلسطينيين المجنسين من غزة
فلسطين
محمد الأزهري
كعادتها، وانطلاقا من موقفها الثابت تجاه الأشقاء، نجحت القاهرة في تخفيف الضغط نسبيا عن غزة، ضمن مساعي التسوية ووقف إطلاق النار الذي تنتهجه إسرائيل، ففي صباح اليوم الأربعاء حدثت انفراجه وذلك بخروج المرضى والمصابين والفلسطينيين المجنسين بجنسيات أخرى من معبر رفح المصري قادمين من قطاع غزة الفلسطيني، ودخلت مساعدات عبر المنفذ الحدودي.
وانطلاقا من موقف مصر الثابت تجاه الأشقاء، وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية لما تواجهه من احتلال وأزمات مفتعلة، تواصل القاهرة جهودا هي الأبرز دوليا، حيث تحارب الموقف الإسرائيلي المتحجر، والرافض للغة السلام، وتشكيل إسرائيل تكتل دولي معها، بات يتحلل ويتراجع أمام الحق الفلسطيني، وما يشاهده العالم من إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وتهجير قسري إلى دول الجوار، ما حرك شعوب العالم ضد الحكومات التي تجاوب بعضها، وتراجع البعض الآخر عن موقفه الداعم للقتل، وسحبت بعض الدول سفرائها وقطعت العلاقات الدبلوماسية، أمام استبسال مصر في عرض الموقف الفلسطيني ولا سيما الدعم الكامل المقدم لأصحاب الأرض في فلسطين.
قمة القاهرة وضعت العالم في اختبار صعب
بادر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعقد قمة القاهرة الدولية للسلام، والتي استضافت قادة العالم وناقشت وقف اطلاق النار، ورفض تهجير شعب خارج أرضه، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وحل الدولتين، وتخفيف الضغط عن الفلسطينيين.
5 مؤتمرات على بوابة غزة لعرض الموقف على العالم الحر
وبالأمس القريب، عقدت القاهرة 5 مؤتمرات أمام بوابة رفح ومنفذ العبور إلى القطاع المحاصر، والذي يراد له من جانب إسرائيل أن يباد، وعقدت المؤتمرات الخمسة بحضور الصحافة العالمية والإعلام الدولي، حيث التقى رئيس الوزراء المصري قبائل وعواقل سيناء، خلال زيارته للمنطقة والشعب المصري في سيناء، وعقد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان مؤتمرا أمام الباب الذي تقصفه إسرائيل من الداخل وعرض المآسي الفلسطينية، والإجرام الإسرائيلي، وطالب العالم الحر باتخاذ موقف، تلاه مؤتمر صحفي لرئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي الذي وصل رسالة فلسطين للشعوب، وموقف مصر للعالم.
وفي مسار الدعم للحق الفلسطيني، والتحرك من منطلق القوة، استضافت مصر قبيل أيام مؤتمرين للمدعي الجنائي الدولي، وأمين عام الأمم المتحدة، ليعقدا مؤتمرين على باب غزة المفتوح من جانب مصر، والمغلق من جانب إسرائيل بقوة القصف الجوي، وشكلت ضغطا على المنظمات الدولية، والحكومات الداعم للقتلة، وبات موقف مصر في خندق الشقيقة فلسطين دون مواربة.
بدء خروج المصابين والمجنسين بجنسيات أجنبية
وفي صباح اليوم بدأت سيارات الإسعاف المصرية، في نقل عشرات المصابين من الحالات الحرجة، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ26 على التوالي، لتلقي العلاج اللازم في مستشفيات الشيخ زويد والعريش شمال سيناء، ومن المقرر أن تدخل 80 حالة على مدار اليوم إلى المستشفيات المصرية، حيث سيتم دخولهم بسهولة، وعبر بطاقات الهوية فقط.
وأكد محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة، أنه تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات بشمال سيناء لاستقبال المصابين بقطاع غزة، حيث تتضمن هذه المستشفيات 300 سرير، بخلاف أسرة الإفاقة وخلافه، فضلًا عن إقامة المستشفى الميداني بالشيخ زويد، التي رفعت القدرة الاستيعابية بالمحافظة إلى 350 سريرا، ثم تأتي مستشفيات محافظات خط القناة في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة فتتضمن المستشفيات المركزية بالعاصمة، والمحافظات الأخرى.
وأوضح محافظ شمال سيناء، أن هناك طاقمًا طبيًا كاملاً عند المعبر، مهمته تقييم الحالات وتحويلها للمستشفيات، موضحا أن رفح هي أول مدينة تقع على خط الحدود، وبعدها مدينة الشيخ زويد بـ 20 كيلو، وبها مستشفى مركزي ومستشفى ميداني، وبعدها بـ 20 كيلو توجد مستشفى العريش التي ستستقبل الحالات الصعبة، كما أنه تم إقامة أماكن للاستشفاء والإفاقة بالقرب من كل مستشفى.
وصل عدد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين من قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، إلى شمال سيناء لتلقي العلاج اللازم وتقديم الرعاية الصحية التي فقدوها في أرضهم جراء قصف العدوان الإسرائيلي للمستشفيات ومنع قطاع غزة من الوقود والكهرباء، وذلك تسبب في خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة وأخرهم مستشفى التركي، وأيضًا انهيار تام للمنظومة الصحية.
واستقبل، صباح اليوم الأربعاء، المجموعة الأولى من المصابين الفلسطينيين الحاملين للجنسيات المزدوجة من قطاع غزة، لتلقي العلاج إثر قصفهم من قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حسبما أفادت فضائية القاهرة الإخبارية منذ قليل.
دخول المساعدات عبر منفذ رفح البري
أعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، عن الانتهاء من تسليم القافلة الأولي من المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين، والتي انطلقت يوم 14أكتوبر الماضي، وهي القافلة «الأضخم» حيث ضمت نحو 108 قاطرات محملة بـ1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة، بجانب ما يزيد عن 50 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية يرافقها طاقم طبي يضم مختلف التخصصات وكذلك المئات من شباب المتطوعين والذين قضوا قرابة 18 يوماً أمام معبر رفح البري، للتأكد من سلامة وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك لتخفيف الأوضاع عليهم جراء أعمال العنف التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة، و التي أدت لسقوط الآلاف من الشهداء والمصابين.
وفور نجاح القاهرة في حلحلة التحجر الإسرائيلي وفتح عبر معبر رفح البري لخروج المجنسين بجنسيات أجنبية ودخول مساعدات، واستقبال جرحى لمعالجتهم بمصر، قالت ريتنو مارسودي وزيرة الخارجية الإندونيسية، اليوم الأربعاء إن بلادها بدأت في محاولات إجلاء مواطنيها من قطاع غزة وبعضهم من المحتمل أن يخرجوا اليوم.
ودعما للقضية الفلسطينية الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيا المفتي الشعب الفلسطيني الصامد الأبيَّ على موقفهم الصامد ورفضهم التهجير من أرضهم بأي وضع من الأوضاع، مشددًا على أن القضية الفلسطينية قضية الأمة العربية والإسلامية كلها، بل قضية الإنسانية الحرة التي لا ترتضي الذل والقهر والمهانة.
تشديد الحصار على غزة وقطع الكهرباء والاتصالات ومصر تقوي شبكاتها بالجوار
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «جوال» عن عودة الاتصالات داخل قطاع غزة عقب انقطاعها، صباح اليوم الأربعاء، وذلك بسبب الاعتداءات الوحشية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تعزز مصر شبكات الاتصال بالمنطقة المجاورة.
وكتبت الصفحة الرسمية لشركة «جوال» عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أهلنا الكرام في الوطن الحبيب، نود أن نعلن عن بدء عودة خدمات الاتصال (الثابت والخلوي والإنترنت) للعمل بشكل تدريجي في مختلف مناطق القطاع، و ذلك بعد أن تم فصلها من الجانب الإسرائيلي صباح اليوم، حماكم الله وحمى بلادنا»، وكانت الاحتلال الإسرائيلي قطعت الكهرباء والاتصالات والإنترنت، مساء أمس، عن المناطق التي في مخيم جنين وذلك أثناء اقتحامها.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً