الخميس، 08 أغسطس 2024

06:19 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«سيناء الحبيبة» مطمع للجميع ولكنها مصرية.. مشاهد تتكرر من نصر أكتوبر

أرض سيناء

أرض سيناء

أمة الله عمرو

A A

“هنعمل مشاريع في سيناء حتى لا تظل مطمعا لأي حد عايز يفكر يستغلها باعتبارها منطقة فاضية ويحقق فيها أحلامه”، كانت هذه الكلمات نابعة من رئيس الوزراء المصري الدكتور "مصطفى مدبولي"، بالمؤتمر الصحفي الذي تم انعقاده اليوم بسيناء مع شيوخ وعواقل سيناء بمقر الكتيبة 101 في العريش، وبناءً على تلك الكلمات سوف نرصد لكم كيف تم تحرير أرض سيناء ومتى تم استلامها أمام العالم بأكمله، ورفع علم مصر بأراضي سيناء الحبيبة.

مشاهد استرجاع أرض سيناء الحبيبة
فقبل النصر كانت إسرائيل في حالة صدمة وذهول شديد بسبب أنه بعد وفاة الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، شعر الجميع أن مصر ستضع رأسها في التراب للأبد، لكن جاء نصر أكتوبر 1973 ليكون كالماء المُثلج الذي يُفيق كل الصدمات ويُعيد للمواطن وعيه مرة أخرى، فكانت الخطة الأولى هي لهو العدو عن طريق تسيير وسائل الإعلام قبيل حرب أكتوبر لتنشر أخبارًا مضللة، توحي للشعب وللمراقبين من الأعداء أن مصر عاجزة عن الحرب، وأنها تتوارى خلف ضرورة استمرار المفاوضات لاستعادة أراضيها المحتلة، وهذا كان من أجل إخفاء نواياها الحقيقية في شن الحرب، وبدأت الجرائد تنشر أخبارا وتصريحات تشير لاستمرار الجمود في المفاوضات، وعدم وجود أي خيار للحرب، وتحديدًا المفاوضات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة من أجل إقناع إسرائيل بالانسحاب، وتمت الإشارة للاستعدادات العسكرية المصرية على الجبهة وتمركز القوات، كما تم نشر أنباء عن إجازات الضباط والجنود جميعًا وعدم استدعائهم منها، مما جعل عنصر المفاجأة يأتي مثل الصاعقة حينما تم إطلاق جرس الحرب على إسرائيل، وهذا أدى إلى العديد من الخسائر الفادحة لإسرائيل في البداية.
وبعد ترويج كل هذه الظروف والحالات بالدولة، كان الجيش المصري من جانب أخر يقوم بالتركيز على المشاكل الاقتصادية ونقص التسليح لدى مصر، والإشارة القوية للتدريبات العسكرية على عبور القناة، وكانت تتم كل الاستعدادات الكاملة لإعلان الحرب، وكان جميع المصريين في انتظار لحظة الحقيقة التي ستفجر المفاجآت لمصر، وفي انتظار لحظة إشراقة فجر النصر الذي سيمحو ظلم الهزيمة، وتُعيد إرادة الشعب وكرامة تضحياته من أجل الوطن، وبالفعل بعد إعلان الحرب وسقوط الخسائر الفادحة بإسرائيل، ودخول الجيش المصري أرض سيناء ورفع علم مصر عليها وعبور "خط بارليف" تغيرت الأحوال.
حينها علم الشعب المصري ثبوت الكرامة، وفرحة عودة الأرض المحتلة إلى الوطن مرة أخرى، كان البطل "محمد العباسي" هو أحد علامات النصر خلال حرب أكتوبر، لأنه أول من رفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة بعد عبور القناة، فهذا الموقف جعله جزءًا من أيقونات النصر التي نستحضرها عندما يأتي أسمه في ذكرى أكتوبر، لأنه سجل مشهد الجندي المصري الشجاع الذي يرفع العلم على خط بارليف معلنًا النصر لمصر وعودة أرضها، وكان مشهده السابق في صفوف الأبطال المتقدمين لتحطيم خط بارليف، ولم يهتم بالألغام ولا الأسلاك الشائكة ولم يفكر أبدًا في التراجع، بل واصل التقدم حاملًا علم مصر، ليقوم برفعه على أول نقطة حصينة بخط بارليف، ليتم الإعلان عن أول نقطة مصرية تم تحريرها، وكان مشهده الأول هو أنه شارك في بطولات حرب الاستنزاف، لتتوج تضحياته في النهاية بمشهد رفع العلم العظيم الذي أصبح أحد أيقونات حرب أكتوبر.

مؤتمر اليوم يرصد بكلمات "مصطفى مدبولي" ما أكده الرئيس الراحل “السادات” لأرض سيناء
وبعد تحقيق هذا النصر العظيم استفاقت إسرائيل من صدمتها، مما جعل الحرب تستمر 18 يومًا، كانت الأيام الأولى الأكثر إنجازًا، حيث حطمت القوات المصرية خط برليف، وعبرت قناة السويس بنجاح وتوغلت 20 كم شرقًا داخل سيناء، فيما وضعت القوات السورية قبضتها على جزء من هضبة الجولان وصولًا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا، وفي نهاية يوم 24 أكتوبر، تم اتفاق بين الدولتين من لأجل الوقف النهائي للقتال بين الأطراف المتقاتلة، وقد سعت لهذا الولايات المتحدة، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليًّا حتى 28 أكتوبر، وقد استعادت مصر بعد هذا الاتفاق جزء كبير من سيناء، وعادت إليها الأجزاء المحتلة الأخرى عام 1982، بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 1989.
وبعد استلام أرض سيناء الحبيبة وإعلان الرئيس “ محمد أنور السادات”، هذا الحدث فقال بخطابه: "سوف يأتي يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء، لنحافظ على هذه الأرض من جميع الأعداء"، وما زالت تلك الكلمات تؤثر حتى الأن في كل مواطن عند سماعها كل عام خلال الاحتفال بالنصر، وتؤثر في كل فرد من أفراد القوات المُسلحة لكي تكون دافع له للمثابرة والكفاح والصمود ضد مواجهة أي عدون وهذا مترابط بحديث الدكتور “مصطفى مدبولي” اليوم، الذي قال به "هنعمل مشاريع في سيناء حتى لا تظل مطمعا لأي حد عايز يفكر يستغلها باعتبارها منطقة فاضية ويحقق فيها أحلامه”، لتكون هذه سلسلة جهود أبناء الدولة للحفاظ على أرضهم.