دبلوماسي مصري يكشف أسباب فشل حل الدولتين وكيفية الخروج من الأزمة
السفير رخا أحمد
أحمد المقدامي
قال السفير رخا أحمد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الحكومة الإسرائيلية لن تدخل في أي مفاوضات سلام الآن في ظل حالة الغضب وتصاعد الأحداث داخل إسرائيل، لذا فهم غير مستعدين للدخول في أي اتفاقيات سلام بدليل ما يحدث في الضفة الغربية مؤخرا، والتي لا نسمع عنها فالجميع يركز على حرب الإبادة التى تتعرض لها غزة.
وأوضح السفير في تصريحه لـ "الجمهور"، أن الداخل الإسرائيلي أصبح لديه فقدان ثقة وهو ما سينعكس على تفكيرهم في عملية السلام، مضيفا أن عددا من الكتاب الإسرائيليين كتبوا أن حل الدولتين هو الحل الآمن للوضع الراهن والذي يحقق السلام لهم، وهو ما أكده الكتاب اليهود من خارج إسرائيل أيضا.
وتابع رخا قائلا: " إنه إلى جانب ذلك هناك الأب الروحي لإسرائيل وهو الولايات المتحدة الامريكية نجدها مشغولة بالانتخابات، والرئيس بايدن لم يحقق أي شيء خلال الثلاث سنوات الماضية، خاصة التعهد الذي قطعه على نفس بتحقيق " حل الدولتين “، ولن يحقق شيئا حتى يذهب ويأتي غيره أو تتجدد مدة رئاسته ونحن ننتظر منذ 30 سنة منذ ”اتفاق اسلو" وحتى الآن، ولو افترضنا أنه حدثت تغيرات في تركيبة الفكر الديني الإسرائيلي المتعصب، والعودة مرة أخرى إلى ما أراد "إسحاق رابين" تحقيقه من إقامة دولة فلسطينية، وتم اغتياله وقتها، فلو فرضنا هذا وتم إقامة دولة فلسطينية، فهذا الأمر لن ترفضه حماس لأنها ستصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.
وأشار رخا في تصريحه إلى أنه في حالة إقامة الدولة الفلسطينية سوف تجرى انتخابات تشريعية وبنسبة كبيرة سوف تفوز بها حماس حينها مثل ما حدث في الانتخابات الأخيرة عام 2006، خاصة أن عملية " انتفاضة الأقصى " قد أعطت قبلة الحياة للقضية الفلسطينية مرة أخرى، وأحدثت هزة في إسرائيل أفقدتهم الثقة في جيشهم وفي مخابراتهم.
وأكد السفير أن " حل الدولتين" يحتاج إلى أسلوب تعامل جديد لأنه كان قد " مات " منذ فترة، وتحول إلى مجرد كلمتين في بيان، لذا نجد أن العراق بدأ التحفظ على مصطلح حل الدولتين لأنهم يرونه حل غامض ولم يلق أي آثار عملية على الواقع، لذا تحفظ عليه في أكثر من لقاء بجامعة الدول العربية، وأخرها لقاء وزراء الخارجية يوم 11 أكتوبر.
وكشف رخا عن أن حماس لا تعمل في الآونة الأخيرة وحدها بل تعمل مع كافة فصائل المقاومة الفلسطينية بما فيها فصائل حركة فتح، موضحا أن حماس لا يمكن أن تعمل بمعزل عن الآخرين في حال قيام الدولة الفلسطينية لأنهم سيكون أمامهم فرصة ذهبية لن تعوض، لذا ركزت حماس على المقاومة المسلحة لأن تحقيق حلم دولة فلسطين لم يحدث منذ اتفاق أوسلو الذي أقر قيام دولة فلسطينية عام 1999، ولم يتحقق، ثم خارطة الطريق الذي أقر بدولة فلسطينية 2005 ثم أين حل الدولتين طبقا للمبادرة العربية بلبنان.
واستكمل رخا قائلا: " تلك الأساليب التي تتبعها الإدارة الأمريكية و الغرب في تسويف القضية، وأن يدخلك في تفاصيل لا تؤدي إلى حل يطلق عليها في الدبلوماسية “ إدارة الأزمات وليس حلها ”.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً