قوة التأثير.. مصر تنتصر في قضية "تهجير أهالي غزة" باعتراف أمريكي رسمي
الرئيس عبدالفتاح السيسي
أحمد المقدامي
كانت مصر على مدار تاريخها يقظة لما يحاك حولها من مؤامرات، ودائما كان للدبلوماسية المصرية ثقلا وتأثيرا في الدفاع والوقوف بقوة خلف مصالحها ومصلحة المنطقة العربية. وتجلى هذا واضحا في الأحداث المأساوية الأخيرة التي يعيشها قطاع غزة على وقع القصف الإسرائيلي الغاشم للقطاع وتدميره وقتل الألاف من الأبرياء والأطفال.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، واتخذت مصر موقفا حازما مما روجت له إسرائيل بتهجير أهالي غزة ليسيناء مؤقتا بزعم القضاء على حركة حماس، وحشدت مصر كل جهودها الإقليمية والدولية لرفض هذا المخطط، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأحد، رافضا فكرة تفريغ غزة من سكانها.
ولا شك، أن التأكيد الأمريكي للموقف المصري، جاء نصرا سياسيا للدولة المصرية والدبلوماسية المصرية، على الرغم من دعم واشطن لتل أبيب خاصة في حربها على غزة، وهذا يدل أيضا على قوة تأثير مصر إقليميا ودوليا، باعتبارها دولة هامة ومحورية في الشرق الأوسط وإفريقيت.
بداية الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين
البداية كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي رفض تهجير الفلسطينيين جملة وتفصيلا، ورفض استقبالهم في مصر كمقيمين وأعطاهم جنسيات مصرية، على غرار ما حدث في الأردن، والتي استقبلت مئات الاف من الفلسطينيين ليصبح الجيل الثالث منهم الان أردني وليس فلسطيني، وهما ما حذر منه عبد الناصر مرار وتكرارا.
قبل ظهور ما يعرف بمصطلح " صفقة القرن “، ظهرت مبادرة إسرائيلية عرفت بأيم " صفقة تبادل الأراضي " والتي كانت قائمة على تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء مقابل أعطاء جزء من صحراء النقب لمصر، وهو ما رفضته مصر تماما.
ومع بداية أحداث السابع من أكتوبر 2023 فيما عرف بـ " انتفاضة الأقصى " فطنت مصر سريعا لرد الفعل الإسرائيلي والذي ظهر بشكل غير رسمي عبر أذرع جهاز الموساد على شبكات التواصل الاجتماعي، والذين طالبوا سكان قطاع غزة بالهروب إلى مصر، وألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي ببيانات عبر طائرات الهليكوبتر على رؤوس سكان القطاع ويطالبهم بالهجرة إلى الجنوب.
ومنذ اللحظات الأولى ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي محذرا من تفريغ القضية الفلسطينية، ومؤكدا أن أي محاولة للتهجير لسكان القطاع إلى الأراضي المصرية ستقابل بحسم وقوة، لتلتقط الخارجية المصرية الخيط وتقوم بجولات مكوكية، للتنسيق لقمة القاهرة للسلام وحشد الرأي الشعبي والعالمي للدفاع عن القضية الفلسطينية وإيقاف مخطط الكيان الصهيوني بتفريغ غزة ،وهو ما توج بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة و التي طالبت إسرائيل بوقف الحرب .
وهو ما تجلى بوضوح في المواقف الرسمية للدول الكبرى التي أكدت على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وخاصة فرنسا التي أعلنت على لسان رئيسها "ماكرون" رفضها القاطع لأي محاولة تهجير لسكان القطاع، ليغلق الرئيس الأمريكي هذا الملف نهائيا أمس في اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أكد فيه على رفضه التام لفكرة التهجير، وأنه لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً