جدل حول إلغاء و إقامة الفعاليات الفنية بعد العدوان الإسرائيلي على غزة

في ظل الأحداث المؤلمة التي يمر بها قطاع غزة، منذ ان شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على القطاع في 7 أكتوبر الجاري حتى الآن، تم إلغاء العديد من الانشطة والفعاليات الفنية، بداية بالمهرجانات الفنية، ومرورا بالحفلات الغنائية، وجميعها كانت بنائًا على رغبة صناع هذه الفعاليات، ومع تصاعد القتل والقصف على غزة، قرر بعض النجوم إلغاء نشاطاتهم الفنية، في حالة من التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، فيما رأى آخرون ضرورة مواصلة أعمالهم الفنية واستغلالها في دعم القضية وسط الجموع الغفيرة التي تحضر تلك لافعاليات، كما أن هناك أشخاص ليس لديهم مصدر رزق آخر سوى العمل بالفن.

أعمال فنية تم إلغاؤها

أول النشاطات التي تم إلغائها، كانت المهرجانات الفنية، وجاء ذلك بنائًا على قرارات وزيرة الثقافة، مثل إلغاء مهرجان «الموسيقي العربية»، ومهرجان «القاهرة السينمائي»، ليأتي بعد ذلك تأجليل مهرجان «الجونة السينمائي» ثم إلغائه فيما تبرع مؤسسة نجيب ساويرس بمبلغ خمسة ملايين جنيهًا لصالح فلسطين، ثم إلغاء المظاهر الاحتفالية بمهرجان «أيام قرطاج السينمائي» بتونس لدورته الـ 34، ومع تصاعد الأحداث في غزة، تم إلغاء هذه الدورة من المهرجان لهذا العام.

وفي نفس الإطار، تم إلغاء عدد من المهرجانات الغنائية بدولة الكويت، مثل مهرجان «ليلة عُمر» والذي كان يحتوي على العديد من الحفلات الغنائية المقرر إقامتها لعدد من نجوم الغناء في العالم العربي، حتى نهاية العام، وأيضًا تم إلغاء حفلات شركة «الريتاج للإنتاج الفني» بدولة الكويت، والتي تقيمها على مسرح «إرينا الكويت»، حيث كان من القرر أن يُحي أول هذه الحفلات الفنان وائل جسار، والفنانة مي فاروق، يوم 2 نوفمبر المُقبل، إلى جانب إلغاء حفل الفنان صابر الرباعي والفنانة اللبنانية عبير نعمة، والفنانة أسما المنور، والتي كان من المقرر إحيائها يوم 3 نوفمبر.

وفي إطار إلغاء الحفلات الغنائية، أعلن الفنان عمرو دياب مؤخرًا عن إلغاء حفله بدبي، والذي كان من القرر أن يحيه يوم 20 أكتوبر الماضي بكوكاكولا إرينا دبي، وجاء التأجيل لأجل غير مسمى، حيث أعلن عن تأجيله للحفل تضامنًا مع الأحداث المؤلمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وأيضًا أعلن الفنان تامر حسني عن إلغائه لجولة غنائية حول العالم كانت تتضمن 20 حفله، كما أغلى عدد 40 حفل زفاف كان من المقرر أن يحيهم داخل مصر، وذلك تضامنًا مع الأحداث بفلسطين.

من ناحية أخرى، أعلن الفنان محمد سلام منذ أيام قليلة عن عدم مشاركته بمسرحية «زواج اصطناعي» التي كان من المقرر أن يشارك فيها ضمن فعاليات موسم الرياض المقام بالمملكة العربية السعودية، وتم مقابلة قراره بالتأيد والإشادة من جمهور، كما شارك بعض النجوم بحفل العشاء الذي أقيم منذ يومين للتمهيد لإنطلاق فعاليات موسم الرياض، والذي حضره عدد كبير من النجوم حول العالم العربي، حيث إنه من المقرر أن يشاركون به سواءًا بحفلات غنائية أو عروض مسرحية.

في غضون ذلك،  تمت مهاجمة النجوم المشاركون بهذا الحفل بشكلًا كبيرًا، كما تمت مهاجمة الفنان محمد أنور بعد انضمامه لمسرحية «زواج أصتناعي» كبديلًا للفنان محمد سلام بعد اعتزاره عن العرض، حيث هاجمه الجمهور على الرغم من إنه كان من أول الداعمين للقضية الفلسطينية منذ بداية الأحداث.

وعلى صعيدًا آخر، تمسك عدد من النجوم بعدم إلغاء أعمالهم الفنية بسبب الأحداث الجارية في غزة، وكان من بين هؤلاء النجوم، الفنانة إليسا، حيث أكدت إنها لا تسطيع أن توقف نشاطها الفني بسبب أن هناك عدد كبير من البيوت المفتوحة من هذا العمل، وقابل الجمهور هذا القرار بهجومًا شديدًا عليها، وفي نفس السياق أعلنت الفنانة مي كساب على أنها لا تسطيع إلغاء أعمالها الفنية بسبب أن الفن هو باب رزقها الوحيد، موضحه أن من لديه القدرة المادية من الفنانين على توقف أعمالهم الفنيه عليه فعل ذلك.

بعد كل هذه الأحداث من إلغاء حفلات ومهرجانات، ومواصلة عدد للفنانين نشاطهم الفني، رأي البعض أنه كان من الأفضل مواصلة الأعمال الفنية، ودعم القضية الفلسطينية من خلال أعمال فنية وغنائية وطنية، والبعض الآخر يرى أن كل هذه الأعمال تدخل في إطار مظاهر الفرح في وسط الأحداث الأليمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.