جورج سوروس.. اليهودي «الأخطر» في العالم يتبرع بـ15 مليون دولار لفلسطين
الملياردير جورج سوروس
ماجدة ابراهيم
الملياردير اليهودي جورج سوروس 93 عام، الذى عرف برائد العمل الخيرى والإنساني بعد تبرعه بـ32 مليار دولار للعمل الخيري، ذو الأصول المجرية والذي نجا من «الهولوكوست» تلك المحرقة التي ادعى اليهود أنهم قد تعرضوا للإبادة على أيدى نازية أثناء الحرب العالمية الثانية على يد هتلر، جمع ثروة قدرها 44 مليار دولار عن طريق توقعاته بشأن قيمة العملة، واستغل هذه المبالغ لتمويل آلاف المشروعات الداعمة للتعليم والصحة وحقوق الإنسان.
دخل «سوروس» في معارك عديدة خاصة مع حكومة اليمين الأمريكية المتمثلة في الحزب الجمهوري والذى أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية من خلاله، في صراع بعد تبرعه بـ32 مليار دولار للعمل الخيري، فلماذا يعتبره اليمين المتشدد، من أمريكا إلى أستراليا، ومن المجر إلى هندوراس، شخصا يصنع المؤامرات الدولية؟
الصقت بالملياردير اليهودي تهمة «الطرود الملغومة »، والتي أرسلت لشخصيات عامة مثل الرئيس الأمريكي السابق أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وغيرهم من رمزو الحزب الديمقراطي، والغريب حقا أن كل هذه الطرود لم تنفجر وعند تتبع مصادرها وجدت أنها كانت من شاحنة مغطاة بصور الحملة التي تدعم ترامب في الانتخابات الأمريكية وقتها، وقيل وقتها أنها عملية كاذبة الهدف منها تشوية سمعة وصورة دونالد ترامب.
وتم إتهام سوروس بالترتيب لهذه الواقعة، وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وروج لهذا الاتهام، ولم يسلم من كثرة اتهامه بأنه معادٍ للبشرية وأنه السبب وراء إفلاس البنك المركزي البريطاني عام 1992، فهو قام بالاستدانة من البنك برقم كبير مبالغا بتوقع قيمة الجنيه الإسترليني ثم باعه، الأمر الذى أدى إلى تراجع في سعر العملة في السوق المحلية، مما أدى إلى إجبار إنجلترا على الانسحاب من آلية التبادل الأوربية وقتها حقق أرباح تصل لمليار دولار.
مؤسسة خيرية في 120 دولة.. ومطالبات لتصنيفه إرهابيًا
أسس« سوروس» مؤسسة المجتمع المفتوح في عام 1979، والتي أصبحت لها فروع في 120 دولة، لكن هذا العمل الخيري الداعم للأغراض الليبرالية والديمقراطية جعل منه الرجل المكروه من اليمين المتشدد.
وظهرت أولى نظريات المؤامرة المتعلقة به في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، لكنها اشتدت بعد إدانته لغزو العراق عام 2003، وتبرعه بملايين الدولارات للحزب الديمقراطي.
ومنذ ذلك الحين، يتعرض بشكل مستمر لحملات من قبل المحللين والسياسيين المنتمين لليمين الأمريكي، ويشتد الغضب عليه، وتغلب المخاوف والافتراضات على الحقائق.
وفي عام 2017 وقّع أكثر من 62 ألف مواطن أمريكي على التماس إلى الرئيس دونالد ترامب، مطالبين بإعلان الملياردير جورج سوروس إرهابيا ومصادرة كل ممتلكاته ، ورغم غرابة كل هذا الاتفاق الشعبي غير المنطقي
وكان هذا الالتماس والذي نشر على موقع البيت الأبيض،يدعي أن «سوروس» عمل عمدا على زعزعة استقرار البلاد ومحاولة الإيقاع بين الدولة والمواطنين.
تبرعه للقضية الفلسطينية
وفى أعقاب في يوم السابع من أكتوبر، وما حدث في إسرائيل من جانب المقاومة الفلسطينية وعرفت «طوفان الأقصى» وبدأت إسرائيل بعدوان لا حد له وقامت بحصار كامل لقطاع غزة وقطع كل سبل الحياة من مياه وكهرباء وغذاء وتابعت عدوانها في استهداف المستشفيات والمراكز الطبية والمدنيين الآمنين على طول القطاع ، ومنذ يوم الجمعة الماضي بدأت إسرائيل بتنفيذ الاجتياح البري وقطع كل وسائل الاتصال، وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها مصر والأمم المتحدة لإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات الطبية والغذائية.
وعلى الجانب الآخر لا تتوقف الشعوب العربية والغربية في إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، من لندن إلى باريس ومن تركيا إلى أمريكا، للدرجة التي قام الكثير من اليهود الأمريكيين بالتظاهر أمام الكونجرس الأمريكي في واشنطن العاصمة للتنديد بما يفعله الجيش الإسرائيلي من حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.
وفى كل هذا الزخم الذى اجتمعت فيه الشعوب العربية والغربية للاتفاق على موقف موحدا حتى في قلب تل أبيب، إذ يخرج علينا كثيرون يرون أن ما تفعله حكومة نتنياهو ما هو إلا دربا من الجنون.
ولمزيد من إثارة الجدل قام الملياردير اليهودي جورج سوروس في التبرع بمبلغ 15 مليون دولار لصالح أهالي غزة الذين يتعرضون للإبادة ومحاولة طمس قضيتهم، ربما لم يستغرب الغرب ما فعله الملياردير فهذه عادته في الوقوف إلى جانب القضايا الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، ويرى المحللون السياسيون أن ما يقدم عليه «سوروس» ما هو إلا نهج طبيعي ومنطقي لدوره الداعم للإنسانية، فليس كل ما هو يهودي بالضرورة يصبح صهيونيًا، فالصهيونية منهج وليست ديانة، فاليهود في العالم منهم من يقف ويساند ما تفعله إسرائيل في فلسطين ومنهم من يندد ويشجب ويرفض بشدة من ذلك.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً