«أبو العيال طردنى واتجوز أختى».. سيدة تبكى أمام محكمة الأسرة

بعد أيام الحنان والطمأنينة التي شهدتها «ب ف» طيلة سنوات مع شريك حياتها، التي شعرت معه بالحنان، تقف وسط اندهاش كبير من معاملة زوجها الذي ظهر عليه سلوك غيّر مساره التي اعتادته من قبل زوجها وأبو أولادها ونصفها الآخر، الذي كانت تنتظر قدومه من العمل كل يوم على أهبّة الاستعداد كأنها مُقدمة على حرب، كل هذا لتلبية احتياجاته بعد قضاء يوم طويل في محل الأدوات الكهربائية الذي يمتلكه، حتى تزيل عنه ما شهده من العناء والمشقة.

كانت تحضر له مائدة من الطعام الشهي، بالإضافة إلى حمامة الساخن الذي ينسيه مرارة الحياة بعدها، وتُجلِس أولاده الثلاثة معه لتناول الطعام، فالنظرة إليهم تنسيه ما تكبده الحياة على أي شخص لم ير النور في حياته قط، لو لوهلة من الزمان، فالحديث معهم بالدنيا وما فيها.

في ذات ليلة من الليالي التي لم يظهر فيها القمر، يكسوها السواد من الاتجاهات جميعها، لا يستطيع العابر في الصحراء الجرداء، أن يرى أصابعه من شدة ظلامها، على حالها الذي لا يسر عدواً كان أو حبيباً، ليزداد الأمر سوءا عندما سمعت جرس المنزل يقرع، لتصدم عندما رأت محضر المحكمة، يبلغها بطلاقها من زوجها غيابياً، كلماته وقعت عليها كالمطرقة، تكاد تسقط من ملابسها، لو لا أن تماسكت حتى لا يظهر ضعفها أمام صغرها، فهم لا يعلمون ما يجرى، وكيف لكل هذه السنوات الثمان أن تتحول إلى أيام عجاف؟

لم تغادر الدموع خدي بينة، التي كادت عيونها أن تكتسي بالمياه البيضاء من كثرة البكاء، والعويل على عمرها الذي يشبه التفاح الذي ضاع مذاقه بعد تناول الحلوى، وبعد شهور العدة تفاجأت بزواج طليقها وأبو أولادها من شقيقتها، كيف لها أن تتخيل بحبيبها في حضن شقيقتها وسندها في الحياة، كيف لها أن تتخيل أن شقيقتها تنام في سريرها وعلى فراشها الذي كانت تزينه وتنسقه في كل صباح، بعد ليلة دافئة يملؤها الحنان والعطاء، رفقة حبيبها، وكيف لها أن تتكبد عناء ومشقة مسؤولية أطفالها الثلاثة، وتتحمل مصاريفهم.

وقالت المحامية نهى الجندى موكلة بينة فارس، إن موكلتها طلبت منها أن ترفع دعوى نفقة لصغارها الثلاثة، الأمر الذي حاربت من أجله ومن أجل موكلتها، لتقنع المحكمة بإلزام طليق موكلتها أن يدفع لها نفقة لأطفالهم الثلاثة 3000 جنيه شهرياً، في الدعوى التي تحمل رقم 9748 من محكمة أسرة الكيت كات.