الأفلام العربية تتقدم.. و«فوي فوي فوي» الأبعد عن «الأوسكار»
مشهد من فيلم «فوي فوي فوي»
يمنى سعيد
عدد كبير من الأفلام العربية تم ترشيحها للمشاركة في مهرجان «الأوسكار»، بقائمة الأفلام «غير الناطقة باللغة الإنجليزية»، وهى ثمانية أفلام، ومن بينها فيلم ومصري واحد، وهو «فوي فوي فوي»، وهو الفيلم الوحيد من بين الثمانية الذي لم تلحق بالمشاركة في مهرجانات أخرى، بسبب ترشحه فور عرضه بالسينمات المصرية، في السطور التالية يتحدث إلينا عدد من النقاد السينمائيين، عن الفيلم العربي الأقرب للوصول لـ«الأوسكار»، وأيضًا عن فرصة الفيلم المصري في الوصول للمشاركة بـ«الأوسكار».
تحدثت الناقضة السينمائية ماجدة خير الله عن فرصة الفيلم المصري المشرح للوصول لمهرجان «الأوسكار»، قائلة: «كل عام تختلف معايير الاختيار في مهرجان (الأوسكار)، وعدم مشاركة الفيلم المصري (فوي فوي فوي) يضعف موقفه في الوصول إلى مهرجان (الأوسكار) إلى حدًا ما، وذلك بسبب عدم عرض الفيلم في مهرجانات أخرى، لأن الفيلم الذي سبق أن شارك في مهرجانات عالمية، بيتم الكتابة عنه في جرائد ومواقع ومجلات متخصصة، كل هذا يعزز من موقفه، ويسهل وصوله إلى أعضاء (أكاديمية الصور المرئية) بسهولة، وهي الأكاديمية المسؤولة عن اختيار الأفلام».
وتابعت «خير الله» في تصريحاتها: «عندما يكون الفيلم ليس له دعم من خلال عرضه بمهرجانات أخرى، وحتى لو عُرض في دور العرض الأمريكية لمدة أسبوع، فهذا ليس كافيا ليلفت نظر ثلاثة آلاف عضو بالأكاديمية، ولكن هناك مفاجآت من الممكن أن تحدث، خاصة أن الفيلم ليس ضعيفا، ولكن فرصته ضعيفة، بسبب أنه لا يشارك في مهرجانات سابقة، وهذا تسبب في ضعف فرصته في الوصول لـ(الأوسكار)، وأيضًا ليس من الضروري أن يفوز الفيلم الذي سبق وشارك في مهرجان مثل (كان) وحصل على جائزة، لأنه من الممكن أن يكون هذا الفيلم غير متفق مع المزاج العام للجنة التحكيم، والتي تتألف من عدد كبير جدًا، ودائمًا هناك مفاجآت بتحدث وتُغيّر الاتجاهات».
وقال الناقد السينمائي عن الفيلم العربي الأقرب إلى الأوسكار: «أرى أن الفيلم العراقي (جنائن معلقة) فرصته أقرب للوصول لمهرجان (الأوسكار)، فهو من أكثر الأفلام التي من الممكن أن تُثير اهتمام لجنة التحكيم المصوتين، لأن هذا الفيلم يعتبر الأعلى فنيًا من بين الثماني أفلام المرشحة للأوسكار، لأن هناك ثمانون فيلم يتنافسون على هذا الجائزة، وهي جائزة (الفيلم الغير ناطق بالإنجليزية)، ومرشح لها عدد من الأفلام الأجنبية والعربية بعدة لغات مختلفة حول العالم باستثناء الإنجليزية، وجميعهما أفلام مميزة جدًا، وأنا رأيت فقط من بين الثمانون فيلمًا، الثمانية فيلم المرشحون باللغة العربية، وقليل من الأفلام الأجنبي، لذلك لا أستطيع أن أحكم عليهم جميعًا».
وتابع «الشناوي» في تصريحاته: «لكن بحكم الأفلام التي شاهدتها، أرى أن فيلم (جنائن مُعلقة) الأقرب للفوز، بسبب السرد السينمائي وصياغة الفيلم، فهناك بعد دائمًا يتجاوز القراءة التقليدية للسيناريو، من ناحية تتابع الفيلم بلقطاته، وعندما نشاهده نجد أنه يفتح لنا إحساسا لقراءة أبعد وهذا ما يجعله الأقرب للتصويت من لجان التحكيم، وذلك على الرغم من وجود جزءًا كبيرًا من الأفلام العربية المرشحة جيدة جدًا، إلا أن هذا الفيلم فرصته أكبر».
وعن فرصة وصول الفيلم المصري «فوي فوي فوي» للمشاركة بمهرجان «الأوسكار»، قال «الشناوي»: «عدم مشاركة الفيلم المرشح لـ(الأوسكار) في مهرجانات أخرى، يضعف من فرصته للوصول للمهرجان، بسبب أن اللجنة التي ترى الأفلام، تقرأ عنها قبل المشاهدة، لتتعرف مشاركاته السابقة في مهرجانات أخرى، ولذلك الفيلم الذي لم يشارك تكون فرصته أضعف، إذن الفيلم المصري (فوي فوي فوي) هو الأقل في الفرص من بين الأفلام المرشحة.
وتابع «الشناوي» في تصريحاته عن فرصة وصول الفيلم المصري لـ«الأوسكار»: «هناك شيئًا واحدًا من الممكن أن يعدل هذا الميزان، ويعوض عدم مشاركة فيلم (فوي فوي فوي) بمهرجانات أخرى، وهو أن الفيلم يناقش قضية (الهجرة غير الشرعية)، ولكن بأسلوب كوميدي، لأن هذا الموضوع يؤرق العالم كله، ومن الممكن أن يكون هذا الجزء الذي يدعم وجود الفيلم، بسبب أنه يتناول قضية عالمية شاهدها الناس عشرات المرات، ولكن كانت تُقدم بأسلوب تراجيدي، وهذه هي المرة الأولى التي تُقدم فيها هذه المأساة بروح كوميدية، وهذا ما يشفع للفيلم المصري».
تحدث أيضًا الناقد السينمائي عماد يسري عن فرصة وصول الفيلم المصري لمهرجان «الأوسكار»، قائلًا: «الرابط بين الأفلام العربية التي تم ترشيحها لمهرجان (الأوسكار) أن جميعهم يتناولون قصصا إنسانية ومعايشة للواقع، ودائمًا دول البحر المتوسط تكون منافسة قوية في مهرجان (الأوسكار)، فهل الفيلم المصري (فوي فوي فوي) المرشح للمشاركة يستطيع أن ينافس، من الممكن، لأن الفيلم يناقش قضية الهجرة غير الشرعية، ويتناولها الفيلم بشكل كوميدي في أول مرة يتم تناول هذه القضية بشكل كوميدي، بالإضافة إلى أن الفيلم يتناول قصة حقيقية، فمن الممكن أن كل هذه الأسباب تدعم الفيلم للمشاركة في (الأوسكار)».
وتابع «يسري»، قائلًا: «من الممكن أن الأسباب التي ذكرتها تجعل المسؤولين الكثيرين المتحكمين بالتصويت على الفيلم أن يروه من زاوية أخرى ويصوتون له، خاصة وأن الفيلم يتحدث عن حادثة عالمية، وليست محلية، لأن هروب الشخصيات التي تم تجسيدها من خلال الفيلم جاء خارج الحدود المصرية، فمن الممكن أن هذه الفكرة تلقى رواج من قبل لجنة التحكيم بالمسابقة، لأن هذه المرة القصة واقعية وليست من نسج الخيال، فلا أحد يستطيع أن يحكم، لأننا كنقاد لم نشاهد كل الأفلام المشاركة، ولكن أحداث الفيلم ونهايته الواقعية ممكن أن تدعمه في التصويت، خاصة أن القضايا الغير شرعية دائمًا تلاقي رواج».
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً