السبت، 05 أكتوبر 2024

09:34 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«قالي جهزي الأكل وجالي في كفن».. أسرة مروان تطلب القصاص العادل

مروان المجني عليه

مروان المجني عليه

محمد البدري

A A

يستيقظ مروان  البالغ من العمر 20 عام، ليقبّل يد والده ووالدته قبل أن يذهب إلى الجامعة، حيث يدرس بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة القاهرة، ليحضر محاضراته، وبعدها يذهب ليقود سيارته الملاكي الذي يعمل بها ضمن فريق شركة أوبر، لتوصيل الزبائن عن طريق التطبيق الشهير،  ليعمل طوال اليوم بعد إنهاء محاضراته، ليساعد والده الذي ابتاعها له بالقسط.  

تتصل والدة مروان به في نهاية اليوم لتطمئن عليه، وعلى يومه في العمل كيف كان معه، لتشجعه بكلمات لتحفيزه على ما يعمل، فالصبي الذي يبلغ 20 عام تربى على «أيدي الشقيانين»، يعتمد على نفسه في ظل هذه الظروف العصيبة، في ظل أيام قلما يفعل مثله من الشباب الذي يتكئ على والده،  أثناء المكالمة كان مروان داخل إحدى محطات الوقود بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة، ليقول لوالدته «خليكي معايا ثانية» ويترك هاتفه الخلوي داخل  سيارته وينزل.

لتسمع والدته مشادات كلامية وصراخ  في الهاتف، تنادي على مروان وقلبها يكاد ينفطر من الخوف على صغيرها الذي يأكل من عرق جبينه، لتغلق الهاتف وتعاود الاتصال لعل مروان يجيب عليها وينجدها مما هي فيه، مرات عديدة ومروان لا يجيب على الهاتف كادت الأم أن ينفطر قلبها قلقاً على هذا الشاب، لتسمع صوت غير مألوف على أذنيها «أنت تعرفي صاحب التليفون، أيوه أنا أمه، طب يا حاجه الحقي ابنك بين الحياة والموت»، ليسقط الهاتف المحمول من يديها، وهي لا تعرف ماذا تعمل.

تهرول الأم المكلومة حافية القدمين لتنجد ولدها الكبير وسندها في الدنيا مما أصابه، فتسقط وتحاول الوقوف مرة أخرى، فقدميها لا تستطيعان أن تحمل جسدها، لتجد والد مروان قد عاد من عمله، لتصرخ  في وجهه «الحق مروان يا أبو مروان واحد بيقول بين الحيا والموت»، ليساندها ويركضون ليروا ماذا حدث لنجلهم الأكبر، يفكران أن ولدهم أصابه مكروه في وجهه، أو مكروه أصابه، ليصلا إلى محطة الوقود ليجدا الكثير من البشر داخل المحطة وسيارات شرطة، لم يصدقا ماذا يرون. 

جاء ضابط الشرطة ليربت على كتف والد مروان ويشدد من أزرقه وهو يقول «شد حيلك البقاء لله في مروان»، لتعلو صيحاته وصرخاته هو ووالدة الشاب، غير مصدقين ما سمعته آذانهم، فتهرول والدته إليه لتجده على فراش الموت، تفكر كيف هذا وقد أعددت له الطعام، كما طلب منها منذ قليل، وهي تقول في قرارة نفسها «كيف لفرحتي الأولى أن تنتهي بهذه السرعة»، تضم صغيرها إلى صدرها والدموع تنهمر من عينيها، وأين ملابسه الذي نزل بها، ظنت أنها تحلم وكانت ترجو من الله أن يكون كابوسًا وأن تستيقظ منه. 


كانت تحلم الأم المكلومة أن يعود ولدها معها إلى المنزل حتى تطعمه بيديها كما كانت تفعل وهو صغير، «مصدر النور في المنزل قد انطفئ»، لا تعرف ماذا تفعل غير البكاء، على وردتها التي قُطفت وهي في ربيعها، ليوضع مروان في كيس الموتى، وينهار والديه، في مشهد يرثى له، غير مصدقين ما حدث لنجلهما الأكبر، ويُسدل الستار عن حياة مروان في مشهد مأساوي، لم يصدقه كل من عرف مروان من قريب أو بعيد. 

وقال والدي مروان في حديث خاص لـ«الجمهور»، وهم يحبسان دموعهما، وقلبها يكاد أن ينفطر يطلبان من القضاء المصري القصاص العادل لنجلهما، حتى يستريح في مرقده، وأنهم يثقوا في عدالة ونزاهة القضاء المصري، حتى تبرد نار قلبيهما.       

  
 

search