«مستشفيات غزة مراكز إيواء»...القصف المتعمد أخرجها من الخدمة
غزة
شيماء حمد الله – أحمد محمود
«الغريب بروح بس بده طولة روح»، هي إحدى أبرز الأمثال الشعبية التي يرددها الشعب الفلسطيني لبعث روح الصبر والجلد لديهم لمواجهة تلك الجرائم المروعة التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، جرائم يمكن وصفها بأنها تطهير عرقى على أقل تقدير، لم تترك مكانا إلا واستهدفته، منازل، دور عبادة، ومستشفيات، ومؤسسات إعلامية وصحفية، ومراكز إيواء ومدارس، كل شيء في غزة هو في مرمى قصف الاحتلال، فلا رحمة بصرخات الأطفال أو عويل النساء أو دموع الشيوخ، المستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى، وتعانى من نقص الوقود الذي يهدد استمرار عملها وقدرتها على إسعاف المرضى، الأطباء يضطرون إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير، كما أنه لا يوجد دواء أو أجهزة طبية كافية بعد توقف أكثرها عن العمل.
معاناة الأطباء في غزة من قصف الاحتلال
يسرع الدكتور أدهم، مع زميله الدكتور حسن وعدد من الممرضين نحو عدة سيارات إسعاف جاءت إلى إحدى المستشفيات بالقطاع، تحمل العديد من الشهداء والجرحى، تتسابق الأطقم الطبية على حمل المصابين، يدخل الدكتور حسن مسرعا ومعه أحد المصابين لداخل المستشفى، فينظر لمكان خالى يستطيع أن يضع المصاب ليجرى له الإسعافات الأولية، فلا يجد سوى الأرض، بينما الدكتور أدهم الذي كان للتو يجرى إسعافات أولية لأحد المصابين قبل وصول سيارات الإسعاف، ولكن المصاب استشهد، فيطلب من الممرضين أن يحملونه، ليضع مكانه أحد المصابين الين جواء ضمن سيارات الإسعاف التي حضرت منذ قليل، ينظر إلى صديقه حسن ليقول له "منذ أمس لم نتناول الطعام، أعداد الإصابات هائلة فوق قدرة استيعابنا، ولا يوجد وقود والمستشفى قد تتوقف عن العمل خلال ساعات"، فينظر له الدكتور أدهم قائلا :"ليس لنا سوى الله عز وجل لينصرنا ويثبتنا".
ومع قيام كل منهما بإجراء الإسعافات الأولية للمصابين، الذين اضطروا إلى وضعهم إما في طرقات المستشفى أو على الأرض لعدم وجود أسرة للمرضى، إذ بقذيفة من طائرات الاحتلال تضرب محيط المستشفى، يخرج الطبيبان أدهم وحسن ومعهما عدد من الأطقم الطبية بالمستشفى، إلى الخارج لمعرفة ماذا حدث، فيشاهدون مجموعة من الشهداء والمصابين أيضا بسبب تلك القذيفة، يحملهم مواطنون لداخل المستشفى، ينظر الدكتور حسن فوجوههم فيفجع بأن 7 منهم من الشهداء وهم عمه وزوجته واثنين من أولاد عمه و3 من ابنائهما، وهم الذين يقطنون بمنزل بالقرب من المستشفى، بجانب إصابات من زوجات أولاد عمه وأبنائهم، يبكى "الدكتور حسن" بحرقة ويحاول صديقه "الدكتور أدهم" أن يصبره بأن هؤلاء الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، ليتمالك الدكتور أدهم نفسه ورد على صديقه قائلا " ما يحدث لنا فوق احتمال البشر، هم ارتاحوا ولكن تركونا نحن نعانى فراقهم والمشاهد الدموية التي نراها يوميا"، ثم يدخل مرة أخرى للمستشفى لمحاولة علاج المصابين .
هذه أحداث تشهدها مستشفيات قطاع غزة يومية، تلك المستشفيات التي توقف الكثير منها على العمل، بسبب الحصار المفروض على القطاع وعدم دخول الطعام والمياه والوقود، وأعداد المصابين التي تفوق القدرة الاستيعابية للمستشفيات، وتحول الكثير منها لمراكز إيواء بسبب عدد النازحين الذين تخطوا المليون نازح منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، فبحسب تصريح للدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، نقلته وكالة صفا الفلسطينية، الثلاثاء 24 أكتوبر، فإنه أعلن الانهيار التام للمنظومة الصحية في مستشفيات القطاع، مؤكدا أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت لاستشهاد 65 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروج 12 مستشفى و32 مركزًا صحيًا عن الخدمة، متابعا :"نخشى من خروج المزيد خلال الساعات القادمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود، والطواقم الطبية تفاضل بين الحالات لمحاولة إنقاذ حياتها والحالات الحرجة متزايدة"، ولكن أمس الخميس 26 أكتوبر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 101 من الطواقم الطبية منذ بدء القصف الإسرائيلي على غزة.
بيانات رسمية تكشف ضحايا الطواقم الطبية بغزة وتوقف عمل المستشفيات
في ذات اليوم خرجت الدكتورة مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفي، لتؤكد أن ثلاثة مستشفيات في قطاع غزة خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود الذي يشغل المولدات الكهربائية، موضحة أن هناك حاجة ملحة لإقامة ممر آمن لنقل المصابين والحالات المرضية الحرجة للعلاج بالمستشفيات المصرية، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الجيش الإسرائيلي تصعيده في قطاع غزة إلى 5795 شهيدا، وبعدها أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بلغ لـ7028 شهيدا منهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسناً إضافة إلى إصابة 18484 مواطناً بجراح مختلفة منذ 7 أكتوبر الجاري.
معاناة المستشفيات في غزة، يحكيها الدكتور حاتم أبو القرايا، مدير عام جمعية عبدالشافي الصحية والمجتمعية "الهلال الأحمر لقطاع غزة سابقا:، والذي تحدثنا معه عن هول ما يلقيه الأطقم الطبية من معاناة ومشقة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، حيث قال في تصريحات خاصة :"كل ما تتخيله من معاناته نحن نعانيه، فلا يوجد مستلزمات طبية أو أدوية، كما أن العديد من المستشفيات توقفت عن العمل لعدم وجود كهرباء".
مدير عام جمعية عبدالشافي الصحية يكشف تعمد توقف الأجهزة الطبية عن العمل بسبب نقص الوقود
ويضيف مدير عام جمعية عبدالشافي الصحية والمجتمعية، أن المستشفي الرئيسي في غزة وهي مستشفى الشفاء تتوقف عن العمل، خاصة أن أعداد المصابين بالآلاف وتفوق التوقعات، ويتم إجراء العمليات الجراحية في الطرقات و الممرات دون بينج للمرضى، وعدد الشهداء يتجاوز الـ7 آلاف شهيد بكثير، وما زالت محاولات انتشال الضحايا من تحت ركام المباني مستمرة.
كما يكشف الدكتور حاتم أبو القرايا عن جرائم الاحتلال ضد المدنيين قائلا :"القصف في كل مكان، وجهاز الرنين المغناطيسي الموجود بجمعية عبدالشافي الصحية والمجتمعية توقف الآن بشكل نهائي عن العمل، وهو الجهاز الوحيد الذي يعمل، كما أن القصف للمنازل السكنية مستمر على رؤوس من فيها كذلك المساجد والكنائس والمستشفيات، وأبلغ الاحتلال مستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني و بها 400 مريض و١٢٠٠٠ نازح بالإخلاء الفوري، والمجازر مستمرة في كل مكان.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة وعقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الجاري، ولا يتورع الاحتلال استهداف المستشفيات والأطقم الطبية، كان أبشعها استهداف مستشفى المعمدانى يوم الثلاثاء 17 أكتوبر، والذي وصل عدد الشهداء فيه وفقا للتقديرات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية إلى ما يقرب من 500 شهيد، كما قصفت القوات الاحتلال، مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، تسبب في استشهاد أحد العاملين فيها وإصابة عدد من الموظفين والمواطنين، وتعطل محطة الأوكسجين، كما توقف مستشفى مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة عن العمل، نتيجة الاستهداف المتكرر له من قبل طائرات الاحتلال، وتسبب في أضرار جسيمة في مرافقه، وعدم تمكن الأطقم الطبية من الوصول للمستشفى نظرا لكثافة القصف الإسرائيلي على المدينة.
كما استهدفت طارات الاحتلال، محيط مجمع ناصر الطبي، بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما تسبب في تعطل قسم الطوارئ فين كما تم تدمير خمس مركبات إسعاف حكومية وأهلية، وكذلك قصفت قوات الاحتلال مستشفى العيون الدولي في حي تل الهوى جنوب قطاع غزة، مما تسبب في خروجه عن الخدمة بعد تعرضه لأضرار جسيمة، كما استهدف الاحتلال محيط مستشفى القدس، ومحيط مجمع مستشفى الشفاء، ومجمع ناصر الطبي في القطاع خلال الأيام الماضية.
وخلال يوم الإثنين الماضي فقط، استهدفت قوات الاحتلال 3 مستشفيات في قطاع غزة، حيث تم قصف مواقع قريبة من مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة وبالقرب من مستشفى القدس غرب غزة وبالقرب من المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، واستهداف طائرات الاحتلال إحدى سيارات الإسعاف بشكل مباشر، أثناء نقلها جرحى أصيبوا في قصف الاحتلال على مناطق جباليا شمال قطاع غزة.
مدير مستشفى النجار بغزة يوضح كيف يتعمد الاحتلال استهداف المستشفيات
الدكتور مروان شفيق الهمص مدير مستشفى محمد يوسف النجار في غزة، يكشف كييف يتعمد الاحتلال قصف المستشفيات بالمخالفة للقانون الدولى، موضحا في تصريحات خاصة من غزة، أن الاحتلال يتعمد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية.
ويتابع الدكتور مروان شفيق الهمص: "كما علمت أن مستشفى المعمدانى الأهلى خرجت عن الخدمة وكلك حاول الاحتلال استهداف مستشفى الكويتى التخصصى ، كما استهدف عدد من المستشفيات من خلال ضرب محيطها من منازل بجانبها لإرهاب الطواقم الطبية والعاملين في المستشفيات حتى يتوقفون عن خدمة المصابين ويتركون مكان عملهم ولكن هذا لم يثنى الطواقم الطبية عن العمل".
ويتابع مدير مستشفى محمد يوسف النجار في غزة :"المستشفيات الحكومية و الأهلية والخاصة محمية بالقانون الدولى وتعتبر منطقة آمنة بمن فيها من طواقم طبية ومرضى، ولذلك يلجأ المواطنين للجوء والنزوح إليها باعتبارها محمية وفقا للقوانين الدولية، ولكن الاحتلال لا يعرف قوانين دولية ولا يتلزم بالقوانين لذلك استهدف مستشفى المعمدانى الأهلى وقام بقتل أكثر من 500 شخص، وكذلك مستشفى الشفاء الطبي في غزة لجأ إلى ما يقرب من 40 ألف نسمة، أو يزيد وقد يصل عددهم إلى 50 ألف نسمة ، وكذلك مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني يوجد بها ما يقارب 12 ألف نسمة حيث لجئوا لها ظانين أنها مكان آمن ولكن الاحتلال هدد بضرب المستشفى وطالب بإخلاء من فيها|.
القانون الدولى يجرم استهداف المستشفيات، ويعتبرها مكان آمن في حالة الحرب، ففي عام 1970 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2675 الذي ينص على أن منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل لا ينبغي أن تكون هدفا للعمليات العسكرية، ولذلك لا يسمح أبدا بالهجمات العشوائية أو المستهدفة على المستشفيات والوحدات الطبية والعاملين الطبيين الذي يعملون بصفة إنسانية.
وتعد المستشفيات والمدارس والمدنيين وعمال الإغاثة والطرق الآمنة لتقديم المساعدة الطارئة، من بين الأشخاص والأماكن التي يحميها القانون الإنساني الدولي، حيث إن بروتوكولا إضافيا لاتفاقيات جنيف تم اعتماده عام 1977 يحتوي على "معظم القواعد" المتعلقة بحماية المدنيين.
وفي بيان لها أيضا أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية خلال الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي على غزة، أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية في قطاع غزة، حيث طالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للجم العدوان على مراكز العلاج ومركبات وطواقم الإسعاف في قطاع غزة، لافتة إلى أن الاحتلال يتعمد قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل وإصابة الطواقم ما يعد خرقا كبيرا وواضحا لكل القوانين والأعراف الدولية.
الدكتور زياد عمر يكشف تحول العديد من المستشفيات لمراكز إيواء وتوقف الكثير عن العمل بسبب نقص الوقود
الدكتور زياد عمر المتحدث الإعلامى لمستشفى النجار في غزة، يكشف لنا أيضا الكثير من جرائم الاحتلال ضد المستشفيات في القطاع قائلا في تصريحات خاصة :"نحن في وضع يرثى له لعدم وجود كهرباء بكل قطاع عزة ولا يوجد وقود في المستشفيات بفعل الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة وللأسف العمليات تعمل بدون بنج وعدم وجود أدوية ومستلزمات طبية".
ويضيف لدكتور زياد عمر من مقر إقامته بقطاع غزة :"المدنيون الأبرياء تهدم البيوت على رؤوسهم، فلا ماء ولا إمكانيات حتى لرفع الركام عن الأموات بعد قصف منازلهم من خلال صواريخ طائرات الاحتلال، ولذلك يحضرون إلى المستشفيات أشلاء، فلدينا يوميا أكثر من ١٠٠ شهيد وأكثر فقط في محافظة رفح بغزة يصلون يوميا لمستشفى الشهيد محمد يوسف النجار .
وعن تعمد الاحتلال قصف المستشفيات خلال عدوانه الأخير على القطاع فيقول :"أما رؤيتي لتعمد الاحتلال استهداف المستشفيات هو عمل إجرامي ولا أخلاقي بالمطلق، ونحن نناشد من خلالكم العالم الحر والعالم العربي والإسلامي بالتحرك لوقف إطلاق النار واستهداف الأبرياء وفتح المعابر وإدخال السولار والكهرباء والعلاج والطواقم الطبية والفنية لإخراج الموتى من تحت الأنقاض".
وعن توقف الخدمات عن المستشفيات في عزة، يقال الدكتور زياد عمر: "هذا نداء من مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار المستشفى الوحيد في رفح بغزة ويقدم خدمة إلى أكثر من ربع مليون مواطن غير النازحين والمشردين من المناطق الشمالية لقطاع غزة، لابد من التدخل لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ودعم الطواقم الطبية والفنية، حيث توقفت العديد من الخدمات فعلا في المستشفى، والآن وبعد فترة وجيزة إن لم يتوفر سولار ستقف أجهزة الغسيل الكلوي وكذلك العنايات المركزة والعديد من الأقسام ستوقف بالفعل عن العمل".
وفيما يخص تحول العديد من المستشفيات لمراكز إيواء بسبب كثرة النازحين في ظل تصاعد عمليات القصف الإسرائيلي في غزة، يقول الدكتور زياد عمر :" هناك بالفعل لجوء لآلاف المواطنين للمستشفيات، فهناك أعداد من الناس تلجأ للمستشفيات لعدم وجود مسكن ولشعور الناس بالأمان من خلال الذهاب والاحتماء بالمستشفيات".
وبشأن عدم قدرة مستشفى محمد يوسف النجار بغزة عن استيعاب المرضى يقول :"بخصوص مستشفانا لا يوجد مساحة لاستيعاب أى شخص لعدم وجود مكان للمرضى والمصابين والشهداء ولذلك لا يوجد عندنا أى نازح في المستشفى".
وبحسب ما ذكرته وكالة الأونروا عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، فإن حتى تاريخ 24 أكتوبر الجاري، يقدر عدد النازحين في غزة بنحو 1,2 مليون شخص، بمن فيهم حوالي 600,000 نازح يقيمون في 150 ملجأ تابعين للأونروا في مناطق الوسطى وخان يونس ورفح وحدها، وجميعهم يواجهون ظروفا قاسية بشكل متزايد.
وتؤكد مؤسسة الأونروا أيضا أنه من المتوقع أن يرتفع عدد النازحين الذين يحتاجون إلى ملاجئ طارئة في المستقبل المنظور، كما أن ملاجئ الأونروا مكتظة ولديها إمدادات محدودة جدا من الغذاء ومياه الشرب وغيرها من المواد.
في تقرير أيضا صادر عن وكالة الأونروا يوم الجمعة 20 أكتوبر، عبر موقعها الرسمي أيضا، أكدت فيه أنها تواصل جهود المناصرة على أعلى المستويات من أجل الوصول الإنساني المستدام ودون عوائق للإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الوقود والغذاء والمياه والأدوية، إلى غزة، كما تواصل الدعوة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية ومرافق الأمم المتحدة.
وأشارت في تقريرها، إلى أنه منذ بداية الحرب، أصيب ما يقرب من 100 نازح كانوا يحتمون في مرافق الأونروا وقتل ثمانية، كما تضررت 33 منشأة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة بغارات سلاح الجو الإسرائيلي، وتأثرت مدرسة تابعة للأونروا في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى بأضرار جانبية جراء غارة قريبة. وأصيب ثلاثة أشخاص من النازحين داخليا كانوا يحتمون بالمدرسة، فيما قتل ما لا يقل عن 16 من الزملاء في الأونروا منذ 7 تشرين الأول وأصيب عشرة آخرون من موظفيها. ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير - ولا تشمل هذه الأرقام سوى الأرقام التي تمكنت الوكالة من تأكيدها.
كما حذرت وكالة أونروا بأنها ستضطر إلى وقف عملياتها الإغاثية في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي، بسبب نقص إمدادات الوقود في وقت تتصاعد الدعوات إلى وقف إطلاق نار إنساني.
مسؤول بمستشفى ناصر بغزة يؤكد إجراء العمليات للمرضى دون بنج
من جانبه يقول الدكتور سليم صقر، رئيس قسم الجراحة بمستشفى ناصر في غزة، إن المستشفيات في غزة تعانى بالفعل من نقص الوقود، حيث إن منع وصول الوقود يؤثر على عمل المستشفيات كثيرا، وخلال أيام المستشفيات بقطاع غزة كلها قد تضطر إلى التوقف عن العمل لعدم وجود السولار والغاز لتشغيل المستشفيات.
ويضيف رئيس قسم الجراحة بمستشفى ناصر في غزة، في تصريحات خاصة، أن مستشفى ناصر يستقبل الجرحى والشهداء بأعداد ضخمة جراء استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع خاصة، كما معظم المصابين والشهداء أطفال ونساء، وأناس أمنة، والاحتلال بالفعل قصف العديد من المستشفيات ومحيطها، مما تسبب في تفاقم معاناة الأطقم الطبية، وعدم قدرتنا على العمل.
وبشأن الهدف من استهداف الاحتلال للمستشفيات يقول الدكتور سليم صقر :"الهدف من قصف المستشفيات من الحكومة الاسرائيلية أن تستهدف الآمنين المتواجدين فى المستشفيات من أطفال ونساء، لأن أهالى غزة يتجهون إلى الأماكن الآمنة كي لا يصابون بأى أذى، وبالتالي يذهب أهالى غزة إلى المستشفيات، بجانب مراكز الإيواء المنتشرة في قطاع غزة، بينما الاحتلال ينتهك كل الأعراف القانونية والإنسانية ويستمر في قصف مراكز الإيواء والمستشفيات، حتى يبين للمواطنين الإسرائيليين بأنهم يفعلون شيء، كما أن مراكز الإيواء والملاجئ متكدسة والناس تنام فى الشوارع لأنه لا يوجد مكان أخر تذهب إليه لأن الوضع كارثي، بكل معنى الكلمة لا كهرباء ولا مياه.
ويتابع رئيس قسم الجراحة بمستشفى ناصر في غزة، أن معظم المصابين والشهداء أطفال ونساء وأهالى غزة يشربون مياه ملوثة، كما أننا بسبب عدم صول الوقود للمستشفيات والنقص الكبير في الإمكانيات بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة، نضطر إلى إجراء العمليات الجراحية وتنظيف الجروح بدون بنج ولا يوجد مكان قيم فيه المرضى أو يعمل فيه الأطباء، كما أن الإصابات التى تأتي إلى المستشفى أكثر من طاقة المستشفى بأكثر من 300%، وكذلك استمرار القصف واستهداف المدنيين العزل والأحياء المكتظة بالسكان يتسبب في حضور إصابات أكثر من 300% من القدرة الاستيعابية للمستشفى.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً