الفرقة الرابعة المدرعة.. صاحبة أكبر خبرات قتالية على مر التاريخ المصري
الفرقة الرابعة المدرعة
أسماء أبو شادى
قوة أي دولة تكمن في جيشها وإيمان شعبها وصمودها تجاه العدو، وأثناء حرب عام 1973 أظهرت للعالم أجمع قوتها التي لا تُقهر، إنها الفرقة الرابعة المدرعة، التي تُعرف أيضاً بجوهرة الجيش، وهي إحدى وحدات النخبة العاملة في الجيش المصري، وتعتبر القوة الاحتياطية الأهم تحت يد القيادة العامة للقوات المسلحة، باعتبارها أحد أكثر فرق الجيش تدريبا، وتنظيماً.
الفرقة الرابعة المدرعة
تُعد الفرقة الرابعة المدرعة أول فرقة مدرعة يتم تكوينها في الجيش المصري واُطلق عليها اسم «فرسان مصر»، وشاركت في حروب 1956 و1967 و1973 وتحرير الكويت، وتُعد القوة الضاربة الرئيسية للجيش المصري والاحتياطي التعبوي الرئيسي للجيش الثالث الميداني، وصاحبة أكبر خبرات قتالية، وهي أول فرقة يتم تسليحها بدبابات القتال الرئيسية من طراز M1A1 Abrams.
تاريخ الفرقة الرابعة المدرعة في حرب أكتوبر
في حرب العدوان الثلاثي عام 1956 عبرت الفرقة المدرعة قناة السويس للدفاع عن سيناء ضد العدوان الإسرائيلي، ولكن سرعان ما تم سحبها مرة أخرى للدفاع عن القاهرة والدلتا، بعد اكتشاف الفخ الإسرائيلي - الإنجلوفرنسي الذي كان يعتمد على قيام القوات الإسرائيلية بسحب واستدراج الفرقة إلى سيناء، ثم يتم إنزال القوات الفرنسية والإنجليزية في بورسعيد وتقوم بتدمير الكباري على قناة السويس ليتم حصار القوة الضاربة للجيش المصري في سيناء، ولكن لم ينجح هذا الفخ بعد اكتشافه في وقت مبكر.
وفي أثناء حرب عام 1967 وضُعت الفرقة الرابعة المدرعة كاحتياطى القيادة، وبعد قرار الانسحاب يوم 6 يونيو، أصدر الفريق عبد المحسن مرتجي، قائد القوات في سيناء آنذلك، أوامره للفرقة باحتلال منطقة الممرات وتأمين انسحاب القوات حتى الساعة الثانية عشرة ظهر يوم 7 يونيو، وفي أثناء حرب أكتوبر وضعت الفرقة مرة أخرى كاحتياطي القيادة العامة تحت تصرف الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام وقتها، وكانت أول مهماتها هي تأمين عبور القوات من يوم 6 أكتوبر.
وفي حرب العبور عام 1973 كانت أولى مهام الفرقة تأمين عبور القوات يوم 6 أكتوبر، ولكن أول أدوارها الحقيقية كان عندما تم تكليف اللواء الثالث المدرع أحد الوية الفرقة بقيادة الشهيد العميد أركان حرب نور الدين عبد العزيز (كان يحمل رتبة عقيد أركان حرب وتم تكريمه وترقيته لرتبة عميد أركان حرب بعد استشهاده)، بالعبور شرقاً والهجوم نحو منطقة الممرات ضمن عمليات تطوير الهجوم نحو الشرق يوم 14 أكتوبر في نطاق الجيش الثالث الميداني.
أدوار الفرقة الرابعة المدرعة
عندما كلف اللواء الثالث المدرع أحد ألوية الفرقة بقيادة العقيد نور الدين عبد العزيز، بالعبور شرقاً والهجوم نحو منطقة الممرات ضمن عمليات تطوير الهجوم نحو الشرق يوم 14 أكتوبر 1973 في نطاق الجيش الثالث الميداني، وعانى اللواء كثيراً قبل حتى أن يبدأ المعركة، فبينما كان من المقرر تدعيمه بمفرزة من صواريخ ماليوتكا تعمل كستار مضاد للدبابات بالإضافة لعدد من المدافع المضادة للطائرات، إلا أن هذا الدعم تأخر واضطرت القوات للتحرك بدونه.
وكذلك بدأت عمليات اللواء بتمهيد نيراني بالمدفعية لمدة 15 دقيقة، لكن بدون إحداثيات حول مواقع القوات الإسرائيلية لغياب عنصر الاستطلاع قبل التنفيذ، وبالتالي فقد القصف أهميته، ثم استمرت الظروف السيئة بهجوم جوي إسرائيلي على اللواء قبل وصوله لأهدافه مما أفقده بعض قطعه قبل بدء المعركة، بالإضافة إلى وجود ضربة جوية كان من المقرر تنفيذها لدعم اللواء.
وكانت المفاجئة التي كان يعدها اللواء والتي اعترف بها الإسرائيليون هي تغيير محور الهجوم، فبينما كان الإسرائيليون يتوقعون الهجوم من الطريق العرضي المحور الرئيسي للتقدم ، التفت القوات حول الجبل في وادى مبعوق وهاجمت القوات المعادية من اليمين من طريق أمن بدون أي كمائن أو وحدات تأمين إسرائيلية وهو ما شكل مفاجئة للعدو.
قائد فريق الفرقة الرابعة المدرعة
مع الاستعداد لحرب أكتوبر تولى اللواء قابيل مسئولية قيادة الفرقة الرابعة المدرعة عام 1971، وظل قائدا لها حتى عام 1975، وهذه الفرقة منذ إنشائها تعتبر درة القوات المسلحة المصرية تدريبا وانضباطا وأعلى قمة في الروح المعنوية، حتى أن الرئيس أنور السادات زار الفرقة الرابعة عام 1971 ليعطي تقريرا للقوات المسلحة المصرية من خلال الفرقة الرابعة، وأيضا عام 1972 زار المشير أحمد إسماعيل الفرقة الرابعة المدرعة ليقدم نفسه قائدا عاما لها من خلال الفرقة.
تكوين الفرقة الرابعة المدرعة
الفرقة الرابعة المدرعة شأنها شأن أية فرقة أخرى وتتكون من: لوائين مدرعين (3 كتائب دبابات + كتيبة مشاة ميكانيكي لكل لواء)، لواء مشاة ميكانيكي (3 كتائب مشاة ميكانيكي + كتيبة دبابات)، لواء مدفعية (كتائب مدفعية هاوتزر ومدفعية صاروخية)، فوج مقذوفات م م م د ( المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات) والفوج في تكوينه أكبر من الكتيبة وأقل من اللواء.
كما تتكون من كتائب الدفاع الجوي ذاتي الحركة، وكتيبة استطلاع، وكتيبة إشارة، وكتيبة شرطة عسكرية، بالإضافة إلى هناك كتائب أخرى مُلحقة على الفرقة كالمهندسين والأطباء والحرب الكيميائية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً