إبراهيم صلاح.. فنان مصري يحول الخردة إلى تحف فنية
إبراهيم صلاح
محمد البدري
يستيقظ الشاب إبراهيم صلاح، في الصباح الباكر من كل يوم، ليذهب إلى ورشته بمحافظة الجيزة، ليفنن في تحويل الخردة إلى شكل حيوان أو تمثال، فهو يتقن فن نحت الحديد، وصناعة أشكال عملاقة من الخردوات، فمنذ نعومة أظافره وهو يبلغ من العمر 9 سنوات، وهو ينحت أشكال من الجبس والطين، والحجر الجيري، ليطور من موهبته وينحت التماثيل على الجداريات، مارس العمل على كل أنواع الخام، التي يتم النحت عليها، إلا الحديد الخام.
وبعد تخرجه من مدرسة التعليم الفني قسم السيارات، وبعدها قرر أن يجيد النحت على الحديد الخام، ليتقن هذا الفن، وتعلم اللحام ليصبح متقناً لفن السكراب، ويتحدى العالم، ليخرج لنا أشكال فنية وهندسية، من فنان بمعنى الكلمة، فهو يحول أشياء تباع بثمن بخس لا قيمة لها، إلى أشياء يتهافت الجميع ليلتقط بجوارها صورة تذكارية، وتوضع هذ الأشياء في أماكن سياحية، ليشاهد العالم مجد وحضارة المصريين، في الماضي والحاضر.
إبراهيم صلاح هو شاب ريفي المنشأ صعيدي الأصل فهو بن قرية نوى التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، تربت عيونه منذ أن خلقه الله على مشاهدة مجد وعراقة الحضارة المصرية، وشرب الفن من أجداده القدامى، ليصبح مثل أجداه فهم كانوا ينحتون على الحجارة وهو ينحت الحديد، ليصنع لنا أشياء تذهل من رؤيتها، فهو حفيد الفراعنة، والذي انتقل من منشأه بمحافظة المنيا، ليأتي إلى محافظة الجيزة ليطور من أعماله، ويكون بالقرب من العاصمة لينشر فنه وثقافته، التي وهبه الله إياها.
في كل صباح يقف إبراهيم بجوار أدواته تلك الأدوات التي يصنع بها المجد، فلقد بدأ في تشكيل الكثير، من التصميمات التي أثارت جدل الرأي العام بها، فلقد نفذ 40 عمل فني من بينهم 12 عمل وصل ارتفاعه إلى 7 أمتار، ليذاع صيت إبراهيم صلاح في وسط الفن التشكيلي، ليصنع المجد بيديه، ففي عام 2020 وسط انشغال العالم أجمع بفيروس " كوفيد 19" وإبراهيم منشغلاً في ورشته الصغيرة ليحول سيارة نقل كبيرة مليئة بالإطارات القديمة التي خرجت عن الخدمة، ليشكل بها تمثال ضخم" غوريلا" والتي تم وضعها بجبل الطويلة بشرم الشيخ، ليشاهد الأجانب عظمة وتاريخ الشعب المصري على مر العصور.
وفي الآونة الأخيرة ذاع صيت إبراهيم ليصل عمله إلى 6 محافظات بجمهورية مصر العربية، "الإسكندرية، شرم الشيخ البحيرة، الفيوم، الجيزة، المنوفية" في أعمال ميدانية صممت على يديه، لينفذ أول عمل ميداني لإطارات سيارات قديمة، صنع منها حوت، ليجسد حيوان من أساطير ما قبل التاريخ، وذلك في وادي الحيتان بقرية تونس بالفيوم.
ويوجه إبراهيم رسالته من خلال موقع "الجمهور" أتمنى أن تجوب أعمالي محافظات مصر كلها، بل العالم بأجمع، أتمنى أن يؤمن العالم بفني، وأحقق حلمي وأن يرى الجميع فني، لأثبت للعالم أجمع أن المصريين، أصحاب حضارة وتاريخ وأن فنهم لن يتوقف حتى قيام الساعة، وأنهم لم يتوقفوا عن صناعة حضارة وتاريخ حتى وقتنا هذا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً