الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:29 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«انت لسه عايش افتكرناك مت».. تفاصيل مقتل حلاق على يد جيرانه بالطالبية

المجني عليه

المجني عليه

محمد البدري

A A

كعادته.. نزل “عبدالرحمن”، البالغ من العمر 20 عاماً، المعروف بـ “حلاق الطالبية”، بعد عودته من رحلة عمل مع والده، ليجلس مع صديقه، ويحكي له تفاصيل مهنته الجديدة، بعدما ترك مهنة “الحلاقة”، .. فالاثنين تربطهما صداقة قوية، وأثناء جلوسه مع صديقه، بدأ “عبدالرحمن”، يشرح كم هو سعيدا بالحرفة الجديدة التي تعلمها من والده، وأثناء جلوسهما، حدث ما لم يتوقعه أحد، حيث فوحئ “عبد الرحمن” بـ أربعة أشقاء، يقيمون بنفس المنطقة “الطالبية”، قد جاءوا ليتشاجروا مع صديقه، وعندما تدخل “عبد الرحمن” محاولا منعهم من الإعتداء على صديقه، منعوه وطلبوا منه عدم التدخل ومغادرة المكان، إلا إن شهامة “عبد الرحمن” منعته من ترك صديقه، ووقف معه مدافعا عنه.

اعتدوا على حلاق الطالبية بالسلاح

وفقا للتفاصيل التي حصل عليها موقع “ الجمهور”، قرر الأشقاء الأربعة الاعتداء على"عبد الرحمن" وتأديبه مثلما قال أحدهم وسط الشارع، فانهالوا عليهما بالضرب المبرح، مستخدمين أسلحة بيضاء، ليسببا لـ “عبدالرحمن” جرحا قطعيا كبيرا بالظهر والصدر، ليعود إلى منزله، وملابسه ملطخة بالدماء، وعندما شاهدته أمه ارتعشت وأصيبت بالوجع لدرجة أن قدماها كانت ترتعش حينما احتضنت ابنها بدمائه، ضمته إلى صدرها ثم سألته ما الذي حدث معه؟ فروى لها التفاصيل لتأخذه إلى مشفى أم المصريين، وهناك حاول المسعفون انقاذه وتخييط جسده الممزق.

وفي هذه الأثناء حرر “عبدالرحمن” محضرا ضد المتهمون الأربعة، اتهمهم بالاعتداء عليه، وكادوا أن ينهوا حياته، وبعدها عاد “عبدالرحمن” لمنزله، وشرح لاسرته أنه رأى الموت بعينيه، وبعدها بأيام نزل مرة أخرى كي يقابل صديقه في نفس المكان، وكأن شيئا لم يحدث، الا إنه في هذه النرة حدث ما لم يتوقعه أحد، الأشقاء الأربعة عادوا مرة أخرى وتربصوا بـ عبد الرحمن، بعدما علموا بأنه حرر ضدهم محضرا  بقسم شرطة الطالبية، وبالفعل حدثت مشادة كلامية بينهما، تطورت لمشاجرة لم يسلم منها عبد الرحمن.  

ووفقا للمحضر المحرر بمعرفة الرائد أحمد فاروق، رئيس وحدة مباحث الطالبية، انهال المتهمون بالضرب المبرح على "عبد الرحمن"، وقام أحد امنتهمين بضربه على جرحه السابق، قائلا له :"هو انت لسة عايش، افتكرناك مت من زمان"، بينما قام آخر بطعنه، ليقضي عليه الآخر بضربة على رأسه بحجر، وتركوه يسقط وسط بركة من الدماء على الأرض، ثم فروا هاربين.

وأشار ابن عم المجني عليه ويعمل نجار مسلح في محضر الشرطة، الى أن أحد الجيران، شاهد “عبدالرحمن” وهو يسقط وسط المارة في الشارع، فأخبره، وبمجدر أن علم بالواقعة، أسرع نحو بن عمه، ووجده يرقد وسط بركة من الدماء، وأنفاس تدخل وأخرى تخرج منه لينتشله ويحمله على ذراعيه ثم هرول به في الشارع، راجيا من الله أن ينقذه.

 هنا كان ينظر عبدالرحمن لابن عمه وهو يشعر بالأمان، فهو في حضن ابن عمه وأخيه الذي لم تلده أمه، ليفارق الحياة مبتسما قبل أن يصل لقسم الاستقبال بمستشفى أم المصريين، لتسدل الستار عن حياة عبدالرحمن الذي لم تفرح به أمه، أو يسعد بشبابه، في مشهد مأساوي حزين.

من جهتها قالت شقيقة عبدالرحمن لـ"الجمهور"، إن والدتها عندما سمعت خبر وفاة شقيقها، كانت تخمل أطباقا في يديها سقطت على الأرض، ثم صرخت ودخلت في حالة بكاء هستيري، مشيرة الى أن والدتها تعرضت للإغماء وعندما فاقت من غيبوبتها بدأت ردد :  معقولة مش هشوف ابني تاني؟".

وأشرت شقيقة "عبد الرحمن " الى أن شقيقها تم زفاقه للجنة بالزغاريد والأغاني بدلا من عروسته، وتستقبل أسرتها التهاني من الجميع، لأنهم يعلمون أنه يرقد بملابسه البيضاء في الجنة برائحة المسك، وأن الملائكة قد زفته الى مثواه الأخير، مشيرة الى قلبها انفطر على شقيقها، الذي راح غدراً. 
من جهتها ألقت مباحث قسم شرطة الطالبية القبض على المتهمين، وبأحالتهم إلى النيابة العامة أمرت بحبسهم 4 ـأيام ثم جددت لهم 15 يوما  على ذمة التحقيق ووجهت لهم تهمة قتل المجني عليه “عبدالرحمن” عمدا. 

 

search