الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:00 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

« الباب وقع عليهم وهو اللي عامله ».. محكمة الأسرة ترفض دعوى حضانة شخص لأولاده

أرشيفية

أرشيفية

محمد البدري

A A

"ي.ك" يعمل نجار "باب وشباك" منذ نعومة أظافره، مقيم بحي الدقي ظل يعمل بهذه المهنة حتى أجادها، كما يجيد فن التحدث باللغة التي خلق عليها، وهو في صباه، ولما اشتد عوده أعجب ببنت الجيران التي  سرقت أنظاره، في أي مكان يراها فيه، ظل يغازلها كلما راها حتى سقطت في شباك الحب،  فالمعلم يتمنى من هذه الصبية الحنونة، نظرة عطف، التي تبتسم الأرض لها، كلما وطئت بقدميها تراب الأرض. 
ظلا هكذا لمدة شهور في حالة إعجاب وعاطفة كبيرة، حتى قرر المعلم أن يذهب لأسرة هذه الفتاة، ليطلب يديها من والدها، الأمر الذي وقع على سمع الفتاة فجعل قلبها، كاد أن يقفز من بين ضلوعها، ويخفق كأنها في سباق مع الفهد وسط الغابة، وابتهجت لما سمعت، فذهبت لوالدتها، وقالت لها أن المعلم الذي يعمل بورشة النجارة في الشارع المجاور لشارعنا، يريد أن يقابل أبي ليطلب يدي، لترقع والدتها " بزغروته" صاخبة  حتى خرجن نساء الجيران من شرفات منازلهن، في بهجة يسألن عن سبب الزغاريد والبهجة في بيت الصبية، لتجيبهم السيدة أن عريس تقدم لخطبة صبيتهم، التي تشبه الغزال في مشيتها.

لتتعالى صيحات الزغاريد وكلمات التهنئة، للصبية ووالدتها من خلال شرفات الجيران، لتعلم الحارة بأكملها أن الصبية تقدم عريس لخطبتها، وفي نفس اليوم جاء العريس يتمخطر رفقة والديه وشقيقته الأكبر لطلب يد الجميلة،  وتمت خطبتهما في حفل صغير شهدته الحارة لتمر الأيام والليالي، ويجتمع العروسان تحت سقف  بيت واحد، لتجمعهما مائدة طعام واحدة، ليتبادلا المغازلة في جو أسري يملئه الحب والحنان،  وبعد مرور عدة شهور يرزقهم الله بأول مولود، ولي العهد ليزيد المنزل بهجة وسعادة،  وبعدها بشهور رزقهم الله بصغيرة حسناء كوالدتها في صغرها،  وشهور أخرى لتزداد الأسرة شخص أخر،  الأمر الذي يجعل الأب يكدح ويشقى للعمل في ورشته، ليعود أخر النهار بعد يوم مليء بالمشقة، ويجد زوجته وأبنائه الصغار ينتظرونه، وأول ما يفتح باب الشقة ينطلق إليه صغاره ليحضنوه، الأمر الذي ينسي مشقة ومرارة اليوم، بل ينسي مشقة ومرارة الحياة بأكملها. 
تمر الأيام والليالي في أجواء يملئها الحب والحنان بين أفراد الأسرة، ليكبر الصغار ويصبح الولد الكبير يبلغ من العمر 10 سنوات، لتبدأ المشاكل بين الزوج والزوجة، الأمر الذي لم يستمر طويلاً ليقررا الانفصال عن بعضهما، رغم أيام الحب والعطف،  لم يلتفت الزوجين إلى كل هذا ليقرر أن يضربا بها عرض الحائط، وينفصلان وتذهب حضانة الصغار لوالدتهم، الأمر الذي لم يحظى على إعجاب الزوج، ليتربص لزوجته ليأخذ منها الأطفال لحضانته.

وفي ليلة سقط باب الشقة على الأطفال ليصاب أحدهم بجروح بالغة، وأصيب الأطفال الأخرون، ليذهب الزوج إلى محكمة الأسرة بالدقي ويحرر محضر ضد زوجته يتهمها بالإهمال، ليأخذ حضانتهم، إليه بعد إصابتهم من سقوط الباب عليهم الباب. 
ومن جانبه قال أيمن محفوظ المحامي أنه أصر الوقوف بجانب الزوجة موكلته، حتى تتمكن بالاحتفاظ بحضانة الأطفال، وتمسك أمام هيئة المحكمة أن الباب من صنع الزوج، وهو المتسبب الأول في سقوطه عليهم" باب النجار مخلع" لم يتمكن من إتقان مهنته أيئتمن على الصغار، وقد رفضت هيئة المحكمة دعوى الزوج ويبقى الأطفال في حضانة والدتهم. 
 

search